شعبية بايدن تتراجع لأدنى مستوى بعد سقوط كابول

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض - 10 أغسطس 2021 - REUTERS
الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض - 10 أغسطس 2021 - REUTERS
واشنطن-رويترزالشرق

 أظهر استطلاع حديث للرأي، تراجع معدل التأييد للرئيس الأميركي جو بايدن بسبع نقاط مئوية، ووصوله إلى أدنى مستوى له حتى الآن، مع انهيار الحكومة الأفغانية المدعومة من الولايات المتحدة في مطلع الأسبوع، في اضطراب دفع آلاف المدنيين والمستشارين العسكريين الأفغان، إلى الفرار من أجل سلامتهم.

وبحسب استطلاع الرأي العام، الذي أجرته وكالة "رويترز" بالتعاون مع شركة "إبسوس" للأبحاث، فقد وافق 46 في المئة فقط من الأميركيين البالغين على أداء بايدن في منصبه، في ما يعد أدنى مستوى تم تسجيله في استطلاعات الرأي الأسبوعية، التي بدأت عندما تولى بايدن منصبه في يناير الماضي.

وكانت هذه النسبة منخفضة أيضاً عن نسبة 53 في المئة، أبدت تأييدها لبايدن خلال استطلاع مماثل يوم الجمعة.

وتراجعت شعبية بايدن بعد أن دخلت حركة طالبان العاصمة الأفغانية كابول، منهية وجوداً عسكرياً أميركياً استمر 20 عاماً، وكلف دافعي الضرائب تريليونات الدولارات وآلاف الأرواح.

تقويض شعار "عودة أميركا"

وتهدد سيطرة حركة "طالبان" مجدداً على أفغانستان، بعد عقدين من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة، بتقويض شعار الرئيس جو بايدن، بشأن "عودة أميركا" للانخراط في شؤون العالم، بعد انكفائها خلال عهد سلفه دونالد ترمب.

وأثار ذلك انتقادات من جمهوريين وديمقراطيين، في ظلّ مخاوف في الكونجرس، من أن تُصبح أفغانستان مجدداً تهديداً للأمن القومي الأميركي، حسبما نقلت وكالة "بلومبرغ".

ودافع بايدن الشهر الماضي عن قرار الانسحاب من أفغانستان، قائلاً: "احتمال اجتياح طالبان لكل شيء وامتلاكها البلد بأكمله، أمر مستبعد جداً". لكن صور مسلّحي الحركة داخل قصر الرئاسة في كابول الأحد، بعد سقوط سريع لعواصم الولايات، وفرار الرئيس أشرف غني، أظهر مدى خطأ توقعات الرئيس الأميركي.

ونقلت "بلومبرغ" عن تشارلز ليستر، وهو باحث في معهد دراسات الشرق الأوسط، قوله: "لا يمكن أن يبدو الأمر أكثر سوءاً، وسيُحدث تأثيراً. سهلٌ جداً أن نقول إن دونالد ترمب أعدّنا لهذا الأمر ونحن ببساطة نتبعه، ولكن في الحقيقة أي قائد مسؤول يستمع إلى كل النصائح التي كان يتلقاها، كان سيتبع نهجاً مدروساً أكثر".

وإذ كان غضب الجمهوريين متوقعاً، لا سيّما أن كثيرين منهم لم يدعموا خطط ترمب للانسحاب من أفغانستان، فإن ذلك شمل ديمقراطيين أيضاً. وفي إحاطات مع أعضاء في مجلسَي النواب والشيوخ، واجه مسؤولون بارزون، دبلوماسيون وعسكريون، في إدارة بايدن، انتقادات وتساؤلات بشأن تداعيات قراره بمواصلة الانسحاب من أفغانستان.

غضب في الحلف الأطلسي

وتوالت الانتقادات الشديدة للولايات المتحدة، وبينها مواقف من الجانب الغربي، بعد استيلاء حركة طالبان على السلطة في أفغانستان، ما يكرس فشل عشرين عاماً من الالتزام العسكري للحلف الأطلسي في هذا البلد.

من وزير الدفاع البريطاني وصولاً إلى المستشارة الألمانية وخليفتها المحتمل، لم يخف الحلفاء الأوروبيون لواشنطن امتعاضهم، وسط مشاهد الذعر في مطار كابول لآلاف الأفغان وهم يحاولون يائسين الفرار من بلادهم.

يأتي ذلك فيما اعتبر جون سوبكو، المفتش العام الخاص الأميركي لإعادة إعمار أفغانستان (سيغار)، أن الانسحاب الفوضوي للقوات الأميركية من ذاك البلد وانهيار حكومته أمام حركة "طالبان"، هما نتيجة لأخطاء ارتكبتها الولايات المتحدة طيلة عقدين، كما أفادت وكالة "بلومبرغ".

ووَرَدَ في تقرير أصدره سوبكو الثلاثاء، أن نحو تريليون دولار أنفقتها الولايات المتحدة في أفغانستان، منذ غزوها في عام 2001، تعثرت نتيجة استراتيجية أميركية متبدّلة، وفساد أفغاني، ومشاريع غير مستدامة، وفشل في "فهم السياق الأفغاني" بعد الحرب.

وكتب سوبكو في التقرير الذي أُعدّ قبل استيلاء "طالبان" على السلطة في الأسبوع الماضي: "إذا كان الهدف هو إعادة البناء وترك بلد يمكنه الحفاظ على نفسه، وتشكيل تهديد ضئيل على مصالح الأمن القومي للولايات المتحدة، فإن الصورة العامة قاتمة".

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، الاثنين، إن نظيره الأفغاني أشرف غني رفض الانخراط في عملية دبلوماسية للتوصل إلى تسوية مع حركة طالبان، مشيراً إلى أن قوات بلاده "لن تقاتل في حرب رفضت القوات الأفغانية خوضها".

وأكد بايدن في كلمة من البيت الأبيض بشأن تطورات الوضع في أفغانستان، أن "مهمة بلاده في أفغانستان كانت مكافحة الإرهاب ومنع التخطيط لعمليات جديدة تستهدف الولايات المتحدة منها، وليس بناء الدولة الأفغانية".

لمتابعة تطورات الوضع في أفغانستان: