أوكرانيا تخلي دونباس وتطلب تدخلاً أممياً لحماية أسراها

time reading iconدقائق القراءة - 6
رجال الإطفاء يعملون في موقع كلية مهنية تضررت بشدة من ضربة صاروخية روسية في خاركوف الأوكرانية - 30 يوليو 2022. - REUTERS
رجال الإطفاء يعملون في موقع كلية مهنية تضررت بشدة من ضربة صاروخية روسية في خاركوف الأوكرانية - 30 يوليو 2022. - REUTERS
كييف-أ ف برويترز

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، أن حكومته قررت الإجلاء الإلزامي للسكان في المنطقة المحيطة بمدينة دونيتسك شرقي البلاد، فيما طلبت كييف من اللجنة الدولية للصليب الأحمر والأمم المتحدة زيارة جنودها الأسرى لدى موسكو، في وقت علقت روسيا إمدادات الغاز إلى لاتفيا.

وأضاف زيلينسكي، في خطاب ألقاه في وقت متأخر من الليل، أن على مئات الآلاف من الأشخاص الذين ما زالوا في مناطق القتال بحوض دونباس الذي يضم منطقتي لوجانسك ودونيتسك، مغادرة المنطقة.

إخلاء "فوري" 

وقال زيلينسكي إنه "كلما غادر المزيد من الناس منطقة دونيتسك الآن، قل عدد الأشخاص الذين سيكون لدى الجيش الروسي وقت لقتلهم"، مضيفاً أنه سيتم منح السكان تعويضات.

وأضاف الرئيس الأوكراني أن مئات الآلاف ما زالوا يعيشون في مناطق دونباس، حيث يحتدم القتال، مشيراً إلى أن "كثيرين يرفضون المغادرة، لكن يتعين عليهم القيام بذلك".

في الوقت نفسه، نقلت وسائل إعلام أوكرانية عن نائبة رئيس الوزراء إيرينا فيرشيتشوك، قولها إن عمليات الإجلاء يجب أن تتم قبل بدء شهور الشتاء، حيث تم تدمير البنية التحتية لإمدادات الغاز الطبيعي في المنطقة.

ووصف زيلينسكي القصف الذي طال سجناً في أولينيفكا، في شرق البلاد، الجمعة بأنه "جريمة حرب روسية متعمدة"، داعياً من جديد إلى الاعتراف بروسيا كـ"دولة راعية للإرهاب".

وصرح مسؤول حقوق الإنسان الأوكراني دميترو لوبينيتسك، السبت، أنه طلب من اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي أشرفت على انسحاب المقاتلين من مصنع "آزوف ستال"، أن تتوجه إلى أولينيفكا. لكنه أوضح أن اللجنة الدولية لم تحصل "حتى هذه اللحظة" على إذن من الروس.

"أعمال وحشية"

وفي كلمته عبر الفيديو، الجمعة، وضع زيلينسكي الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر "أمام مسؤولياتهما".

وقال: "عندما غادر المدافعون عن آزوف ستال، عملت الأمم المتحدة والصليب الأحمر كضامنين لحياة وصحة جنودنا"، مضيفاً "الآن يتعين على الضامنين الاستجابة.. يجب عليهم حماية أرواح مئات من أسرى الحرب الأوكرانيين".

وندد الاتحاد الأوروبي بـ"أشد العبارات بالفظاعات التي ارتكبتها القوات المسلحة الروسية وأتباعها"، في بيان صادر عن وزير خارجيته جوزيب بوريل، في إشارة إلى اتهامات بقصف السجن واتهامات التعذيب بحق أسرى أوكرانيين لدى القوات الروسية، تنفيها الأخيرة.

وأضاف البيان أن "هذه الأعمال غير الإنسانية والوحشية تشكل انتهاكات خطيرة لاتفاقيات جنيف وبروتوكولها الإضافي، وترقى إلى جرائم حرب".

