
قال موقع "أكسيوس"، إن منظمة غير ربحية تابعة للرئيس الأميركي الراحل جورج بوش الأب، قبلت 5 ملايين دولار من مؤسسة تعمل لمصلحة التأثير الصيني في الولايات المتحدة.
وذكر الموقع الأميركي، في تقرير، الأحد، أنه حصل على نسخة من اتفاق مكتوب يوضح تفاصيل منحة بقيمة 5 ملايين دولار من مؤسسة التبادل الصينية الأميركية (CUSEF) إلى "مؤسسة بوش الصينية"، التي أسست عام 2017 بمباركة الرئيس السابق دونالد ترمب.
وتتمتع قيادة مؤسسة التبادل الصينية الأميركية، بعلاقات وثيقة مع مسؤولي الحكومة الصينية، كما تحظى بسمعة طيبة كذراع لعملية التأثير السياسي لبكين، وقدمت حصة كبيرة من الأموال لجهود منظمة بوش لتحسين العلاقات الصينية الأميركية.
وأشار الموقع إلى أنه مع تصاعد التوتر بين واشنطن وبكين، بدأ قادة مؤسسة جورج بوش الأب للعلاقات الأميركية الصينية، الحديث من أجل توثيق العلاقات.
ومع انتقاد بكين في بعض الحالات، تحذو المؤسسة حذو الصين بشأن بعض القضايا الجيوسياسية الرئيسة.
في المقابل، أكدت المتحدثة باسم مؤسسة بوش الصينية، ليزلي ريجان، صحة الاتفاق، لكنها شددت على أن تمويل مؤسسة التبادل الصينية الأميركية ليس له أي تأثير في عمل السياسة.
وكتبت في بيان عبر البريد الإلكتروني: "نحن فخورون بشراكتنا مع مؤسسة التبادل الصينية الأميركية ونقدر بشدة دعمها السخي".
وأضافت: "اتخذت مؤسسة بوش الصينية موقفاً مستقلاً قوياً للغاية بشأن جميع القضايا الرئيسة تقريباً في العلاقة بين الولايات المتحدة والصين، وفي هذه العملية، وجهنا انتقادات حادة للسياسات والإجراءات الصينية عندما اعتقدنا أن ذلك مستحق".
"مصالح بكين"
وقالت ريجان، إن المنظمة ترفض التلميحات بأن مؤسسة التبادل الصينية الأميركية تعمل بمثابة "ناطق باسم المصالح السياسية في الصين".
وأضافت: "المؤسسة لم تسع أبداً للتأثير على مواقف مؤسسة بوش الصينية التحريرية أو التعدي على استقلالها التحريري".
ويشترط اتفاق المنحة، المؤرخ في الـ19 من سبتمبر 2019، والموقع من الطرفين، بأن تتبرع مؤسسة التبادل الصينية الأميركية بمليون دولار سنوياً لمصلحة مؤسسة بوش الصينية في الفترة من عام 2019 حتى عام 2023.
والأموال مخصصة لدعم جهود مؤسسة بوش لتعزيز "علاقة ثنائية وظيفية وبناءة وقوية تجارياً ومفيدة للطرفين ومستدامة سياسياً"، وفقاً للاتفاق.
ووافقت مؤسسة بوش الصينية على إبقاء مؤسسة التبادل الصينية الأميركية في إطار أنشطتها "لضمان استمرار التوافق بين أهداف الطرفين".
"ترويج أجندة" بكين
وكشفت مؤسسة التبادل الصينية الأميركية، في أوراقها التي قدمت في أميركا، أنها دفعت مقابل حملات الضغط لـ"التأثير في الدوائر الانتخابية الرئيسية" في الولايات المتحدة، في ما يتعلق "بنيات الصين الحقيقية وجهودها في التبت"، بما في ذلك تحليل لكيفية تصوير كتب المدارس الثانوية الأميركية للتبت.
واتهم اثنان من اعضاء الكونغرس عن ولاية تكساس، مؤسسة التبادل الصينية الأميركية في خطاب عام 2018 بأنها واحدة من عدد من المنظمات التابعة لبكين "تهدف إلى نشر الأجندة السياسية للصين".
ويحرص اتفاق مؤسسة بوش الصينية مع مؤسسة التبادل الأميركية الصينية على استخدام لغة مصممة لتجنب أي إشارة بأنها تعمل كوكيل للمصالح الأجنبية، ويقضي بأن يتشاور الطرفان بحسن نية بشأن عمل مؤسسة بوش الصينية المدعومة بهذه المنحة.
نيل بوش
ومؤسس ورئيس مجلس إدارة مؤسسة بوش الصينية هو نيل بوش، النجل الثالث لجورج بوش الأب.
وسبق لبوش أن ألقى باللوم في المظاهرات المؤيدة للديمقراطية في هونغ كونغ على "التأثير الخارجي" في تصريحات عام 2019 خلال مؤتمر نظمته وزارة الخارجية الصينية، وتم تداول التصريحات على نطاق واسع من قبل وسائل الإعلام التي تديرها الدولة.
وبحسب "أكسيوس"، يتمتع بوش بعلاقات تجارية طويلة الأمد في البلاد، ووجه مسؤولون تنفيذيون صينيون في شركة استثمار عقاري "يديرها بشكل غير قانوني" 1.3 مليون دولار لدعم حملة شقيقه جيب بوش الرئاسية في عام 2016.