
انتقدت وزارة الدفاع الصينية، الخميس، تحركات الولايات المتحدة "الكثيفة" تجاه دعم تايوان عسكرياً، التي تعدها بكين جزءاً من أراضيها، معتبرةً أن تلك التحركات تعد "تقويضاً خطيراً لسيادة وأمن الصين"، وسط توجه أميركي لتخصيص 1.1 مليار دولار كمساعدة عسكرية طارئة لتايبيه، العام المقبل.
وقال المتحدث باسم الوزارة، تان كه في، رداً على سؤال بشأن اقتراب تايوان من تلقي دعم أميركي وشراء أنظمة صاروخية، إن التحركات الأميركية "المشينة تقوض بشكل خطير سيادة وأمن الصين، كما تهدد السلام والاستقرار في مضيق تايوان".
وأعرب كه في، عن قلق الصين "الشديد" من هذه التحركات، لافتاً إلى أن الجيش الصيني "يولي اهتماماً كبيراً للوضع في مضيق تايوان"، مؤكداً أنه "سيواصل اتخاذ إجراءات حازمة وفعالة لحماية سيادة ووحدة أراضي الصين"، بحسب وكالة "شينخوا" الصينية.
وتسعى لجنة الاعتمادات في مجلس الشيوخ الأميركي لتخصيص 1.1 مليار دولار لتجديد الأسلحة والمعدات الأميركية المقرر إرسالها إلى تايوان، بحسب مسودة مشروع القانون التي أقرتها اللجنة، الخميس.
رفع الموازنة الدفاعية
وصوتت لجنة الاعتمادات في مجلس الشيوخ الأميركي، لصالح مشروع رفع موازنة الدفاع في عام 2024، إلى 886 مليار دولار، في آخر أنشطة الكونجرس الأميركي، الذي يبدأ، الخميس، عطلة تمتد لستة أسابيع.
وسيعود التشريع إلى مجلس النواب مجدداً، لإقرار الموازنة قبل أن يصادق عليه الرئيس جو بايدن، ليصبح قانوناً ساري المفعول.
وبحسب مشروع القانون، فإنه تم تخصيص 10 مليارات دولار لـ"ميزانية الطوارئ"، والتي يتم منح أوكرانيا المساعدات العسكرية من خلالها.
وتشمل "ميزانية الطوارئ" أيضاً، 1.1 مليار دولار للمساعدات العسكرية لتايوان.
وتعد الولايات المتحدة أهم مورد أسلحة لتايوان التي تشكو منذ العام الماضي، من تأخير في تسليم الأسلحة الأميركية، مثل صواريخ "ستينجر" المضادة للطائرات.
وحولت شركات إنتاج الأسلحة، الإمدادات إلى أوكرانيا التي تقاتل القوات الروسية، وأثارت القضية قلق بعض المشرعين الأميركيين.
وفي نهاية يونيو الماضي، أعلنت الولايات المتحدة، خطة لبيع ذخيرة وقطع غيار عسكرية إلى تايبيه مقابل 440 مليون دولار، في خطوة عارضتها الصين بشدة.
من جهتها، شددت تايوان على أن إنفاقها الدفاعي في العام الجاري، سيركز على تجهيز الأسلحة والمعدات لـ"حصار شامل" من الصين، بما في ذلك قطع غيار لمقاتلات F-16 وتجديد مخزون الأسلحة.
وأكد رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، الجنرال مارك ميلي، للصحافيين، خلال زيارة اليابان، في 14 يوليو الجاري، على ضرورة أن تسرع بلاده وحلفاؤها في تسليم الأسلحة إلى تايوان في السنوات المقبلة، لمساعدة الجزيرة في الدفاع عن نفسها.
وأجرت الصين مناورات حربية حول الجزيرة في أغسطس الماضي، وأطلقت صواريخ فوق تايبيه وأعلنت مناطق حظر طيران وإبحار في محاكاة لما يمكن أن تفعله إذا حاولت بكين حصار تايوان خلال حرب.
وقال ميلي إن العلاقات بين الولايات المتحدة والصين "متراجعة بشدة" وإن الاجتماعات الدبلوماسية الأخيرة، بما في ذلك بين وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والمسؤولين الصينيين، "كانت مهمة لتقليل احتمالات التصعيد".
وأضاف أن الولايات المتحدة "تدرس ما إذا كانت بحاجة إلى تغيير مكان وجود بعض القوات الأميركية داخل منطقة آسيا والمحيط الهادي".
وتتواجد غالبية القوات الأميركية في المنطقة في شمال شرق آسيا، بما في ذلك 28 ألفاً و500 جندي في كوريا الجنوبية و56 ألف جندي في اليابان.