وصلت أزمة إعلان "ابن الجيران" في مصر إلى خط النهاية، بعد أن قررت الشركة المعلنة وقف بثه عقب الأزمة التي أثيرت منذ يوم الأول من رمضان، حين قوبل الإعلان بحملة انتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، تتهم صُنّاعه بــ"خدش الحياء العام"، بسبب تضمنه لقطات وُصفت بأنها تحمل إيحاءات جنسية، وتطور الأمر لتقديم شكوى إلى المجلس الأعلى للإعلام، وطلب إحاطة في البرلمان المصري من أجل وقف البث.
الإعلان الذي قامت ببطولته الفنانة الأردنية ميس حمدان، كان لإحدى العلامات التجارية الخاصة بالملابس الداخلية، وتضمنت الأغنية التي قدمتها ميس، بعض الكلمات التي أشعلت الهجوم ضدها، وتسببت باتهامها بخدش الحياء والمطالبة بوقف بث الإعلان الذي لا يتناسب مع عرضه خلال شهر رمضان. وتم تقديم شكوى إلى المجلس الأعلى للإعلام تتهم الإعلان بمخالفة الأكواد الخاصة بالمواد الإعلانية، وتطالب بوقفه.
طلب إحاطة
عضو مجلس النواب المهندسة مي محمود، تقدمت بطلب إحاطة إلى رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون الإعلام في شأن وقف عرض الإعلان عبر شاشات التلفزيون.
وقالت، في مقطع فيديو مسجل عبر حسابها الشخصي على موقع "يوتيوب": "مع بداية شهر رمضان الكريم وجدنا أنفسنا نشاهد أحد أنواع الإسفاف والبذاءة في التعليقات والإيحاءات، وهذا شيء غريب على عادتنا وتقاليدنا".
وأكدت محمود أنه "لا يصح أن نجد أنفسنا نشاهد شركة ملابس داخلية تعرض منتج بإشارات وإيحاءات خارجة".
وأضافت: "ظهرت في الإعلان إحدى الممثلات تغني بعبارات غير لائقة، فضلاً عن بعض الحركات الإيحائية المستفزة لشعور أهالينا في البيوت المصرية". وتساءلت: "أين دور الرقابة؟ وكيف سمحت بعرض هذا المحتوى على شاشات التلفزيون المصري في شهر رمضان؟".
وطالبت محمود "بالوقف الفوري للإعلان -استنادا إلى حكم المادة 134 من الدستور، و نص المادة 212 من اللائحة الداخلية لمجلس النواب- وسرعة تدخل الجهات المعنية، باعتباره لا يتناسب مع تقاليد الشعب المصري وأخلاقياته، ويستفز مشاعر المواطنين، خاصة في ظل الظروف الحالية التي تمر بها البلاد بسبب فيروس كورونا المستجد، مع تطبيق عقوبة قانونية على الشركة لخدش الحياء".
ميس تعتذر
من جانبها، قالت الفنانة الأردنية ميس حمدان لـ"الشرق": "لم أتعمد على الإطلاق تقديم أي شيء يخدش الحياء، ولا أرى أنني قمت بأي حركات تحمل إغراء أو أي تجاوز أخلاقي داخل الإعلان. وعلى رغم قناعتي، فإني كنت أول من حذف الإعلان من جميع حساباتي على مواقع التواصل الاجتماعي".
وأضافت: "عندما تابعت ردود فعل الجمهور حول الإعلان، ومشاعر الغضب التي أثارها لدى البعض، وهو ما لم أتوقعه إطلاقاً، تواصلت سريعاً مع المسؤولين في الشركة وطلبت منهم وقف الإعلان، وهو ما تمت الاستجابة له بعد ساعات، وتم وقف الإعلان، ولا يمكن أن أوافق على تقديم أي عمل يؤذي مشاعر الجمهور أو يتسبب في غضبهم".
وأشارت إلى أن "ما حدث في هذا الإعلان، هو خطأ غير مقصود، وأنا أسعى طوال الوقت للحفاظ على مكانتي بين الجمهور، من خلال تقديم أعمال فنية جيدة، ولن أُغضب الجمهور مرة ثانية وأعتذر لكل من غضب مني".
أزمة متكررة
أزمة إعلان "ابن الجيران" لم تكن الأولى في هذا السياق، إذ سبقها قبل أعوام أزمة إعلان إحدى شركات الملابس الداخلية أيضاً، تم اعتباره "خادشاً للحياء ويتضمن إيحاءات جنسية" وتم وقف عرضه، إلى جانب إعلان لإحدى شركات المياه الغازية تم اتهامه بالترويج لفكرة فرحة الشباب عند إعفائهم من التجنيد والخدمة العسكري، ما أثار انتقادات حادة وتم وقفه حينها.
ومن بين الإعلانات التي أثارت بعض الجدل، إعلان "أبلة فاهيتا" الذي قدمته إحدى شركات الاتصالات وتضمن كلمات اعتبرها البعض "إيحاءات خارجة"، وأثيرت حوله موجة انتقادات غاضبة.
تجدر الإشارة إلى أن كل هذه الأزمات حققت الهدف منها، وهو الدعاية الضخمة للمنتجات التي تروج لها.