وفي بيان صادر عن وزارة الخارجية، أعربت فرنسا عن "صدمتها إزاء التقارير المتعلقة بارتكاب جرائم قتل وأعمال تعذيب بحق أسرى حرب أوكرانيين، في مركز اعتقال أولينيفكا، تحت حماية روسيا الاتحادية"، مضيفةً أنه يتعين "محاسبة المسؤولين".

وتصاعد التوتر بشأن مصير الآلاف من أسرى الحرب الأوكرانيين لدى الروس أو الانفصاليين في دونباس بعد نشر السفارة الروسية في المملكة المتحدة تغريدة، الجمعة، تتعلق بشكل خاص بكتيبة "آزوف" الأوكرانية.

"روسيا دولة إرهاب"

من جهته، رد أندري يرماك مدير مكتب الرئيس فولوديمير زيلينسكي عبر "تيليجرام"، معتبراً أن "روسيا دولة إرهابية". 

وقال الناطق باسم وزارة الخارجيّة أوليج نيكولينكو: "لا فرق بين الدبلوماسيين الروس الذين يدعون إلى إعدام أسرى حرب أوكرانيين وقيام القوات الروسية بذلك في أولينيفكا.. إنهم جميعاً متواطئون في جرائم الحرب هذه وتجب محاسبتهم".

وقال قائد كتيبة "آزوف" بالإنابة ميكيتا ناتوتشي في مقطع مصور: "نعتبر أن هجوم أولينيفكا فعل إعدام عام ارتكبته روسيا من دون أي محاسبة".

وأضاف أن المسؤولين عن هذا الأمر "سيتم العثور عليهم حيث يكونون"، وأوكرانيا بوصفها دولة "ستعمل على معاقبتهم في شكل عادل".

وبرزت كتيبة "آزوف" في دفاعها عن مدينة ماريوبل بجنوب شرقي أوكرانيا، حيث حاربت متحصنة في مجمع "آزوف ستال" على مدى أسابيع. وفي نهاية المطاف، قام نحو 2500 مقاتل أوكراني بتسليم أنفسهم إلى الجيش الروسي في مايو، وأبلغت موسكو أنها ستعتقلهم في أولينيفكا.

واتهمت لجنة التحقيق الروسية القوات الأوكرانية بأنها "قصفت السجن، حيث يحتجز عناصر من كتيبة آزوف، مستخدمة قذائف أميركية من منظومة هيمارس (سلمتها الولايات المتحدة لكييف)".

قطع الإمدادات عن لاتفيا

وفي وقت سابق السبت، أعلنت شركة "غازبروم"، وقف إمداد جارتها لاتفيا بالغاز، متهمة إياها بـ"مخالفة شروط تسلّم الغاز"، في أوج التوتر بين روسيا والغرب بسبب حرب أوكرانيا والعقوبات الأوروبية غير المسبوقة ضد موسكو، وسط مخاوف أوروبية من وقف روسي كامل لإمدادات الغاز إلى أوروبا.

وقالت الشركة الروسية في بيان على "تيليجرام": "اليوم علّقت غازبروم شحنات الغاز إلى لاتفيا ... بسبب انتهاك شروط تسلّم الغاز"، ولكنها لم تحدد في البيان طبيعة الشروط التي تقول إن لاتفيا انتهكتها.

تأتي هذه الخطوة غداة إعلان شركة "لاتفيا غاز" أنها ستدفع مقابل الغاز الروسي باليورو بدلاً من الروبل المطلوب عند التداول مع شركة "غازبروم".

وتصبح لاتفيا الدولة السادسة التي تقطع روسيا الغاز عنها بعد بولندا وبلغاريا وفنلندا وهولندا والدنمارك، وهي دول رفضت دفع ثمن الغاز بالروبل تنفيذاً لقرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وخفضت "غازبروم" بشكل كبير شحنات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر خط أنابيب "نورد ستريم 1" هذا الأسبوع، مرجعة السبب إلى الحاجة لصيانة التوربينات، بينما تسعى الدول الأوروبية إلى تأمين احتياطاتها لفصل الشتاء.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات