
يدلي الناخبون في كوريا الجنوبية بأصواتهم الأربعاء في اقتراع رئاسي يشكل تزايد التفاوت أهم محاوره، متقدما على كوريا الشمالية واستفزازاتها المتصاعدة.
وبلغت نسبة المشاركة 65% عند الساعة 2 ظهراً (5 صباحاً بتوقيت جرينتش) مما يؤكد اهتمام الناخبين على الرغم من الحملة التي شهدت مواجهات بين المرشح اليساري لي جاي ميونج، الذي ينتمي إلى الحزب الديمقراطي الحاكم حاليا، والمحافظ يون سوك من حزب سلطة الشعب.
وتشير استطلاعات الرأي إلى تعادل الرجلين، إذ إن الفارق بينهما لا يتجاوز هامش الخطأ. وهما يلقيان معا تأييد 90% في نوايا التصويت، ويتركان بذلك القليل جداً لعشرة مرشحين آخرين.
وأغلقت مراكز الاقتراع التي فرض فيها وضع الكمامات وتطهير اليدين، عند الساعة 6 مساءً (9 صباحاً بتوقيت جرينتش) واستمر فتح المراكز بعد ذلك حتى الساعة 7:30 مساءً (10:30 صباحاً بتوقيت جرينتش) لمرضى كوفيد.
الحزبان المتنافسان المتباعدان عقائدياً، يرى مراقبون أن السؤال هو ما إذا كان الناخبون يرغبون في التخلي عن الحزب الديمقراطي السلمي لمصلحة الحزب الأكثر ميلًا للحرب "حزب سلطة الشعب".
وقال هونج سونج تشون (71 عاما) في مركز اقتراع في سول إن "ما تحتاج إليه البلاد الآن هو التغيير". واضاف "لا يمكننا الاستمرار بهذا الشكل".
كشفت استطلاعات الرأي أن ارتفاع أسعار العقارات في سول وتزايد التفاوت في الثروات وارتفاع معدلات البطالة بين الشباب تشكل أهم مصادر القلق لدى الناخبين.
توجهات المرشحين
ويفترض أن يواجه الرئيس الجديد أيضًا كوريا الشمالية التي تزداد عدوانية وتواصل سلسلة قياسية من اختبارات الأسلحة هذا العام، بما في ذلك تجربة أجرتها السبت الماضي.
وأعلنت سول، الثلاثاء، أنها احتجزت سفينة كورية شمالية وطاقمها، بعد ما دخلت المياه الإقليمية.
واقترح لي (57 عاما) وهو عامل سابق وحاكم المقاطعة التي تضم أكبر عدد من السكان في البلاد، تدابير غير مطروحة سابقا بما في ذلك حد أدنى شامل للأجور واعتماد زي مدرسي مجاني. لكنه يواجه انتقادات بسبب صفقة عقارية مشبوهة، لا سيما بعد انتحار شاهدين رئيسيين في هذه القضية.
وبدأ لي حملته بالاعتذار بعد إهانته عدداً من أفراد أسرته هاتفياً. واتُهمت زوجته باختلاس أموال عامة وكان موضع شائعات عن صلات مفترضة مع المافيا.
أما خصمه يون سوك يول (61 عاماً) فيقترح تخفيف قيود قانون العمل مستهدفاً خصوصاً مسألتي الحد الأدنى للأجور والحد الأقصى لساعات العمل.
لكن اقتراحه الذي أثار أكبر اهتمام في صفوف الكوريين الجنوبيين هو إلغاء وزارة المساواة بين المرأة والرجل لأن "الكوريات الجنوبيات لا يعانين من تمييز منهجي بين الجنسين" برأيه، على الرغم من المعطيات التي تفيد بعكس ذلك.
وقالت الأستاذة الجامعية والناخبة كيونج يون باي لوكالة "فرانس برس" أن "الدعم الواسع الذي يحظى به يون بين الشباب مخيف تماما من منظور المرأة".
ويمنع القانون الرئيس الحالي مون جاي الترشح لولاية ثانية مدتها خمس سنوات. وحتى الآن سُجن جميع رؤساء الدول السابقين الذين ما زالوا على قيد الحياة بتهمة الفساد بعد انتهاء ولايتهم التي تمتد خمس سنوات.
وحذر يون المدعي العام السابق الذي عينه مون جاي إن سابقًا من أنه سيأمر بإجراء تحقيق مع رئيسه السابق إذا تم انتخابه، مشيرًا إلى "مخالفات" مفترضة لم يحدد طبيعتها.