روسيا تواصل قصف دونباس وخاركوف.. وأوكرانيا: دفاعاتنا صامدة

time reading iconدقائق القراءة - 9
هجوم على قافلة عسكرية روسية نفذه الجيش الأوكراني قرب مدينة إزيوم. 30 أبريل 2022 - via REUTERS
هجوم على قافلة عسكرية روسية نفذه الجيش الأوكراني قرب مدينة إزيوم. 30 أبريل 2022 - via REUTERS
كييف-رويترز

يستمر القصف الروسي السبت على شرق وجنوب أوكرانيا، خصوصاً في منطقة دونباس وحول خاركوف لتعزيز سيطرته بأي ثمن رغم الانتكاسات الميدانية التي تحدثت عنها كييف.

وليل الجمعة السبت سمع دوي انفجارات عنيفة في خاركوف ثاني أكبر مدن البلاد والتي تقصفها المدفعية الروسية منذ أسابيع، فيما دعت موسكو واشنطن والناتو لوقف مد أوكرانيا بالأسلحة إذا كانا "مهتمين فعلا بحل الأزمة". 

قال الجيش الأوكراني إن القوات الروسية "دكّت" منطقة دونباس في شرق أوكرانيا السبت، لكنها أخفقت في الاستيلاء على 3 مناطق تستهدف السيطرة عليها، في حين قالت موسكو إن العقوبات الغربية المفروضة عليها وشحنات السلاح لأوكرانيا تعرقل مفاوضات السلام.

وأفادت هيئة الأركان العامة في الجيش الأوكراني في تحديثها اليومي، بأن الروس يحاولون السيطرة على مناطق ليمان في دونيتسك وسيفيرودونيتسك وبوباسنا في لوجانسك، مشيرة إلى أنهم "لا يحققون النجاح، والقتال مستمر".

ويصر الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي منذ بدء الغزو الروسي على بلاده في 24 فبراير الماضي، على أن هناك حاجة لتشديد العقوبات على روسيا وأن العقوبات لا يمكن أن تكون جزءا من المفاوضات.

وقال الجمعة إن المحادثات تواجه خطر التوقف وذلك بسبب ما وصفه "بقواعد التلهي بقتل الناس" عند روسيا.

واتهمت أوكرانيا القوات الروسية بارتكاب أعمال وحشية في المناطق التي سبق أن احتلتها قرب العاصمة كييف. وتنفي روسيا هذه الاتهامات.

في المقابل، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في تصريحات صحافية السبت، إن رفع العقوبات الغربية المفروضة على روسيا جزء من محادثات السلام، التي وصفها بـ"الصعبة، لكنها مستمرة يوميا عبر
رابط فيديو".

وأضاف لافروف أن على الولايات المتحدة والدول الأخرى الأعضاء في حلف شمال الأطلسي أن توقف إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا إذا كانت حريصة حقا على إنهاء الأزمة الأوكرانية.

في سياق متصل، لاقت حزمة المساعدات التي اقترحها الرئيس الأميركي جو بايدن لأوكرانيا، وقيمتها 33 مليار دولار تشمل 20 ملياراً للأسلحة، تأييداً من الحزبين الجمهوري والديمقراطي.

وقالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي الجمعة إنها تأمل في أن يوافق الكونجرس على الحزمة بأسرع ما يمكن.

"دفاعات صامدة"

بعد الإخفاق في الاستيلاء على كييف في الهجوم المستمر منذ 9 أسابيع، والذي حوّل مدنا أوكرانية إلى أنقاض وأسقط مئات الأشخاص ودفع 5 ملايين أوكراني إلى الفرار من بلدهم، تركز روسيا الآن على شرق وجنوب أوكرانيا.

وتأمل روسيا في الاستيلاء بالكامل على منطقة دونباس في شرق أوكرانيا والمكونة من لوغانسك ودونيتسك والتى كان انفصاليون مدعومون من موسكو يسيطرون بالفعل على أجزاء منها قبل الغزو.

وقالت موسكو السبت إن وحدات المدفعية التابعة لها قصفت 389 هدفاً أوكرانيا خلال الليل.

 وذكرت وسائل إعلام روسية نقلاً عن حاكم منطقة بريانسك أن الدفاعات الجوية الروسية منعت طائرة أوكرانية من دخول المنطقة اليوم (السبت)، مضيفة أن القصف أصاب أجزاء من محطة للنفط والمنطقة المتاخمة لها.

ونقل التلفزيون الأوكراني عن سيرهي جايداي حاكم لوغانسك قوله إن الروس يقصفون المنطقة بكاملها "لكن لا يمكنهم اختراق دفاعاتنا". وأضاف أن إجلاء المدنيين سيستمر رغم صعوبة الظروف.

وأضاف جايداي أن الهجمات الروسية أسفرت عن تدمير مدرستين و20 منزلا الجمعة في روبيجني وبوباسنا، وتقع كل منهما في لوغانسك.

وقال ميكولا خاناتوف رئيس الإدارة العسكرية في بوباسنا إن حافلتين أرسلتا لإجلاء المدنيين من البلدة تعرضتا لقصف من القوات الروسية يوم الجمعة، ثم لم يتسن التواصل مع السائقين. ولم يذكر عدد من كانوا على متن الحافلتين.

وترددت أنباء أيضا عن هجمات في أماكن خارج دونباس. وقال ميكولا لوكاشوك رئيس مجلس دنيبرو الإقليمي إن القوات الروسية قصفت ضواحي فيليكا كوسترومكا في منطقة كريفي ريه. كما تعرضت قرية على الحدود مع منطقة زابوريجيا للقصف.

وأفادت منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي لم يتسن التحقق من صحتها بوقوع قصف في مدينة خاركوف في شمال شرق البلاد.

وخرج الجمعة المئات من المدنيين المنهكين من قرية روسكا لوزوفا "الاستراتيجية" التي استعادها الجيش الأوكراني بعد نحو شهرين على وقوعها تحت الاحتلال الروسي في شمال خاركوف شرقي البلاد.

ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من تقارير أي من الطرفين عما يحدث على الأرض.

مقاومة ماريوبل

نشر حرس الحدود الأوكراني مقطعاً مصوراً على صفحته على موقع فيسبوك يظهر نحو 16 جندياً يبدو عليهم التعب والإرهاق، معظمهم يضع خوذات ويحمل بنادق، وينشدون النشيد الوطني في قبو صغير.

وقال حرس الحدود إن هؤلاء المقاتلين من رجاله ويساعدون في الدفاع عن مصنع "آزوف ستال" للصلب، آخر معقل تسيطر عليه القوات الأوكرانية في مدينة ماريوبول الساحلية الاستراتيجية المطلة على بحر آزوف.

ولم يتسن التحقق من صحة المقطع.

من جانبها، قالت وزارة الدفاع البريطانية السبت إن "ما زال هناك قصور في التنسيق التكتيكي الروسي". وأضافت في نشرة يومية أن روسيا اضطرت لدمج وإعادة نشر وحدات مستنزفة ومتباينة من عمليات تقدم فاشلة في شمال شرق أوكرانيا.

حبوب ووقود

اتهم تاراس فايسوتسكي نائب وزير الزراعة الأوكراني، السبت، القوات الروسية بسرقة مئات الآلاف من الأطنان من الحبوب في المناطق التي تحتلها. وأعرب عن قلقه من أن 1.5 مليون طن أخرى من الحبوب في خطر التعرض للسرقة أيضا.

واتهمت أوكرانيا روسيا الخميس بسرقة الحبوب في الأراضي التي تحتلها، في تصرف قالت إنه يزيد تهديد الأمن الغذائي العالمي الناجم عن اضطرابات غرس البذور في الربيع وإغلاق الموانئ الأوكرانية خلال الحرب. وقال الكرملين إنه ليس لديه معلومات في هذا الصدد.

وفقاً لبيانات مجلس الحبوب العالمي، كانت أوكرانيا رابع أكبر مصدر للحبوب في العالم في موسم 2020-2021، حيث باعت 44.7 مليون طن للخارج. وتراجعت صادراتها بشدة منذ الغزو الروسي لأراضيها.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمة مساء الجمعة إن أوكرانيا ستنهي قريبا نقص الوقود على الرغم من إلحاق القوات الروسية أضرارا بعدد من مستودعات النفط. فيما أشارت وزيرة الاقتصاد يوليا سفيريدنكو إلى أن المشغلين الأوكرانيين أبرموا عقوداً مع موردين أوروبيين.

تصنيفات