دبي -الشرق
تبنى "الحرس الثوري" الإيراني، الأحد، الهجوم الصاروخي الذي استهدف مدينة أربيل شمالي العراق وتسبب في إصابة شخصين، مشيراً إلى أنه ضرب بصواريخ تابعة له "مركزاً استراتيجياً إسرائيلياً"، بينما نفى محافظ أربيل أوميد خوشناو "تواجد أي مراكز إسرائيلية في تلك المواقع"، في حين دعا مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري صاحب أكثرية البرلمان العراقي، حكومة بلاده، إلى تقديم مذكرة احتجاج في الأمم المتحدة ضد إيران على خلفية الهجوم.
وكانت السلطات المحلية في إقليم كردستان العراق أعلنت أن 12 صاروخاً باليستياً سقطت على أربيل في الساعات الأولى من صباح الأحد، واتهم مسؤول أميركي إيران بشن الهجوم الذي استهدف مبنى القنصلية الأميركية الجديد بالمدينة.
وقال "الحرس الثوري" الإيراني في بيان نقلته وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" إنه "عقب الجرائم الأخيرة للكيان الصهيوني المزيف والإعلان السابق عن أن جرائم وأعمال هذا الكيان الخبيثة لن تمر دون رد، استهدفت الصواريخ القوية والدقيقة لحرس الثورة، الليلة الماضية، مركز الصهاينة الاستراتيجي للتآمر والأعمال الشريرة"، وفق البيان.
وحذر "الحرس الثوري"، إسرائيل "من أن تكرار أي عمل شرير سيواجه ردوداً قاسية وحاسمة ومدمرة"، علماً بأن إسرائيل سبق أن قتلت اثنين من أعضاء الحرس الثوري الإيراني الأسبوع الماضي في سوريا.
وأفادت وكالة "تسنيم" الإيرانية بأن 14 صاروخاً من طراز "جراد" عيار 122 ملم سقط بالقرب من القاعدة العسكرية الأميركية في أطراف مطار أربيل وكذلك في محيط القنصلية الأميركية.
وقال مصدر أمني عراقي لـ"تنسيم" إن "بعض الصواريخ سقطت بالقرب من مجمع زيزين الذي كان مخصصاً لإيواء ضباط القاعدة الأميركية".
نفي كردي
في المقابل، نفى محافظ أربيل، أوميد خوشناو، "تواجد أي مراكز إسرائيلية في المواقع التي استهدفت بالصواريخ بأربيل"، مؤكداً لشبكة "رووداو" الكردية أنها "لم تصب أهدافها، وسيكون إقليم كردستان محمياً بلا شك".
وأشار خوشناو إلى أنه "لا توجد أي مؤسسات أو قواعد سرية تابعة لأي دولة في إقليم كردستان"، موضحاً أن "القصف الصاروخي أسفر عن إصابة شخصين بجروح طفيفة".
مذكرة احتجاج للأمم المتحدة
وأعلن مكتب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في بيان، عقد غرفة عمليات "لإجراء اتصالات داخلية وخارجية بجهات حكومية وسياسية" بشأن الهجوم الإيراني الذي طال أربيل، معتبراً أن "الاعتداء سابقة خطيرة تهدد أمن الوطن وسيادته".
وأشار الصدر في بيانه إلى أنه "لا ينبغي استعمال الأراضي العراقية (..) ساحة للصراعات السياسية والأمنية والعسكرية"، ودان "كل الأعمال التي تستهدف دول الجوار من داخل العراق، (..) وأي تدخل خارجي وأي قصف للأراضي العراقية ذات السيادة الكاملة".
وطالب الصدر الجهات العراقية المختصة بـ"رفع مذكرة احتجاج للأمم المتحدة والسفير الإيراني فوراً"، كما حضّ على "أخذ ضمانات بعدم تكرارها مستقبلاً". وقال: "بشأن الادعاء بأن هناك مواقع إسرائيلية، فيجب التحقيق في ذلك بأسرع وقت ممكن فلا يجب أن تستعمل حجة لزعزعة أمن العراق".
من جهته، وصف الرئيس العراقي برهم صالح في تغريدة على تويتر عملية استهداف أربيل بأنه "جريمة إرهابية مُدانة وتوقيته مُريب"، فيما وصف رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الاستهداف بأنه "تعد على أمن شعبنا".
"هجوم شائن"
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية لوكالة "رويترز"، إن الهجوم الإيراني على أربيل "هجوم شائن"، لكنه أفاد بأن أي أميركي لم يصب بأذى ولم تلحق أي أضرار بالمنشآت التابعة للحكومة الأميركية في أربيل.
وفي وقت سابق، نقلت وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية عن مسؤول عسكري بوزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون"، قوله إن "صواريخ أطلقت على المدينة من إيران المجاورة".
بينما أكد مسؤول أميركي ثانٍ، أنه لم تقع أضرار في أي منشأة حكومية أميركية، ولم يكن هناك ما يشير إلى أن الهدف كان مبنى القنصلية، الجديد وغير المأهول حالياً.
جاء الهجوم أيضاً في وقت توقفت فيه المفاوضات في فيينا الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي بين القوى العالمية وإيران، بسبب المطالب الروسية بشأن إعفاء موسكو من العقوبات التي تستهدفها بسبب حربها على أوكرانيا.
وكانت آخر مرة تعرضت فيها القوات الأميركية لهجمات بصواريخ باليستية في العراق، في يناير 2020، وذلك في إطار رد إيران على قيام الولايات المتحدة باغتيال قائد "فيلق القدس" في "الحرس الثوري" الإيراني قاسم سليماني ورئيس "الحشد الشعبي" العراقي الموالي لطهران، أبو مهدي المهندس، قرب مطار بغداد.
اقرأ أيضاً:
تصنيفات
