واشنطن تنفي تقديم "عروض تمويلية" لأنقرة بشأن "إف-16"

time reading iconدقائق القراءة - 4
مقاتلة أميركية من طراز "إف-16" تحلّق فوق إستونيا خلال تمرين - 6 يونيو 2018 - REUTERS
مقاتلة أميركية من طراز "إف-16" تحلّق فوق إستونيا خلال تمرين - 6 يونيو 2018 - REUTERS
دبي-الشرق

نفت الولايات المتحدة تقديم عروض تمويلية، بشأن طلب تركيا شراء مقاتلات أميركية من طراز "إف-16"، مشيرة إلى أن وزارة الدفاع الأميركية لا تزال تجري مشاورات مع أنقرة بشأن مقاتلات "إف-35"، التي أُقصيت الأخيرة من برنامجها بعد شرائها منظومة الدفاع الجوي الروسية "إس-400".

جاء ذلك بعدما قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان الأحد، إن "موضوع شراء مقاتلات إف-16 جديدة من الولايات المتحدة مرتبط بمقاتلات إف-35".

وأضاف أردوغان: "اقترحت واشنطن علينا شراء مقاتلات إف-16 في مقابل المبلغ ذاته الذي دفعناه لشراء مقاتلات إف-35"، في إشارة إلى 1.4 مليار دولار استثمرتها أنقرة في برنامج "إف-35"، قبل أن تقصيها الولايات المتحدة منه في عام 2019، بعد شرائها "إس-400".

وأوضح الرئيس التركي أن طلب المقاتلات الجديدة يستهدف "تلبية احتياجاتنا الدفاعية".

وكانت وكالة "رويترز" ذكرت أن تركيا قدّمت طلباً لدى الولايات المتحدة لشراء 40 مقاتلة من طراز "إف-16"، ونحو 80 من معدات التحديث لمقاتلاتها الحالية.

وأشارت إلى أن الصفقة المحتملة تنتظر موافقة وزارة الخارجية الأميركية، والكونجرس الذي يمكنه تعطيلها.

ورجّحت الوكالة أن تواجه أنقرة صعوبة في الحصول على موافقة الكونجرس على الصفقة، إذ تزايدت مشاعر الغضب تجاه تركيا خلال السنوات الماضية، نتيجة صفقة "إس-400" وسجّلها في حقوق الإنسان، علماً أن أردوغان يأمل بلقاء الرئيس الأميركي جو بايدن، خلال قمة مجموعة العشرين في روما أواخر الشهر الجاري.

مخاوف واشنطن

وتخشى واشنطن أن تستخدم موسكو منظومة "إس-400" لجمع معلومات استخباراتية عن قدرات التخفّي لمقاتلات "إف-35"، كما أفادت وكالة "بلومبرغ".

كذلك تعتبر الولايات المتحدة أن تلك الصواريخ تشكّل تهديداً لنظم الدفاع لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وأنقرة عضو فيه. وقدّرت "بلومبرغ" الصفقة المحتملة لمقاتلات "إف-16" بنحو 6 مليارات دولار.

ونقلت الوكالة عن الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، قوله رداً على سؤال بشأن تصريحات أردوغان بشأن الربط بين صفقتَي "إف-16" و"إف-35": "وزارة الدفاع لا تزال تجري مشاورات مع تركيا بشأن برنامج إف-35. كيف يمكن تسوية هذا النزاع، لست في وضع يسمح لي بالتحدث بشأن هذا الحوار، ولكن لكي أكون واضحاً، لم نقدّم أي عروض تمويل بشأن طلب تركيا (شراء) إف-16".

مقاتلات روسية لأنقرة؟

تصريحات برايس جاءت بعدما أفادت وكالة "سبوتنيك" الروسية للأنباء بأن رئيس هيئة الصناعات الدفاعية التركية، إسماعيل دمير، أعلن أن بلاده قد تشتري مقاتلات روسية من طراز "سو-35" و"سو-57"، إذا امتنعت الولايات المتحدة عن بيعها مقاتلات "إف-16".

ونقلت الوكالة عن دمير قوله: "إذا لم تفضِ عملية شراء إف-16 إلى نتائج، فتركيا لن تقف مكتوفة الأيدي. إذا لزم الأمر، موضوع سو-35 وسو-57 يمكن فتحه في أيّ وقت، أي شيء لضمان سلامتنا، وإذا كانت هناك حاجة إلى جهد إضافي، فيمكننا دائماً إيجاد طريقة للحلّ".

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على هيئة الصناعات الدفاعية التركية ودمير و3 آخرين من موظفيها، في ديسمبر 2020، بعد تسلّم أنقرة الدفعة الأولى من صواريخ "إس-400".

وذكّرت "سبوتنيك" بقول مدير الهيئة الفيدرالية للتعاون العسكري التقني في روسيا، ديمتري شوغاييف، إن موسكو مستعدة للتفاوض مع أنقرة بشأن مقاتلات "سو-35" و"سو-57"، إذا قررت شراءها، علماً أن الثانية تُعتبر من مقاتلات الجيل الخامس.

وخلال لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي أواخر الشهر الماضي، استبعد أردوغان التراجع عن التعاون العسكري بين بلاده وروسيا، قائلاً: "هناك خطوات نتخذها بشكل مشترك في صناعة الدفاع".

وأوضح أردوغان لبوتين أنه يريد مناقشة تعزيز التعاون الدفاعي "بصرف النظر عن الاعتراضات"، في إشارة كما يبدو إلى الأميركيين.

وأضاف: "ليس ممكناً بالنسبة إلينا أن نتراجع عن الخطوات التي اتخذناها. أؤمن بشكل خاص بأن من الأهمية الكبرى بالنسبة إلينا أن نستمرّ بتعزيز العلاقات التركية الروسية يومياً".

اقرأ أيضاً: