واشنطن تواجه من الفضاء قدرات الصين وروسيا الصاروخية

time reading iconدقائق القراءة - 6
لحظة إطلاق صاروخ "زيركون" الروسي الأسرع من الصوت في بحر بارنتس - 28 مايو 2022 - REUTERS
لحظة إطلاق صاروخ "زيركون" الروسي الأسرع من الصوت في بحر بارنتس - 28 مايو 2022 - REUTERS
دبي -الشرق

تخطط الولايات المتحدة لإنفاق 1.3 مليار دولار لتطوير أقمار صناعية متطورة قادرة على تتبع الصواريخ الأسرع من الصوت، حسبما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" هذا الأسبوع، لمواجهة "الأخطار المتزايدة" من روسيا والصين.

وأعلن مدير وكالة تطوير الفضاء ديريك تورنيير، وفق ما نقلته وكالة "أسوشيتد برس" توقيع عقدين لتطوير تلك الأقمار ليصبح البنتاجون قادراً على وضع أنظمة التتبع والاكتشاف هذه في مدارها بحلول 2025.

وقال المسؤول الأميركي، إن العقدين سيوفران 28 قمراً صناعياً، فيما تسعى الولايات المتحدة إلى توسيع وتحسين قدراتها بشكل كبير لمواجهة الأخطار المتزايدة من روسيا والصين.

وحققت بكين وموسكو تقدماً كبيراً في تطوير الصواريخ الأسرع من الصوت، وهي أصعب في تتبعها وإسقاطها نظراً لقدرتها على المناورة أثناء التحليق بعكس الأسلحة التقليدية التي تحلق في مسارات متوقعة.

واختبرت الصين العام الماضي ما قال مسؤولون أميركيون، إنه صاروخ أسرع من الصوت، فيما استخدمت روسيا تلك الصواريخ في ضربات بأوكرانيا.

وقال تورنيير لصحافيين في البنتاجون، إن روسيا والصين كانتا تطوران وتختبران مركبات انزلاقية أسرع من الصوت، مشيراً إلى أن هذه المركبات يمكنها المناورة بدرجة كبيرة.

 جيل جديد من التهديدات

وأوضح مدير وكالة تطوير الفضاء الأميركية، أن الأقمار الصناعية التي تطورها الولايات المتحدة ستكون مصممة خصيصاً لـ"ملاحقة هذا الجيل الجديد من التهديدات، لنكون قادرين على اكتشاف وتتبع المركبات الأسرع من الصوت وتوقع الهدف الذي ستضربه".

ووفر الكونجرس الأميركي تمويلاً إضافياً للبرنامج، رداً على مخاوف بمنطقة المحيط الهندي الهادئ بعد التطور العسكري الصيني المطرد.

وتصنف الصواريخ الأسرع من الصوت على أنها أي شيء يمكنه السفر بسرعة أسرع من (5 ماخ)، أي 5 مرات أسرع من الصوت، وهذا يعني السفر بسرعة 3800 ميل في الساعة أو  6100 كيلومتر في الساعة.

وتتجاوز الصواريخ الباليستية العابرة للقارات هذه العتبة بكثير ولكنها تحلق في مسارات متوقعة، ما يعني أن اعتراضها أمر ممكن.

ولم تطلق الولايات المتحدة من قبل أقماراً صناعية مخصصة لاكتشاف وتتبع الصواريخ الأسرع من الصوت من النوع القادر على المناورة بحسب تورنيير، وهي لديها قدرات محدودة حالياً للقيام بتتبع مثل تلك الصواريخ، إلا أنها "لا تعدم ذلك النوع من القدرات تماماً".

اكتشاف عملية الإطلاق

الأقمار الصناعية الجديدة ستمكن الولايات المتحدة من اكتشاف عملية الإطلاق نفسها لصاروخ أسرع من الصوت، وتتبعه أثناء تغييره مساره، وحساب وجهته وتوفير بيانات للقوات التي يمكنها القيام بعمليات الاعتراض.

ومنحت العقود لفريق تقود شركة L3Harris والتي ستنتج 14 قمراً صناعياً بتكلفة حوالي 700 مليون دولار، وشركة Northrop والتي ستنتج 14 قمراً صناعياً أخرى بتكلفة 617 مليون دولار.

وستصل تكلفة البرنامج الإجمالية متضمنة عمليات الإطلاق والتحكم الأرضي والدعم نحو 2.5 مليار دولار.

وقال تورنيير إن البرنامج يشكل نقلة للولايات المتحدة نحو أنظمة فضائية أكثر تعقيداً وتداخلاً، بدلاً من الاعتماد على أقمار صناعية أغلى ثمناً والتي تظل في المدار لنحو 15 عاماً أو أكثر، فبدلاً من ذلك سيكون لدى الولايات المتحدة عدداً أكبر من الأقمار الصناعية الرخيصة التي يتم استبدالها كل 5 سنوات.

وسيتم إطلاق مجموعة من تلك الأقمار إلى المدار الأرضي المنخفض على ارتفاع نحو 1000 كيلومتر، في حين سيتم إطلاق المجموعة الأخرى إلى المدار المتوسط على ارتفاع نحو 10 آلاف إلى 20 ألف كيلومتر، لتوفر وجوداً أكثر صموداً في الفضاء بحسب مدير وكالة تطوير الفضاء.

وأشار مدير وكالة تطوير الفضاء، إلى أن إطلاق الـ28 قمراً صناعياً سيتبعه على الأرجح عملية إطلاق أخرى لمجموعة من 54 قمراً صناعياً آخراً.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات