"خارطة تركية" تؤجج التوتر مع اليونان بشأن جزر بحر إيجة

time reading iconدقائق القراءة - 5
رئيس حزب "الحركة القومية" التركي دولت بهجلي (يمين) يتسلم خريطة أثناء زيارته لمقر حركة "الذئاب الرمادية" بأنقرة - 10 يوليو 2022 - twitter.com/ayyildirim1
رئيس حزب "الحركة القومية" التركي دولت بهجلي (يمين) يتسلم خريطة أثناء زيارته لمقر حركة "الذئاب الرمادية" بأنقرة - 10 يوليو 2022 - twitter.com/ayyildirim1
دبي-الشرق

اتهم رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، سياسي شريك بالائتلاف الحاكم في تركيا، باتباع "سياسات توسعية" على خلفية صورة له مع خريطة تظهر جزراً يونانية على أنها تركية.

وتلقى رئيس حزب "الحركة القومية" الحليف لحزب "العدالة والتنمية" الحاكم في البلاد دولت بهجلي، خريطة لبلاده أثناء زيارته لمقر الفرع الشبابي لحركة "الذئاب الرمادية" بالعاصمة أنقرة، تظهر فيها جميع جزر شرق بحر إيجه، إلى جانب كريت أكبر جزيرة يونانية، كأرض تركية.

وطالب ميتسوتاكيس، في تغريدة على تويتر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بتوضيح موقفه من الخريطة التي أُهديت لبهجلي، وأضاف متسائلاً: "هل هذا حلم متطرف أم سياسة تركيا الرسمية؟ وهل هذا استفزاز آخر أم هدف حقيقي؟".

جاء ذلك رداً على صورة نشرها رئيس حركة "الذئاب الرمادية" أحمد ييت يلدرم وهو يهدي بهجلي خريطة لبلاده في تغريدة على تويتر قال فيها: "قدمنا خريطة لسيدنا بهجلي تظهر أهمية الوطن الأزرق، وجزرنا التي رفرف فيها العلم التركي المجيد لمئات السنين لكن تم اغتصابها من قبل اليونان".

وتخوض الدولتان الجارتان والمنضويتان في حلف شمال الأطلسي "الناتو" نزاعاً على عدة ملفات منها قضية جزيرة قبرص والنزاع على الحدود البحرية شرق المتوسط وأعمال التنقيب فيها، والمجال الجوي، ومسألة تدفق اللاجئين من الطرف التركي لليونان، وتسليح الجزر غير العسكرية في بحر إيجه، التابعة لليونان والقريبة من تركيا.

ومؤخراً، حذرت أنقرة من طرح مسألة سيادة الجزر ببحر إيجة الواقعة قبالة الساحل التركي للنقاش إذ لم تتوقف أثينا من تسليحها، معتبرة أن الأخيرة "تفقد حقوق السيادة على الجزر لنشرها وحدات عسكرية عليها" في انتهاك لمعاهدتي لوزان عام 1923 وباريس عام 1947، التي أعطيت بموجبها الجزر لليونان بشرط عدم تسليحها.

خرائط اليونان

يأتي ذلك بعد قرابة شهر من نشر اليونان، في يونيو الماضي، سلسلة "خرائط تاريخية" لدحض الاتهامات التركية بأن أثينا تنتهك معاهدات سلام أعقبت الحربين العالميتين الأولى والثانية.

وقالت السلطات التركية، إن اليونان نشرت قواتها في جزر بحر إيجة في انتهاك لمعاهدات السلام التي أعقبت الحربين العالميتين، فيما جاء رد أثينا بأن قواتها تمركزت هناك رداً على وجود وحدات عسكرية وطائرات وسفن إنزال تركية على الساحل المقابل، إضافة إلى غزو تركيا لجزيرة قبرص عام 1974.

ونشرت الخارجية اليونانية خرائط تعود إلى عام 1923، قالت إنها تُصور "بطريقة واضحة لا تقبل الجدل الأفعال والادعاءات التركية غير الشرعية والأحادية".

وفي أواخر مايو الماضي، دعت الخارجية اليونانية في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، تركيا رسمياً إلى "وقف التشكيك في سيادتها على جزر بحر إيجة"، بينما نددت أنقرة في المقابل بـ"زيادة الأعمال الاستفزازية اليونانية" بالمنطقة.

أخر التصريحات

وفي مطلع الشهر الجاري، قال أردوغان في تصريح صحافي: "ليس لدينا نوايا لخوض حرب مع اليونان، لكن أثينا لا تلتزم بتعهداتها السابقة"، لافتاً إلى أن دول في حلف "الناتو" حاولت الوساطة بين البلدين، مبيناً أنهم رفضوا ذلك لأنهم "يريدون دلائل ملموسة" حتى يعودوا إلى الحوار مع اليونان.

وحذر الرئيس التركي بقوله "اليونان اخترقت مجالنا الجوي مرات عديدة، لذلك فإن القوات المسلحة التركية لديها واجب حماية أراضينا وسنفعل ما يلزم إزاء هذه التصرفات".

وفي المقابل شدد وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس، الخميس الماضي، على أنه "لا يوجد سبب يمنع اليونان وتركيا من أن تكونا صديقين مقربين"، مشيراً إلى أن بلاده "هي الدولة الوحيدة التي تدعم وجهة نظر تركيا بشأن الاتحاد الأوروبي".

وأوضح ديندياس أن بلاده "تولي أهمية للعلاقات الجيدة مع تركيا"، وأضاف: "يجب أن تكون العلاقات مع تركيا قائمة على أساس متين للغاية على غرار العلاقات مع بقية دول العالم، لكن ما هو هذا الأساس المتين؟ إنه واضح للغاية، هو القانون الدولي والقانون الدولي للبحار وحقوق الإنسان وحقوق المرأة والاحترام المتبادل والتسامح".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات