
أعلنت كل من الصين وباكستان، الأربعاء، مقتل 12 شخصاً، بينهم 9 صينيين، في انفجار استهدف حافلة في إقليم كوهيستان العليا شمالي البلاد، لكن تفسيرهما للأحداث جاء مختلفاً.
وقالت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان أوردته وكالة "فرانس برس"، أن الحافلة "نزلت في واد بعد حادث فني نجم عن تسرب غاز كان وراء الانفجار"، مؤكدة فتح تحقيق بالحادث.
أما السفارة الصينية في باكستان، فقد قالت أن "مشروعاً تابعاً لشركة صينية في باكستان تعرض لهجوم تسبب بمقتل مواطنين صينيين"، داعية الشركات الصينية في البلاد إلى تعزيز الإجراءات الأمنية.
في حين، دعا الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية جاو ليجيان إلى إنزال "عقاب شديد" بالمسؤولين عن ذلك وضمان أمن وسلامة المواطنين الصينيين والمؤسسات والمشاريع الصينية في هذا البلد.
من جانبه، أوضح المسؤول الإداري المحلي الكبير عارف خان يوسفزاي أن 28 صينياً أصيبوا بجروح أيضاً. ونقلوا الى مستشفيات عسكرية.
ويشار إلى أن مشروع "داسو" للطاقة الكهرومائية، يعد جزءاً من الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني (CPEC)، وهي خطة استثمارية بقيمة 65 مليار دولار في إطار مبادرة "الحزام والطريق" في بكين، الهادفة إلى ربط غرب الصين بميناء جوادر البحري في جنوب باكستان.
ويعمل المهندسون الصينيون مع عمال البناء الباكستانيين في المشروع منذ سنوات في المنطقة التي وقع فيها الانفجار.
قلق بكين
وقالت "فرانس برس"، إن أمن الموظفين الصينيين العاملين في مشاريع بنى تحتية مختلفة في باكستان مثل سد "داسو" على نهر السند الذي بدأ بناؤه في 2017، يشكل مصدر قلق لبكين التي استثمرت مليارات الدولارات في هذا البلد خلال السنوات الأخيرة.
وفي أبريل الماضي، تبنّت حركة طالبان هجوماً انتحارياً على فندق فخم في كويتا غرب عاصمة إقليم بلوشستان، كان يمكث فيه السفير الصيني.
وتبنّت الحركة مؤخراً هجمات عدة على نطاق أصغر في المناطق القبلية الباكستانية في شمال غربي البلاد، على الحدود مع أفغانستان، لكن أيضاً في بعض المدن ومن بينها العاصمة إسلام أباد.
امتعاض
وأثارت المشاريع الممولة من الصين امتعاضاً في باكستان، خصوصاً لدى الجماعات الانفصالية التي تعتبر أن السكان المحليين "لا يستفيدون منها"، إذ أن معظم الوظائف تذهب إلى الأيدي العاملة الصينية.
وفي مايو 2019، استُهدف فندق فخم يطل على ميناء جوادر، وهو مشروع رئيسي من مشاريع "الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني"، ويُفترض أن تنفق بكين أكثر من 50 مليار دولار فيه، ما تسبب بمقتل 8 أشخاص على الأقل.
وقبل 6 أشهر، أسفر هجوم على قنصلية الصين في كراتشي، أكبر مدينة في باكستان وعاصمتها الاقتصادية والمالية، عن 4 قتلى على الأقل.
وفي يوينيو 2020، استُهدفت بورصة كراتشي، التي تملك شركات صينية جزءاً منها بهجوم أوقع 4 قتلى على الأقل.
وتبنّى هذه الاعتداءات "جيش تحرير بلوشستان"، الذي برّر ذلك متحدثاً عن استحواذ إسلام أباد والصين على الموارد المحلية.
ومطلع العقد الماضي، شنّت طالبان هجمات دامية عدة في مدن باكستانية كبيرة، من معقلها في المناطق القبلية التي تضمّ جماعات متطرفة أخرى بينها تنظيم "القاعدة".
إلا أن عملية عسكرية كبيرة أُطلقت عام 2014، سمحت بتدمير هيكل قيادة طالبان، ما أدى آنذاك إلى تحسّن ملحوظ في الوضع الأمني في كافة أنحاء البلاد، إلى وقت قريب.
لكن توجد مؤشرات على أن متمردي طالبان تجمّعوا في الأشهر الأخيرة على الحدود مع أفغانستان، حيث يتبنّون بشكل متكرر مواجهات مسلّحة مع قوات الأمن الباكستانية.