كرة القدم في 2020.. خزائن فارغة ومدرجات خاوية

time reading iconدقائق القراءة - 9
مشجع مسن لنادي وست هام يرتدي كمامة للوقاية من فيروس كورونا  - AFP
مشجع مسن لنادي وست هام يرتدي كمامة للوقاية من فيروس كورونا - AFP
دبي -محمد وضحة

ألقى فيروس كورونا المستجد الذي اجتاح العالم في عام 2020 بظلاله على منافسات كرة القدم التي تأرجحت بين الإلغاء والتأجيل.

وعاشت البطولات الكروية في مختلف أرجاء العالم، حالة من العجز المالي غير المسبوق، ورغم محاولات إعادة الجماهير بأعداد محدودة في الأشهر القليلة الماضية إلّا أن ذلك لم يغيّر من الوضع شيئاً.

وقدر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الخسائر الناجمة عن فيروس كورونا بـ11 مليار دولار، بسبب إلغاء أو إرجاء المباريات والبطولات، وخلو الملاعب من الجماهير ونقص عوائد البث التلفزيوني، ما دفع الفيفا لإنشاء صندوق إغاثة بـ1.5 مليار دولار، ليتقدم 150 اتحاداً محلياً بطلب إعانات عاجلة.

 نزيف اقتصادي

ولم تتردد أكبر أندية العالم في الإعلان عن مصاعب مالية جمة بسبب فيروس كورونا، وبلغت خسائر نادي ريال مدريد 106ملايين يورو، في حين بلغت خسائر برشلونة 97 مليون يورو.

وأعلنت رابطة الدوري الإنجليزي، خسائر إجمالية وصلت إلى 700 مليون جنيه إسترليني، أما إنتر ميلان الإيطالي، فأكد أن خسائره وصلت إلى 102.4 مليون يورو، وسجل بطل الدوري الإيطالي يوفنتوس خسائر بقيمة 89.7 مليون يورو.

وكشفت رابطة الأندية الأوروبية أن إيرادات موسمي (2019-2020)، و(2020-2021) تراجعت بنسبة 8.9% من 45 مليار يورو إلى 41 مليار، وأن الموسم الحالي (2020-2021) ستصل عائداته وحده إلى 20.7 مليار يورو، أقل من أرباح موسم (2017-2018).

خفض الرواتب 

وفي ظل التأثير السلبي الكبير الذي خلفته جائحة فيروس كورونا على كرة القدم، اضطرت الأندية إلى التفاوض مع لاعبيها من أجل تخفيض الأجور بنسب مختلفة، واستجاب أغلبية اللاعبين في مختلف البطولات من أجل ضمان استمرار عمل الموظفين والطواقم الإدارية وعدم تأثرهم بسبب الجائحة.

وشرعت الأندية مؤخراً في التحضير لمفاوضات جديدة لمراجعة عقود اللاعبين مؤقتاً لمجابهة آثار الجائحة على المدى المتوسط.

وفي المقابل، رفض البعض تخفيض راتبه، ومن أبرز اللاعبين الذين رفضوا كان الألماني مسعود أوزيل لاعب أرسنال الإنجليزي الذي يتقاضى 350 ألف جنيه إسترليني أسبوعياً.

 حقوق البث.. الهاجس الأكبر

أعلنت رابطة الدوري الألماني لكرة القدم عن توقعاتها بانخفاض إيرادات الدوري الألماني بنحو مليار يورو في موسم (2020 - 2021) على خلفية جائحة كورونا.

وفي إيطاليا وافقت الأندية المتضررة بشدة من تداعيات جائحة كورونا، بالإجماع على دخول مستثمرين من القطاع الخاص إلى الشركة الجديدة المكلفة بزيادة الإيرادات من حقوق البث التلفزيوني. ومن المتوقع أن يسفر هذا الاتفاق عن ضخ نحو مليار و700 مليون يورو لمصلحة أندية "سيري أ".

وفي الدوري الفرنسي فسخت إحدى الشركات المالكة لحقوق البث وهي "ميديا برو" عقدها بشكل كامل تقريباً مع رابطة الدوري، وهو ما جعل الأمور تزداد ضبابية في ما يخص كيفية تحصيل الأموال.

ركود غير مسبوق في سوق الانتقالات

تأثير فيروس كورونا في ميزانيات الأندية جعل أداءها محتشماً في سوق الانتقالات الصيفية التي لم تشهد العديد من الصفقات القياسية، مثلما كان الحال في الأعوام الماضية.

ولم تتجاوز أي صفقة حاجز 80 مليون يورو، رغم حاجة العديد من الأندية الكبرى إلى وجوه جديدة بارزة.

ويعد انتقال الدولي الألماني كاي هافرتز إلى تشيلسي قادماً من باير ليفركوزن الألماني هو الأغلى في سوق الانتقالات الصيفية. وكلفت الصفقة البلوز نحو 72 مليون جنيه إسترليني (80 مليون يورو).

ومن الصفقات البارزة صفقة انتقال النيجيري فيكتور أوسيمين من ليل الفرنسي إلى نابولي الإيطالي مقابل 70 مليون يورو، وكذلك المدافع البرتغالي روبين دياز المنتقل من بنفيكا البرتغالي إلى مانشستر سيتي الإنجليزي في صفقة كلفت نحو 65 مليون جنيه إسترليني،

ومن أبرز تداعيات كورونا على سوق الانتقالات، كان عدم تعاقد ريال مدريد بطل الدوري الإسباني مع أي لاعب في الميركاتو الصيفي، للمرة الأولى منذ 40 عاماً.

بطولات في "فقاعة"

تأثير كورونا على المنافسات الكروية امتد من البطولات المحلية إلى القارية وحتى مسابقات المنتخبات، واستكملت منافسات كل من دوري أبطال أوروبا ودوري أبطال آسيا في دولة واحدة بالبرتغال وقطر على الترتيب، وهو ما أصبح يعرف بـ"الفقاعة الصحية".

وتأجلت أمم أوروبا إلى عام 2021، وهو ما ينطبق على منافسات "كوبا أميركا" التي ستنظم في الأرجنتين وكولومبيا، كما جرى تأجيل كأس أمم إفريقيا التي تستضيفها الكاميرون إلى عام 2022.

وقرر الاتحاد الدولي مؤخراً إلغاء بطولتي العالم للشباب والناشئين، وكان من المقرر إقامتهما العام المقبل 2021. 

 الملاعب.. مستشفيات ومخازن أدوية

وفي ظل التسارع الكبير لانتشار فيروس كورونا في أشهره الأولى، اضطرت الكثير من الحكومات إلى تحويل بعض الملاعب إلى مستشفيات والبعض الآخر إلى ساحات لتخزين الأدوية على غرار ملعب ماراكانا التاريخي في البرازيل، وغيره من ملاعب بلاد السامبا، كما تم تحويل ملعب سانتياغو بيرنابيو إلى مخزن تابع للسلطات الصحية، وهو ما ينطبق على ملاعب مدينة ووهان الصينية وملاعب أخرى في إنجلترا وغيرها.