تقرير: "ميليشيات إيران" تعمل لإفشال الحوار الأميركي العراقي

time reading iconدقائق القراءة - 5
متظاهرون من أنصار الحشد الشعبي، يحملون لافتات أثناء تجمعهم لإحياء الذكرى الأولى لمصرع قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس - بغداد - 3 يناير 2021 - REUTERS
متظاهرون من أنصار الحشد الشعبي، يحملون لافتات أثناء تجمعهم لإحياء الذكرى الأولى لمصرع قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس - بغداد - 3 يناير 2021 - REUTERS
بغداد-أ ب

قالت وكالة أسوشيتد برس في تقرير، الأربعاء، إن نحو 12 ميليشيا موالية لإيران ظهرت في العراق، بعد مصرع قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس، في يناير 2020، بضربة أميركية في بغداد، وتهدد الحوار الاستراتيجي العراقي الأميركي، المقرر الأسبوع المقبل.

وسلط التقرير الضوء على إمكانية تقويض مصداقية رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الذي قال في تصريحات سابقة إن "إخضاع الجماعات المسلحة لسيطرة الدولة هدف إدارته"، إلا أنه يجد نفسه عاجزاً عن كبح جماح هذه الجماعات، التي تتجول بشكل علني وسط بغداد، منددة بالوجود الأميركي بالبلاد، وفق أسوشيتد برس.

وأوضح مسؤولون أميركيون أن جماعة غامضة موالية لإيران تدعى "ربع الله"، تجولت علناً وسط بغداد، وقدمت عرضاً عسكرياً بعناصرها الملثمين، حاملين أسلحة رشاشة وقذائف"آر بي جي"، ومنددين بالوجود الأميركي.

وأوضحوا أن تلك الجماعة "واحدة من نحو 10 جماعات موالية لإيران، ظهرت بعد الضربة الجوية التي نفذتها واشنطن في يناير 2020، وأدت لمقتل سليماني والمهندس".

واجهة لأقوى الفصائل

ويُعتقد أن جماعة "ربع الله" واجهة لواحدة من أقوى الفصائل المدعومة إيرانياً بالعراق، والتي اتهمتها الولايات المتحدة بـ "المسؤولية عن الهجمات الصاروخية التي استهدفت سفارتها لدى بغداد، والقواعد العسكرية التي توجد بها القوات الأميركية".

وعقب ذلك، ازداد جموح تلك الجماعات، إذ يرى بعض المراقبين في واشنطن وبغداد، وفق أسوشيتد برس، أن "الجماعات انقسمت إلى مجموعات جديدة لم تكن معروفة من قبل، ما سمح لها بادعاء المسؤولية عن الهجمات، بأسماء مختلفة لإخفاء مدى تورطها".

ولعب كل من سليماني والمهندس دوراً رئيسياً في قيادة ميليشيات في العراق، وأثار مقتلهما في الغارة الأميركية غضب نواب البرلمان العراقي، ما دفعهم إلى الموافقة على قرار غير ملزم، لإخراج قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة من البلاد.

وفي أكتوبر الماضي، هاجمت الجماعة مكاتب حزب سياسي في إقليم كردستان شمالي العراق، وأضرمت النار في مكتب الحزب الكردي ومقره الإعلامي في بغداد، كما وجهت لها اتهامات بـ"الاعتداء على متاجر ومراكز في بغداد".

"الحوار الاستراتيجي"

وتشكل تلك الجماعات تحدياً، في وقت تسعى فيه بغداد إلى تعزيز علاقاتها مع الدول العربية المجاورة، وتستعد لخوض انتخابات في أكتوبر المقبل، وسط أزمة اقتصادية متفاقمة وجائحة كورونا.

ويأتي ذلك، في وقت تستعد فيه بغداد لعقد الجولة الرابعة لما يعرف بـ"الحوار الاستراتيجي العراقي الأميركي" المقرر في 7 أبريل المقبل، بعد طلب من الحكومة العراقية، ويرجع ذلك جزئياً إلى "ضغوط تمارسها  الفصائل السياسية والجماعات الموالية لإيران، لمغادرة ما تبقى من القوات الأميركية في البلاد".

ولفت التقرير إلى أن هذه المحادثات، التي بدأت في يونيو الماضي في ظل إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب، "هي الأولى في عهد الرئيس جو بايدن، إذ ستناقش مجموعة من القضايا، تشمل كبح جماح الجماعات الموالية لإيران، ووجود قوات قتالية أميركية في البلاد"، كما أن مسؤولاً أميركياً بارزاً قال إن المحادثات "تهدف إلى تشكيل مستقبل العلاقة الثنائية".

وفي الوقت ذاته، قال مسؤولون أميركيون إن واشنطن ستستغل هذه المحادثات لـ"تأكيد أن بقاء القوات في العراق سيكون لغرض ضمان عدم توحيد تنظيم داعش صفوفه مجدداً"، في إشارة إلى أن الولايات المتحدة تسعى للاحتفاظ بالجنود المتبقين البالغ عددهم 2500 جندي في العراق.

"الاتفاق النووي"

وفي موازاة ذلك، قال المحلل السياسي إحسان الشمري لأسوشيتد برس، تعليقاً على ذلك: "تلك أدوات تستخدم لأغراض التفاوض والضغط على واشنطن، عندما يتعلق الأمر بالملف النووي الإيراني"، في إشارة إلى جهود بايدن لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 بين طهران والقوى العالمية والذي انسحب منه الرئيس ترمب في 2018.

وقال المحلل السياسي تامر بدوي، إن "الجماعات الموالية لإيران، تهدف إلى إرسال رسالة مزدوجة إلى إدارة الكاظمي، الأولى تحذيره من محاولة كبح نفوذها تحت راية محاربة الفساد، والأخرى الضغط على الحكومة لدفع الولايات المتحدة لتقليص عدد قوات التحالف".

ورغم التوتر الذي شهدته العلاقة بين الولايات المتحدة والعراق، في أعقاب الغارة الجوية التي أدت إلى مقتل سليماني، تحسنت العلاقات بين البلدين منذ تولي الكاظمي رئاسة الوزراء.