دبي -الشرق
توقع خبراء في علم الأوبئة ظهور ما بين 140و 300 ألف حالة إصابة جديدة يومياً بفيروس كورونا المستجد في الولايات المتحدة خلال أغسطس الجاري، مرجعين ذلك لانتشار المتحور دلتا شديد العدوى، واستئناف الأنشطة على نطاق واسع.
وأفادت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية في تقرير لها، بأنه وفقاً لمتوسط الأعداد على مدى 7 أيام، فإن الولايات المتحدة سجلت أكثر من 70 ألف حالة يومياً، وذلك في زيادة عن المتوسط اليومي البالغ 60 ألف حالة والذي كانت تسجله خلال 6 أسابيع ماضية.
وأعرب أستاذ علم الأوبئة بجامعة نورث كارولينا، جاستن ليسلر، في مقابلة مع "واشنطن بوست"، عن قلقة الشديد من الأمر، قائلاً: "ربما كنا مفرطين في التفاؤل حينما توقعنا انخفاض عدد الحالات في الخريف".
وأشارت الصحيفة إلى أن متوسط الحالات ارتفع بنحو 60% خلال الأسبوع الماضي وحده، كما ارتفعت أعداد الحالات التي تتلقى العلاج في المستشفيات بنحو 40%، وارتفعت الوفيات بنسبة 30%، بمتوسط يزيد على 300 حالة يومياً.
ولفت الأستاذ المساعد في علم الأوبئة في كلية "جونز هوبكنز بلومبرغ" للصحة العامة، ديفيد دبليو داودي، إلى أن "الوضع بات يزداد سوءاً، وحتى الآن على الأقل، فإن انتشار الفيروس لا يتباطأ بشكل حقيقي في الولايات المتحدة".
وأضاف: "إذا كان هناك جانب إيجابي واحد، فهو أن الخبراء لا يتوقعون أن يرتفع عدد حالات دخول المستشفى والوفيات إلى المستويات التي نشهدها في الشتاء، وذلك لأن الأشخاص الذين يمرضون هم أصغر سناً وأفضل صحة".
حالات الذروة
وتوقع داودي أن تصل الحالات إلى ذروتها خلال الأسابيع الثلاثة أو الأربعة المقبلة، مشيراً إلى أنه خلال تلك الفترة من المحتمل أن يكون خطر الإصابة بالفيروس بين الأشخاص غير المطعمين مماثلاً لما كان عليه في نوفمبر الماضي.
وأردف: "في حال استمرت الولايات المتحدة على هذا المسار، فإنه من المتوقع حدوث زيادة بمعدل 5 أضعاف في الإصابات الجديدة، ما يعني أن الحالات سترتفع إلى أرقام شهر يناير الماضي".
وأرجعت الصحيفة الطفرة الأخيرة في عدد الحالات والوفيات إلى مجموعة من الأسباب، على رأسها انتشار المتحور دلتا، الذي ينتقل بسهولة أكبر بين الناس، حيث تقدر مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أنه المسؤول عن أكثر من 80% من الحالات الجديدة في الولايات المتحدة، فضلاً عن تخفيف الإجراءات الاحترازية، وعدم الالتزام بالتباعد الاجتماعي.
وأوضح عالم الأوبئة بجامعة كولومبيا الأميركية جيفري شامان، أن "هذه السلوكيات منتشرة حتى بين أولئك الذين حصلوا على اللقاحات"، مضيفاً أن "أحدث نموذج أعده فريقه قد أظهر أن ذروة الحالات ستكون بعد 4 إلى 5 أسابيع من الآن، وهي النقطة التي ستشهد فيها البلاد أكثر من مليون حالة في الأسبوع، بمتوسط 140 ألف حالة يومياً".
وتوقع خبراء استمرار ارتفاع عدد الحالات حتى منتصف أغسطس الجاري، حيث ستتجاوز حاجز 300 ألف حالة يومياً، وهو السيناريو الذي ترتفع فيه الوفيات إلى أعلى مستوى لها في سبتمبر عند 1500 وفاة يومياً، مؤكدين أنه في حال ارتدى الجميع الكمامات، فإن عدد الحالات قد يصبح أقل بنحو 10 مرات، وفقاً للصحيفة.
خطأ مراكز السيطرة
من جانبه، اعتبر عالم الأوبئة في جامعة واشنطن، علي المقداد، أن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها "ارتكبت خطأً عندما لم تضغط بشكل أكبر نحو ضرورة ارتداء الأقنعة قبل شهر من الآن".
وحذر الخبراء من أنه إذا لم تفعل الولايات المتحدة شيئاً للتعامل مع هذه الموجة الحالية، فبعد ثلاثة أو أربعة أسابيع من الآن ستنتشر العدوى بشكل كبير للغاية بين الناس الذين لم يحصلوا على اللقاح المضاد لكورونا.
ولفتت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن اللقاحات تقوم بدور جيد في حماية الناس من الأعراض الشديدة والوفاة، فإن الخبراء يشعرون بالقلق من أن الحاصلين على اللقاح "لا يزالون قادرين على نشر العدوى".
