بعد 6 أشهر من رئاسته.. بايدن يُلخص سياسته بكلمتين

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس بايدن يعقد اجتماعاً مع أعضاء إدارته في البيت الأبيض 20 يوليو، 2021 - REUTERS
الرئيس بايدن يعقد اجتماعاً مع أعضاء إدارته في البيت الأبيض 20 يوليو، 2021 - REUTERS
واشنطن - أ ف ب

بكلمتي "ممل" و"مهم"، لخص الرئيس الأميركي جو بايدن رهانه في الأشهر الستة الأولى من ولايته الرئاسية، إذ ركز على صلب القضايا أكثر من الشكل، لإعادة الولايات المتحدة إلى قلب اللعبة الدولية.

والثلاثاء، جمع أعضاء إدارته في البيت الأبيض، للاحتفال بمرور ستة أشهر على توليه السلطة، وذكّر مجدداً بالتحليل الذي لا يكف عن ترديده منذ يناير، بحسب تقرير لوكالة "فرانس برس". 

"منافسة وجودية"

ورأى بايدن أن الولايات المتحدة تخوض "منافسة وجودية" مع دول مثل الصين "التي تعتقد أن المستقبل ملك للاستبداد"، لكنه يريد أن يثبت العكس، وأن "الديمقراطية يمكنها أن تفعل المزيد" في الابتكار أو محاربة تغير المناخ وتأمين الازدهار. 

واعتبر أن هذا سيجري عبر تخصيص نفقات هائلة للطرق والجسور والإنترنت عالي السرعة، وكذلك للصحة والتعليم ودعم الأسر. 

وعلى الصعيد الخارجي، يتطلب ذلك إحياء التحالفات التقليدية التي تعثرت لأربع سنوات. وهو يقول بنفسه إنها قضايا كبرى لكنها لا تثير بالضرورة اهتمام الرأي العام. 

"ممل لكنه مهم" 

وكان بايدن، قال في ضواحي شيكاغو في السابع من يوليو الجاري "أعلم أنه خطاب ممل لكنه مهم". 

وكان بايدن قد عدد أمام جمهور، بدأ تصفيقه يضعف تدريجياً، مشاريعه الاقتصادية والاجتماعية العملاقة، وذكر العديد الأرقام والأمثلة. 

وقال مازحاً مرة أخرى في 15 يوليو، أمام آباء وأطفال تحدث إليهم عن إجراء دعم مالي للأسر "الأمر ممل ممل ممل بالنسبة لككم، خصوصاً للذين تقل أعمارهم عن 13 عاماً".

عكس ترمب

وأشار التقرير إلى أنه بعد رئاسة دونالد ترمب التي سادتها انفعالات وخطب مطولة، يحرص الرئيس الديمقراطي البالغ من العمر 78 عاماً وفريقه على اتصال منضبط إلى أقصى الحدود وعبارات يجري اختيارها بدقة.

من جهته، قال روبرت رولاند، الأستاذ في "جامعة كنساس"، والخبير في الاتصالات الرئاسية، إن "بايدن يحاول استخدام أمر يطرح مشكلة منذ فترة طويلة، لمصلحته وهو طريقته المنمقة جداً للتعبير عن نفسه".

وأضاف أن بايدن "يحاول تقديم صورة شخص ممل، لكنه يتمتع بالكفاءة، وقادر على إعطاء نتائج حقيقية". 

وفي مواجهة الصحافة يعتمد الرئيس، مع بعض الاستثناءات، على المُلقن وملاحظاته، بينما يسارع فريق الاتصال التابع له إلى إخراج الصحافيين الذين يحاولون طرح الأسئلة في نهاية كل خطاب. 

وهذا على العكس تماماً من ترمب، الذي كان يرتجل خطباً كاملة، ويرسل تغريدات تنم عن غضب، بينما تستخدم إدارة بايدن الشبكات الاجتماعية بشكل مؤسسي جداً.

وبينما كان سلفه يطلق العنان لغضبه، نادراً ما يرفع جو بايدن النبرة، بل إنه في بعض الأحيان يهمس.

قدرة على "الطمأنة"

ويرى لورنس جاكوبس، أستاذ العلوم السياسية في "جامعة مينيسوتا"، أن "الاستماع (لحديث جو بايدن) يمكن أن يكون صعباً. فهو يتعثر في العثور على الكلمات، ويخرج عن مسار الحديث..". 

لكن هذا المحلل يعترف أيضاً بأن بايدن "يتمتع بقدرة أكبر على الطمأنة، عندما يتحدث عن الشؤون الخارجية أو قضايا الأمن القومي"، وهذا أمر مارسه كثيراً خلال حياته المهنية الطويلة كعضو في مجلس الشيوخ. 

وكمثال على ذلك مؤخراً، مسألة انسحاب آخر الجنود الأميركيين من أفغانستان، وهو قرار كبير في ولايته دافع عنه بايدن بلا تردد.

وقال جاكوبس إن الرئيس "لا يقلل من أهمية قوة الخطاب المرتبطة بمنصبه"، مضيفاً: "سيكون من الخطأ الاعتقاد أنه لا يستطيع رفع النبرة".

"كبير المواسين"

ولفت التقرير إلى أنه قبل مغادرة البيت الأبيض، الجمعة، لقضاء عطلة نهاية الأسبوع، اتهم جو بايدن "فيسبوك"، وغيرها من شبكات التواصل الاجتماعي، بـ"قتل الناس" عبر السماح بتناقل معلومات كاذبة، وبثت شبكات التلفزيون تصريحاته هذه طوال نهاية الأسبوع بلا توقف.

لكن جو بايدن عفوي؛ لا سيما عندما يطلق العنان لعواطفه. فالرئيس الذي عاش مآسي عائلية، تشمل وفاة زوجته الأولى وابنتهما في حادث سيارة، ثم وفاة نجله بو بعد إصابته بالسرطان، يظهر بطيب خاطر "ككبير المواسين".
 
وقد تحدث بايدن مؤخراً لساعات طويلة مع أسر ضحايا انهيار مبنى في فلوريدا. وعن هذا يقول روبرت رولاند، إن "لديه موهبة في إرضاء الناس". 

والوقت الراهن، ما زالت شعبية بايدن ثابتة وتتجاوز 50%، وهو مستوى لم يصل إليه سلفه دونالد ترمب يوماً، بحسب "فرانس برس".

اقرأ أيضاً: