مخرج "19 ب":  لست مشغولاً بتقديم أفكار رمزية في أفلامي 

time reading iconدقائق القراءة - 5
الممثل المصري سيد رجب في مشهد من فيلم "19 ب" - المكتب الإعلامي لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي
الممثل المصري سيد رجب في مشهد من فيلم "19 ب" - المكتب الإعلامي لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي
دبي-كريم الدجوي

روى المخرج المصري أحمد عبد الله، تجربته في استغلال فترة حظر التجوال في مصر بالتزامن مع انتشار الجائحة، والتواجد بالمنزل لساعات طويلة، في تطوير فكرة فيلم "19 ب"، الذي حصد 3 جوائز في الدورة الـ44 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، في عرضه العالمي الأول.

وقال لـ"الشرق"، إنّ "القصة مستوحاة من حارس عقار حقيقي كنت أمر عليه في طريقي إلى العمل، واستوقفني قدرته على تدبير طعام الكلاب والقطط، رغم قدراته المادية المتواضعة"، لافتاً إلى أنه كان يُفكر كثيراً خلال مرحلة التحضيرات في المشاعر المرتبطة بفترة الانعزال، مثل الوحدة، والتقدم في السن، والخوف، وغيرها من الهواجس لتتناسب مع طبيعة الأحداث.   

الفيلم بطولة سيد رجب، وأحمد خالد صالح، وناهد السباعي، وفدوى عابد و مجدي عطوان، وهو من تأليف وإخراج أحمد عبد الله، وتدور أحداثه حول حارس عقار الفيلا "19 ب" المهتم بحيوانات الشارع، وحول خلافاته مع أحد العاملين في صف السيارات.

وفاز الفيلم في "القاهرة السينمائي"، بجائزة أفضل فيلم عربي، وجائزة الاتحاد الدولي للنقاد، بالإضافة إلى حصد مدير تصوير الفيلم مصطفى الكاشف جائزة هنري بركات لأفضل إسهام فني لمدير تصوير. 

"لوكيشن واحد"

وكشف مخرج "19 ب" كواليس التصوير، لاسيما وأن الأحداث تدور في مكان واحد،  قائلاً: "توقعنا أن مهمة اختيار فيلا التصوير ستكون صعبة ومعقدة، وربما نحتاج للبحث خارج القاهرة، لأن غالبية تفاصيل السيناريو تعتمد على الفيلا نفسها، وبعد معاينة أول فيلا، وجدت تشابهاً كبيراً  بينها وبين المكان الذي تخيلته على الورق، حتى حوض النعناع وشجرة التوت الواردة في السيناريو، لذا تمسكت بها وقررت عدم معاينة أماكن أخرى". 

وأضاف أن "مهندس الديكور وضع لمسة جمالية على الفيلا، من خلال تغيير بعض ألوان الحوائط وإضافة بعض الرسومات والإكسسوارات".

وأشار إلى مشاركة عدد كبير من كلاب الشوارع والقطط في العمل، مؤكداً أنه اشترط وجود طاقم عمل محباً للحيوانات، خصوصاً حيوانات الشارع، حتى يستطيعوا التعامل معها ويتمتعوا بالصبر المطلوب لكسب ثقتها وإقناعها بالقيام بالحركات المطلوبة.

وأكد أن "قصة الفيلم لا تحمل أي رموزاً، خاصة وأنا أحاول في أعمالي الابتعاد عن الرمزية، وأن تكون شخصياتي وأحداثي واقعية وحقيقية، وأن تكون أحاديثهم وأفعالهم مشابهة للأشخاص العاديين، وأعتقد أنه في حال الوصول لهذه المعادلة، ستجد الكثير من مشاكلنا العادية منعكسة بشكل تلقائي على النص، دون أن تحاول معالجة هذه المشاكل أو تضمينها في القصة".

أسئلة دون إجابات

وقال المخرج أحمد عبد الله، إنه اعتاد على ترك أسئلة دون إجابات في أفلامه، مبرراً ذلك بأن "الأمر يتعلق بذائقتي الشخصية في السينما وحتى في الأدب".

وشدد على سعيه لتقديم أفلام متنوعة وليست متشابهة ببعضها البعض، قائلاً: "أسعى بعد الانتهاء من كل فيلم، أن تكون تجربتي التالية بعيدة كل البعد عنه، وهذا التحدي ربما يكون السر وراء شغفي بصنع الأفلام، رغم أن هذا التوجه قد يحبط بعض المشاهدين الذين يعتقدون أنك ستقدم عملاً مشابهاً لعمل سابق نال إعجابهم، لكني أعتقد أنه يروق للبعض أيضاً".

وأشاد بحماس منصة "شاهد" لدخولها كشريك في إنتاج فيلم "19 ب"، مضيفاً "أسعدني اهتمام المنصة بأشكال مختلفة من الأعمال الفنية، وأن إنتاجاتها ليست مقتصرة على الأفلام التجارية أو الجماهيرية فحسب". 

"شريط الصوت" 

وأعرب أحمد عبد الله، عن سعادته بردود فعل الجمهور وإشاداتهم بشريط صوت الفيلم، قائلاً: 
"أسعدتني الملاحظات حول شريط الصوت بعد ما بذلناه من جهد مكثف على مدار أسابيع للعمل على بنائه. لقد كنت أسعى أن نوضح حجم الصدام بين عالم البطل الداخلي والعالم الخارجي، وقد قمنا بذلك عبر الصورة والصوت أيضاً". 
 
وأضاف أن "مهندس الصوت محمد صلاح قام بجهد كبير في محاولة ترجمة هذه الفكرة خلال عمله لبناء روح شريط الصوت الخاص بالعمل، فالفيلم لم يستخدم سوى مقاطع معدودة من الموسيقى التصويرية والأغاني، واعتمد على أصوات المدينة المختلفة عوضاً عنها". 


اقرأ أيضاً:

تصنيفات