أدت أعمال الشغب التي اندلعت في مبنى الكابيتول الأميركي، الأربعاء الماضي، إلى تكثيف الأجهزة الأمنية لعمليات المراقبة تحسباً لحفل تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن ونائبته كامالا هاريس، بالجهة الغربية من المبنى في 20 يناير الجاري.
ووفقاً لموقع "يو إس نيوز" الأميركي، فإن قادة الكونغرس أصروا على أن تجرى مراسم التنصيب بشكل سلس، على الرغم من تلك الأحداث والمخاوف الأمنية، لافتين إلى مشاركة 6 آلاف و200 عنصر من الحرس الوطني من 6 ولايات، لدعم شرطة الكابيتول وغيرها من أجهزة إنفاذ القانون في واشنطن خلال الأيام المقبلة.

استعدادات أمنية
وصممت فرق العمل المسؤولة عن تنسيق مثل تلك المراسم، حواجز معدنية طويلة حول مبنى الكابيتول من المستحيل تسلقها، حيث تم استخدام هياكل مماثلة في السابق حول البيت الأبيض وفي مدن أخرى واجهت مظاهرات عنيفة سابقاً.
وقال جهاز الخدمة السرية بالولايات المتحدة، المسؤول عن تأمين الرئيس الأميركي، في بيان إن"سلامة وأمن جميع المشاركين في حفل التنصيب أمر في غاية الأهمية"، مؤكداً أن أفراد الجهاز عملوا بلا كلل، للاستعداد لجميع الحالات الطارئة المحتملة على المستويات كافة.
وأشارت إحدى اللجان المسؤولة عن حفلات التنصيب، إلى أن بايدن"سيحصل على مرافقة رسمية مع ممثلين من كل فرع عسكري، قبل وصوله إلى البيت الأبيض من مبنى الكابيتول".
ومن غير المعروف ما إذا كان بايدن سيتجول بمركبته بعد حفل التنصيب كما في المراسم السابقة، حيث عادة ما ينطلق الموكب الرئاسي في رحلة الميل مع الرئيس الجديد والسيدة الأولى.
ولفت موقع "يو إس نيوز" إلى أن حفل التنصيب يُعد "حدثاً أمنياً وطنياً خاصاً، تشرف عليه الخدمة السرية وعشرات من الوكالات الفيدرالية الأخرى، بما في ذلك وزارة الدفاع التي تساعد في قيادة جهود مكافحة الإرهاب المرتبطة بالحدث".
وستوفر الفرق الأمنية، مستوى من الجاهزية يُضاهي تلك التي تتم خلال مؤتمرات الحزب السياسي أو عندما يكون أحد كبار الشخصيات في الولاية بمبنى الكابيتول، لكن ليس مثل المستوى الأمني الذي يتم توفيره خلال جلسة اعتيادية للكونغرس.
وكان بايدن قال للصحافيين، الجمعة، إن لديه "ثقة كبيرة في الخدمة السرية وقدرتها على التأكد من أن التنصيب سينتهي بأمان".

مراسم مختلفة
ونقل موقع "يو إس نيوز" عن شخص مطلع على عمليات التخطيط الأمنية، أن "السلطات سيكون لديها البصمة العسكرية والمدنية نفسها للتعامل مع حشد من أكثر من مليون شخص، لحدث من المتوقع أن يجتذب جزءاً صغيراً من الجماهير، بسبب قيود كورونا"، لافتاً إلى أن "أحداث التنصيب ستكون مختلفة عن سابقاتها، لكن نقل السلطة من إدارة إلى أخرى سيستمر".
وقال بيل دالي، وزير التجارة السابق ورئيس موظفي البيت الأبيض الذي ساعد في تنظيم التنصيب الأول للرئيس الأسبق باراك أوباما في عام 2009: "أعتقد أن الشعور الذي يراود كُل أميركي سيبقى ذاته حتى مع وجود أحداث غير مألوفة".
ونقل الموقع عن السيناتور الجمهوري روي بلانت، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية مينيسوتا، القول إن "هجوم أنصار ترمب على مبنى الكابيتول، لن يمنعنا من التأكيد للأميركيين والعالم أن ديمقراطيتنا مستمرة"، مضيفاً أن "حفل التنصيب تقليد أميركي وحدث عظيم في أوقات السلم والاضطرابات، وسنؤدي اليمين أمام الرئيس المنتخب بايدن".

"بروتوكولات" البيت الأبيض
ونقل موقع "يو إس نيوز"، عن مسؤولين أنه "على الرغم من ذلك القلق الأمني حيال تنصيب بايدن فإنه لن يصل إلى مستوى القلق الذي اكتنف قوات التأمين وقت تنصيب الرئيس السابق باراك أوباما في عام 2009، عندما افتتح المنظمون كامل طريق المركز التجاري الوطني، الذي يمتد إلى نصب لنكولن التذكاري، لاستيعاب الحشود الهائلة.
وفي الليلة السابقة لتنصيب أوباما، أبلغ مايكل تشيرتوف، وزير الأمن الداخلي في إدارة الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش، فريق أوباما بمعلومات استخبارية موثوقة، مشيراً إلى أن 4 صوماليين يُعتقد أنهم قادمون عبر الحدود الأميركية الكندية "ربما يخططون لهجوم إرهابي في حفل التنصيب".
وأشار جيم بيندات، المؤرخ الأميركي ومؤلف كتاب"يوم الديمقراطية الكبير"، إلى أن الرئيسين المنتهية ولايته والجديد "عادة ما يجتمعان في البيت الأبيض ويتحدثون قبل الانضمام إلى موكب رسمي والاتجاه إلى مبنى الكابيتول لحضور مراسم أداء اليمين الدستورية"، بحسب بروتوكولات البيت الأبيض.
وكان ترمب قال في تغريدة عبر حسابه على "تويتر" قبل إيقافه إنه "لن يحضر مراسم تنصيب بايدن"، فيما قال الأخير إن "عدم حضور ترمب المراسم يعد أمراً جيداً".