إيران: تقدم في المحادثات مع السعودية بشأن أمن الخليج

time reading iconدقائق القراءة - 6
المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده خلال مؤتمر صحافي في طهران - Anadolu Agency via Getty Images
المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده خلال مؤتمر صحافي في طهران - Anadolu Agency via Getty Images
دبي -الشرق

قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، الخميس، إن بلاده "أجرت اتصالات أكثر تنظيماً مع المملكة العربية السعودية خلال الأشهر القليلة الماضية"، واصفاً المحادثات بـ"الجيدة حول القضايا الثنائية".

وأضاف زاده في تصريح لوكالة الأنباء الإيرانية "إرنا": "أجرينا عدة جولات من المحادثات مع الحكومة السعودية في بغداد خلال الأشهر القليلة الماضية"، مشيراً إلى "التقدم في المحادثات بشأن أمن الخليج العربي والتي كانت جادةً للغاية".

وأشار إلى أن هذه "المحادثات لم تتوقف أبداً وبعد تولي حكومة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي مهامها تم تبادل الرسائل على المستوى المناسب".

وأوضح أن الحكومة الإيرانية تسعى إلى "حل مشكلات المنطقة داخل المنطقة نفسها"، مطالباً بالتوصل إلى "آلية إقليمية شاملة".

وذكر زاده أنه "عند التوصل إلى آلية إقليمية شاملة يمكن أن تكون لدينا علاقة مستقرة وجيدة بين البلدين المهمين في المنطقة، وهما السعودية وإيران".

يأتي ذلك بعد ساعات من وصف الملك سلمان بن عبد العزيز إيران بـ"الدولة الجارة"، معرباً عن أمله بأن "تؤدي محادثاتنا الأولية معها إلى نتائج ملموسة لبناء الثقة، والتمهيد لتحقيق تطلعات شعوبنا في إقامة علاقات تعاون مبنية على الالتزام بمبادئ وقرارات الشرعية الدولية، واحترام السيادة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، ووقفها جميع أشكال الدعم للجماعات الإرهابية والميليشيات الطائفية التي لم تجلب إلا الحرب والدمار والمعاناة لجميع شعوب المنطقة".

وأكد الملك سلمان في كلمة مسجلة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة "أهمية جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من جميع أسلحة الدمار الشامل. ومن هذا المنطلق تدعم المملكة الجهود الدولية الهادفة لمنع إيران من تطوير سلاح نووي، وتعبر عن بالغ قلقها من الخطوات الإيرانية المناقضة لالتزاماتها والمتعارضة مع ما تعلنه إيران دوماً من أن برنامجها النووي سلمي".

وتابع: "تستمر المملكة في التصدي للفكر المتطرف القائم على الكراهية والإقصاء، ولممارسات الجماعات الإرهابية والميليشيات الطائفية التي تدمر الإنسان والأوطان". 

وأوضح الملك سلمان في كلمته "أهمية وقوف المجتمع الدولي بحزم أمام كل من يدعم ويرعى ويمول ويؤوي الجماعات الإرهابية والميليشيات الطائفية أو يستخدمها وسيلة لنشر الفوضى والدمار وبسط الهيمنة والنفوذ".

وفي ذات السياق، عقد وزراء خارجية ورؤساء وفود الدول التي شاركت في مؤتمر "بغداد للتعاون والشراكة"، اجتماعاً وزارياً على ‏هامش اجتماعات الدورة الـ 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وشارك فيه وفود كل من السعودية وإيران والأردن، وتركيا، والكويت، ومصر، وقطر، وفرنسا.

وأوردت وكالة "بلومبرغ" الأميركية أن اللقاء يعد مؤشراً على أن المنطقة تشهد جهوداً دبلوماسية مكثفة، للحد من التوترات في الشرق الأوسط، فيما تستعد طهران خلال الأسابيع القليلة المقبلة لاستئناف محادثات فيينا، الخاصة بالاتفاق النووي الموقع عام 2015.

من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، خلال الاجتماع إن "اللقاء يذكرنا بأنه لا سبيل للخروج من الأزمات والمشاكل وحل سوء التفاهم والخلافات إلا من خلال الدبلوماسية والحوار".

وأضاف: "في ظل غياب الحوار والتفاوض، تصبح الفرص والإمكانيات والموارد لدول وحكومات المنطقة نفقات عسكرية، بدلاً من التنمية والتطور، وتستمر الأزمات والتوترات والحروب"، بحسب ما أوردته وكالة أنباء فارس الإيرانية.

من جهته، أكد المندوب السعودي الدائم لدى الأمم المتحدة عبد الله المعلمي، استعداد بلاده لـ"دعم أي مبادرة تهدف إلى تحقيق التعاون والسلام في المنطقة، ‏بناءً على الاحترام المتبادل بين الدول"، مجدداً رفض المملكة "التدخل في الشؤون الداخلية للدول أو ‏تهديد أمنها واستقرارها".

وأشار المعلمي في كلمة له خلال الاجتماع أوردتها وكالة الأنباء السعودية "واس"، إلى أن "عقد مثل هذه اللقاءات لتبادل الآراء يمثل أداة مهمة لإرساء أسس ‏التفاهم ‏والحوار، ووضع خارطة طريق لمستقبل العمل الجماعي المشترك لدول المنطقة".

وكان الرئيس العراقي برهم صالح كشف في مطلع مايو الماضي، أن بغداد استضافت أكثر من جولة للمحادثات بين السعودية وإيران، بعدما ترددت أنباء متضاربة بشأنها.

وقال صالح خلال مشاركته في قمة "بيروت إنستيتيوت" التي عُقدت افتراضياً، إن بغداد استضافت أكثر من جولة من المحادثات، مشدداً على أنها محادثات "مستمرة، ومهمة وبارزة"، وأنه "من المهم للعراق أن يتمكن من لعب هذا الدور بين لاعبين إقليميين"، في إشارة إلى السعودية وإيران.

وبالتزامن مع تصريحات الرئيس العراقي، قال السفير رائد قرملي، مدير إدارة تخطيط السياسات بوزارة الخارجية السعودية، إن "المحادثات بين الرياض وطهران تهدف إلى استكشاف طرق للحد من التوتر في المنطقة، لكن من السابق لأوانه الحكم على النتيجة"، مشيراً إلى أن الرياض تريد رؤية "أفعال يمكن التحقق منها".

وأضاف قرملي في تصريح لوكالة "رويترز": "نأمل في نجاح المحادثات، لكن من السابق لأوانه الوصول إلى أي استنتاجات محددة".