أظهر بحث جديد نُشر في دورية "BMJ Open"، أن الصيدلة المجتمعية يمكن أن تلعب "دوراً سريرياً رئيساً" في نشر ثقافة التطعيم ضد فيروس كورونا.
وصيادلة المجتمع هم الذين يعملون في الصيدليات الخاصة، أو المُلحقة بالمستشفيات، أو مراكز الرعاية الصحية، إذ يصرفون الأدوية للمرضى ويتأكدون من عدم تعارضها مع أدوية أخرى، كما يقدمون الخدمات الطبية البسيطة، كقياس نسبة السكري في الدم، أو ضغط الدم، أو حقن المرضى بالأدوية المختلفة.
ووجد فريق البحث أن صيادلة المجتمع بصفتهم قوة عاملة إكلينيكية ماهرة، يمكن أن يساهموا بشكل إيجابي ويدعمون المجتمع الذي يخدمون فيه، من خلال لعب دور حاسم في حملات التطعيم المستمرة ضد الفيروس.
ويُنظر إلى صيدلية المجتمع على أنها خدمة موثوقة وجديرة بالثقة، وهو أمر يُمكن أن يكون مفتاحاً لأي دور سريري مستقبلي قد تلعبه، خصوصاً عند معالجة تردد الجماهير في تلقي اللقاحات خاصة في المجتمعات التي يصعب الوصول إليها.
وفي المملكة المتحدة، هناك أكثر من 11 ألفاً و500 صيدلية مجتمعية يُنظر إليها على أنها أحد الركائز الأربع لنظام الرعاية الأولية، إلى جانب الممارسة العامة، والخدمات البصرية وطب الأسنان، إذ ساعدت تلك الصيدليات في تقديم اللقاحات ببريطانيا.
توصيات لصانعي القرار
واستعرضت المجموعة البحثية أكثر من 100 وثيقة بما في ذلك المقالات التي راجعها النظراء والمدونات والمواقع الإلكترونية عن دور الصيدلة المجتمعية خلال انتشار فيروس كورونا، والأوبئة السابقة الأخرى.
وقدم الباحثون عدة توصيات من نتائج الدراسة، منها أنه يجب أن يكون للصيدلة المجتمعية دوراً واضحاً في الاستجابة لأجندة الصحة العامة، مع تبني هذا الدور من قبل صانعي القرار، مشيرين إلى ضرورة إشراك صيادلة المجتمع في الخطوط الأمامية لتطوير مواصفات السياسة والخدمات في ما يتعلق بالتطعيم.
ولفت البحث إلى ضرورة تقديم إرشادات سريعة وواضحة ومتسقة مع التفاصيل والمرونة الكافية للسماح للصيدليات المجتمعية بتكييف المبادئ التوجيهية لتلبية احتياجات السكان المحليين، وضرورة توفير التمويل الكافي والتعديلات اللازمة لأي خدمات جديدة يُطلب من الصيدليات المجتمعية تقديمها مع تزويد فرق الصيدليات بأنظمة مناسبة لأداء هذا الدور الجديد ثم الثقة في تقديمه.
وأشار البحث إلى أنه "من خلال إبقاء أبوابها مفتوحة طوال الوقت حافظت الصيدليات على الأنشطة اليومية، وأدارت الطلب المتزايد على العديد من الخدمات، بما في ذلك المشورة بشأن إدارة الأمراض البسيطة، كما أنها زادت بشكل كبير من عدد لقاحات الإنفلونزا التي تم إعطاؤها ولعبت دوراً أساسياً في برامج التطعيم ضد كورونا".
التغلب على التردد
ويسلط البحث الضوء على الدور المهم الذي لعبته الصيدلة المجتمعية في التغلب على التردد في تلقي اللقاح، لا سيما في مجتمعات الأقليات العرقية التي تأثرت بشكل غير متناسب بفيروس كورونا والوفيات اللاحقة، فما يظهر بقوة، خصوصاً بالمناطق ذات الحرمان الاجتماعي المرتفع، هو أن الصيادلة المجتمعيين قد عملوا عن كثب مع مجتمعاتهم المحلية لمعالجة المخاوف المتعلقة بسلامة اللقاحات.
ومن خلال هذه العلاقات المتجذرة بقوة في المجتمعات المحلية، يمكن ضمان تلقى اللقاح خاصة لدى الأقليات العرقية، وزيادة تحسين عدد السكان الراغبين في التطعيم، وبالتالي يجب أن يُنظر إلى الصيدلية المجتمعية على أنها "شريك أساسي في توصيل اللقاحات إذا كانت الحكومات تريد تحقيق أهدافها"، وفقاً للبحث.
وشارك في إعداد البحث مجموعة دولية مرموقة من الباحثين، لذلك فإن النتائج ذات أهمية دولية، ويوفر البحث دروساً تعليمية مهمة للبلدان الأخرى بشأن أفضل السبل للاستفادة من مهارات إخصائيي الصحة المتوفرين لديهم.. صيادلة المجتمع.
ويوضح البحث الدور الحيوي الذي لعبته الصيدلة المجتمعية أثناء الوباء، إذ تقدم المشورة الأساسية للمجتمعات، وتعالج التفاوت الصحي في مناطق الحرمان الاجتماعي المرتفع.
ويحتاج صانعو السياسات والمفوضون إلى المضي قدماً في تنفيذ توصيات البحث والتأكد من تعظيم نقاط القوة في شبكة الصيدليات المجتمعية لفائدة المرضى.
اقرأ أيضاً: