الرئيس الصيني إلى الرياض.. 3 قمم صينية سعودية وخليجية وعربية

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الصيني شي جين بينج خلال استقباله الملك سلمان بن عبد العزيز في قاعة الشعب الكبرى، بكين - 16 مارس 2017 - REUTERS
الرئيس الصيني شي جين بينج خلال استقباله الملك سلمان بن عبد العزيز في قاعة الشعب الكبرى، بكين - 16 مارس 2017 - REUTERS
الرياض- الشرق

أعلنت السعودية الثلاثاء، أن الرئيس الصيني شي جين بينج، سيجري زيارة رسمية إلى المملكة من 7 إلى 9 ديسمبر، بدعوة من الملك سلمان بن عبد العزيز، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء السعودية "واس".

وقالت الوكالة إن زيارة الرئيس الصيني تأتي لـ"تعزيز العلاقات التاريخية والشراكة الاستراتيجية التي تجمع الرياض وبكين".

وستشمل زيارة الرئيس الصيني قمة سعودية صينية برئاسة الملك سلمان بن عبد العزيز، والرئيس الصيني شي جين بينج، ومشاركة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

ووفقاً لـ"واس"، ستوقع على هامش القمة السعودية الصينية أكثر من 20 اتفاقية أولية بأكثر من 110 مليارات ريال (29.3 مليار دولار)، إضافة إلى توقيع وثيقة الشراكة الاستراتيجية بين الرياض وبكين، وخطة المواءمة بين رؤية المملكة 2030، ومبادرة "الحزام والطريق".

وأضافت الوكالة أن برنامج زيارة الرئيس الصيني سيتضمن عقد "قمة الرياض الخليجية الصينية للتعاون والتنمية"، و"قمة الرياض العربية الصينية للتعاون والتنمية"، بحضور أكثر من 30 قائد دولة ومنظمة دولية، بما يشمل قادة مجلس التعاون لدول الخليج، والدول العربية.

وسيتم خلال القمتين مناقشة سبل تعزيز العلاقات المشتركة في كافة المجالات، وبحث آفاق التعاون الاقتصادي والتنموي.

وأشارت الوكالة إلى أن ذلك يأتي "انطلاقاً من العلاقات المتميزة التي تربط دول مجلس التعاون لدول الخليج، والدول العربية، مع الصين".

تاريخ العلاقات وتطويرها

وبدأت العلاقات بين البلدين منذ 80 عاماً، حيث شملت مختلف أوجه التعاون والتطور، في شكل علاقات تجارية بسيطة واستقبال الحجاج الصينيين، وصولاً إلى شكلها الرسمي عام 1990، بعد اتفاق البلدين على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بينهما وتبادل السفراء وتنظيم اجتماعات على المستويات السياسية والاقتصادية والشبابية وغيرها.

وفي عام 2017، زار الملك سلمان الصين، حيث أكد في كلمة له "اعتزازه بمستوى العلاقات الثنائية والتعاون المشترك بين البلدين"، مشيراً إلى أن "ما تمر به الرياض وبكين من تحولات اقتصادية مهمة أتاحت فرصاً كبيرة لتعزيز الروابط الوثيقة بينهما". وأشاد "بما تقوم به اللجنة المشتركة رفيعة المستوى بين البلدين من جهود لتعزيز العلاقات وتطويرها"، حسب ما ذكرت "واس".

وتم توقيع العديد من مذكرات التفاهم والتعاون والبرامج بين حكومتي المملكة والصين في عدد من المجالات خلال الزيارة، منها علوم وتقنية الفضاء، وبرنامج التعاون الفني في المجال التجاري، ومذكرة التفاهم بشأن إسهام الصندوق السعودي للتنمية في تمويل مشروع إنشاء مبانٍ جامعية في إقليم سانشي.

وفي يناير عام 2016، استقبل الملك سلمان، الرئيس الصيني، وعقدا جلسة مباحثات في قصر اليمامة بالرياض، ووُقعت خلال الزيارة 14 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين حكومتي البلدين.

شي يستقبل ولي العهد

واستكمالاً لتعزيز العلاقات وتوسيع مجالات التعاون بين البلدين، جاءت زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إلى الصين عام 2019، حيث استقبله الرئيس شي جين بينج. 

وأقيم على هامش الزيارة منتدى الاستثمار السعودي الصيني الذي شهد مشاركة أكثر من 25 جهة من القطاعين الحكومي والخاص في المملكة، ونتج عنه توقيع 35 اتفاقية تقدر بأكثر من 28 مليار دولار، وتسليم 4 تراخيص لشركات صينية مختصة في عدد من المجالات. 

بكين الشريك التجاري الأول للرياض

وتحتل الصين مركز الشريك التجاري الأول للمملكة لآخر 5 سنوات، إذ كانت الوجهة الأولى لصادرات المملكة ووارداتها الخارجية منذ 2018، حيث بلغ حجم التجارة البينية 309 مليارات ريال (82.4 مليار دولار) في 2021، بزيادة قدرها 39% عن 2020، كما بلغ إجمالي حجم الصادرات السعودية إلى الصين 192 مليار ريال (51.2 مليار دولار)، منها صادرات غير نفطية بقيمة 41 مليار ريال (نحو 11 مليار دولار). 

وبلغت قيمة الاستثمارات السعودية في الصين 8.6 مليار ريال (2.3 مليار دولار)، وجاءت المملكة في المرتبة 12 في ترتيب الدول المستثمرة في الصين حتى نهاية عام 2019، في المقابل بلغت قيمة الاستثمارات الصينية في المملكة 29 مليار ريال (7.7 مليار دولار) بنهاية 2021. 

شراكة استراتيجية

وتسعى المملكة إلى بناء شراكة استراتيجية تدعم التجارة والاستثمار مع الجانب الصيني، وتجعل المملكة الشريك الاستراتيجي الأول الموثوق للصين في المنطقة، حيث استحوذت المملكة على أكثر من 20.3% من استثمارات الصين في العالم العربي بين عامي 2005 و2020، البالغة 196.9 مليار دولار، إذ جاءت السعودية كأكبر الدول العربية استقبالاً للاستثمارات الصينية خلال الفترة نفسها بنحو 39.9 مليار دولار. 

وفي مجال الطاقة احتفظت المملكة بصدارة إمدادات النفط إلى الصين في 2021، إذ ارتفعت الواردات الصينية من المملكة بنسبة 3.1%، مقارنة بـ 2020 وزادت حصتها إلى 17% من إجمالي الواردات، وذلك وفقاً لبيانات الجمارك الصينية. 

وتعزيزاً للعلاقات الاقتصادية بين البلدين، تم تأسيس صندوق (سعودي- صيني) في عام 2021، لدعم الشركات التقنية الناشئة في المملكة برأس مال يقدّر بـ 1.5 مليار ريال سعودي بشراكة بين (eWTp) الصينية المدعومة من قبل شركة (علي بابا) وصندوق الاستثمارات العامة، وبدعم من الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، بهدف الإسهام في دعم منظومة اقتصادية متينة للأعمال الرقمية في المملكة.

تصنيفات