تشهد شبكة "تويتر" انخفاضاً ملحوظاً في زيارات المستخدمين منذ بداية العام الجاري، وفقاً لما أظهرته إحصائيات حديثة، فيما تشتعل المنافسة مع منصة "ثريدز" المملوكة لشركة "ميتا"، والتي جذبت 100 مليون مستخدم في أول 5 أيام بعد إطلاقها.
وتأثرت "تويتر" سلباً بسبب النجاح السريع لـ"ثريدز" التي انطلقت في وقت سابق من يوليو الجاري، والمشاكل المستمرة التي تعاني منها تحت إدارة الملياردير إيلون ماسك.
ووفقاً لإحصائيات جديدة نشرتها شركة "كلاود فلير"، انخفضت زيارات "تويتر" بشكل ملحوظ منذ بداية العام الحالي، أي بعد وقت قصير من استحواذ ماسك على المنصة في أكتوبر الماضي في صفقة بلغت قيمتها 44 مليار دولار.
ووفقاً للبيانات الإحصائية التي نشرتها الشركة، فإن الانخفاض الكبير في معدلات استخدام تويتر بدأ خلال منتصف العام الجاري.
وتزامن الانخفاض، مع تطبيق "تويتر" لحد أقصى لعدد التغريدات التي يمكن للمستخدمين قراءتها يومياً، بالإضافة إلى إطلاق منصة "ثريدز" الاجتماعية في نفس الفترة.
يُشار إلى أن مؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "ميتا"، مارك زوكربيرج، نشر تغريدة ساخرة على تويتر في 6 يوليو، بالتزامن مع إطلاق ثريدز، تظهر أن منصته الجديدة تشبه "تويتر" بشكل كبير في تجربة المستخدم والتصميم.
أزمات تويتر
وأثارت منصة "تويتر" جدلاً كبيراً مؤخراً بسبب عدد من القرارات التي أثارت غضب مستخدمي المنصة ودفعتهم للبحث عن بدائل جديدة.
وكان من بين هذه القرارات فرض قيود على عدد التغريدات التي يمكن للمستخدمين قراءتها يومياً، حيث تم السماح للمشتركين في تويتر بلو بقراءة 6000 تغريدة في اليوم، في حين يُسمح للمستخدمين المجانيين بقراءة 600 تغريدة فقط، ولأصحاب الحسابات الجديدة بقراءة 300 تغريدة فقط.
ورغم زيادة الحد الأقصى اليومي للتغريدات إلى 10000 و1000 و500 على التوالي، إلا أن ذلك لم يهدئ من غضب المستخدمين تجاه تويتر، بسبب عدم استقرار المنصة ومشاكلها التقنية المستمرة في الفترة الأخيرة.
وفي توقيت حاسم بالنسبة لتويتر، تم إطلاق منصة ثريدز، التي بدأت ميتا (الشركة الأم لفيسبوك) العمل عليها تحت اسم كودي هو "Project 92" منذ نهاية العام الماضي.
وفي اجتماع لفريق الموظفين مطلع يناير الماضي، أعلن كريس كوكس مدير قسم المنتجات في ميتا، أن المنصة الجديدة ستكون منافسة لتويتر، وستركز على توفير "أداء متميز"، في إشارة إلى مشاكل "تويتر" التقنية المستمرة.
بعد إطلاق ثريدز ونجاحها السريع، لم يبقَ إيلون ماسك مكتوف الأيدي تجاه هذا التطور، فمنذ ظهور التقارير الأولية التي أشارت إلى اقتراب إطلاق المنصة المنافسة، بدأ ماسك في انتقادها بسبب "جمعها لكميات ضخمة من المعلومات على هواتف المستخدمين".
وبعد إطلاق "ثريدز" في السوق، تلقت "ميتا" رسالة تهديد مباشرة من "تويتر"، تطالبها بوقف المنصة، أو ستواجه تداعيات قانونية، حيث اتُّهمت بجذب موظفين سابقين للانضمام إلى فريقها، واستغلال المعلومات السرية التي يتوفرون عليها لتسريع تطوير المنصة الجديدة.
معيار جديد للزيارات
وفي ظل الأرقام القياسية التي حققتها ثريدز، قدم إيلون ماسك معياراً جديداً لقياس نشاط وتفاعل المستخدمين على منصته، وهو المعدل التراكمي للثواني التي يقضيها المستخدم على تويتر.
وأكد ماسك أن هذا المعيار يوفر دقة وتمثيلاً أكبر لحجم التفاعل بالمقارنة مع معيار عدد المستخدمين النشطين شهرياً، الذي تستخدمه العديد من الشركات، بما في ذلك "ميتا"، لتقييم أداء خدماتها.
وأرجع مالك تويتر وجهة نظره إلى أن الحسابات الروبوتية يمكنها التلاعب بأعداد المستخدمين النشطين شهرياً، مشيراً إلى أن تلك الحسابات يمكنها أيضاً التأثير على معيار الوقت المستغرق في الاستخدام، ولكن احتمالية التأثير ضئيلة مقارنة بمعيار عدد المستخدمين النشطين.
نيران صديقة
ويبدو أن عدد المستخدمين البالغ 100 مليون مستخدم على ثريدز، لم يشمل فقط المستخدمين الغاضبين من تويتر، ولكنه شمل أيضاً بعض الموظفين الحاليين في تويتر نفسها.
ووفقاً لتقرير نشره موقع The Daily Beast، تبين أن ربع عينة مؤلفة من 133 موظفاً حالياً في تويتر قاموا بالتسجيل في المنصة المنافسة فور إطلاقها، وأشادوا بسهولة استخدام "ثريدز" وعملية إنشاء الحسابات عليها، وأكدوا أنها توفر تجربة أكثر متعة من "تويتر".
وأكد التقرير أيضاً أن هناك عدداً كبيراً من الموظفين السابقين والحاليين في تويتر يستخدمون "ثريدز" بالفعل.
ومع ذلك، كان بعض هؤلاء الموظفين يستخدمون "ثريدز بغرض" انتقادها، وتعزيز "تويتر" كمنصة أفضل في مواجهة التحدي الجديد.
وأشار بعضهم إلى أن مستخدمي ثريدز يجب أن يجربوا "تويتر" لمعرفة أنها توفر تجربة أفضل في جوانب عديدة، وتقدم تجربة ممتعة بشكل أكبر.
بحث عن التميز
ويبذل إيلون ماسك قصارى جهده في محاولة لتمييز منصة تويتر عن ثريدز، من طريق الضغط على موظفيه لتقديم مزايا جديدة وتنفيذها بأسرع وتيرة ممكنة، وتوفيرها لمستخدمي تويتر.
ونشر مالك تويتر تغريدة في الأيام الأخيرة تشير إلى أن ميزة جديدة قادمة للمستخدمين، وستتيح لهم الوصول إلى قائمة التغريدات المحفوظة (Bookmarks) عبر البريد الإلكتروني، حيث ستُرسل قائمة التغريدات بناءً على جدول زمني محدد مسبقاً.