قال كبار مسؤولي الاستخبارات الأميركية، الأربعاء، إن الصين تمثل التهديد الأكبر والأكثر تعقيداً بالنسبة للولايات المتحدة، لافتين إلى أن فرضية تسرّب كورونا من مختبر صيني لا تزال قائمة.
جاء ذلك خلال جلسة الاستماع السنوية بشأن التهديدات العالمية أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأميركي.
وقالت مديرة الاستخبارات الوطنية أفريل هاينز، بحسب شبكة "سي بي إس" الأميركية، إن الصين تعتبر "أولوية منقطعة النظير وتحدياً هائلاً"، مشيرة إلى أن بكين أصبحت على نحو متزايد قريناً منافساً يتحدى الولايات المتحدة على أكثر من صعيد، ويدفع في الوقت ذاته باتجاه مراجعة الأعراف الدولية على نحو يصب في مصلحة النظام الاستبدادي الصيني، على حد تعبيرها.
وجاءت إفادة هاينز إلى جانب شهادات أخرى لمديري وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه"، ووكالة الأمن القومي، ووكالة استخبارات الدفاع، ومكتب التحقيقات الفيدرالي، في الاستماع الأول من نوعه منذ 2019.
التهديد التكنولوجي
وركز رئيس لجنة الاستخبارات السيناتور مارك وارنر على التهديد التكنولوجي الذي يمثله، كما يقول، الحزب الشيوعي الصيني الحاكم، مبدياً تخوفه من سيطرة الحزب على نطاقات واسعة من التقنيات الناشئة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية.
وشدد وارنر على أن مجتمع الاستخبارات الأميركي يجب أن يكون حصيفاً في تقييم نطاق التهديدات الذي يمثله الحزب الشيوعي الصيني.
منشأ كورونا
أما نائب رئيس اللجنة السيناتور الجمهوري ماركو روبيو، فاستجوب مديرة الاستخبارات الوطنية أفريل هاينز بخصوص العمل الاستخباراتي المستمر لتحديد منشأ فيروس كورونا، مشيراً في هذا الصدد إلى أن سيناريو "التسرّب من مختبر" لا يزال قائماً.
وردت هاينز بأن مجتمع الاستخبارات لا يعلم بالضبط متى وأين وكيف انتقل فيروس كوفيد-19 لأول مرة، ولكنها قالت إن نظريتي "المنشأ الطبيعي" و"التسرّب من مختبر" لا تزالان محل نظر الاستخبارات، مبينة أن العمل مستمر على هذه المسألة لجمع المعلومات وتوفير أكبر قدر ممكن من التفسيرات الموثوقة" بشأن مصدر الجائحة.
واتهم مدير الاستخبارات المركزية وليام بيرنز القيادة الصينية بأنها "لم تكن صريحة وشفافة بالكامل في تعاونها مع السلطات الصحية ذات الصلة أو الولايات المتحدة" بخصوص الفيروس.
وتأتي هذه الإحاطة بعد يوم واحد من إطلاق وكالات الاستخبارات الأميركية تقريراً حذرت فيه من مجموعة التهديدات العالمية التي قد تعمل على زعزعة الاستقرار في عالم مضطرب جراء تفشي فيروس كوفيد-19، والتغيّر التكنولوجي، والتنافس الدولي.
"تحول جيوسياسي"
وأشار التقرير إلى أن بكين تعتبر تنافسها مع الولايات المتحدة جزءاً من "تحوّل جيوسياسي تاريخي"، متوقعاً أن تستمر في مراكمة قواها العسكرية والاقتصادية والتكنولوجية للمحافظة على نفوذ الحزب الشيوعي الحاكم.
كما أشار إلى أن الصين ستواصل تقدمها في تكنولوجيات الفضاء والأقمار الصناعية، خصوصاً في ظل التوقعات بتشغيل محطة الفضاء الصينية بين عامي 2022-2024.
ووفقاً للتقرير، فإن بإمكان الصين شن هجمات إلكترونية قادرة في الحد الأدنى على إحداث اضطرابات مؤقتة في منشآت البنية التحتية الحيوية بالولايات المتحدة.
وإلى جانب الصين، توقع التقرير أن تسعى روسيا وإيران وكوريا الشمالية إلى تحدي الولايات المتحدة في أكثر من صعيد.