صحيفة أميركية: الاستخبارات الإسرائيلية وراء اغتيال العالم النووي الإيراني

time reading iconدقائق القراءة - 5
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تل أبيب، وخلفه صورة لمحسن زادة - AFP
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تل أبيب، وخلفه صورة لمحسن زادة - AFP
دبي-الشرق

قال ثلاثة مسؤولين استخباراتيين، إن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي وراء الهجوم الذي استهدف العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، الجمعة، أثناء سفره بمركبته إلى شمال إيران.

وأفادت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، نقلاً عن 3 مسؤولين استخباراتيين لم تحدد جنسيتهم، أو إلى أي جهاز يتبعون، بأن تكون واشنطن "على علم مسبق بالعملية"، لأن البلدين تعدان "أقرب الحلفاء ولطالما تبادلتا المعلومات الاستخباراتية بشأن إيران".

من جانبه، قال مسؤول في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن "المكتب يمتنع عن التعليق على أنباء عن هجوم استهدف عالماً نووياً إيرانياً الجمعة". كما امتنعت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" عن التعليق على الحادثة، في وقت أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب على حسابه في "تويتر"، تغريد خبر الاغتيال.

انتقام إيراني

ووصف مسؤولون إيرانيون الهجوم بـ "العمل الإرهابي"، متعهدين بـ"الانتقام"، فيما نقلت الصحيفة الأميركية عن مايكل بي مولروي، كبير مسؤولي سياسة الشرق الأوسط السابق في البنتاغون، إن اغتيال زاده يعد "انتكاسة لبرنامج إيران النووي".

وأضاف: "يعد زاده (59 عاماً)، من أرفع العلماء النوويين لدى إيران، ويعتقد أنه مسؤول عن برنامج إيران النووي السري، كما أنه كان ضابطاً كبيراً في الحرس الثوري، ما سيزيد ذلك من رغبة إيران في الرد بالقوة".

وكانت وسائل اعلام إيرانية أشارت إلى أن زاده "أُطلق عليه النار أثناء مرور مركبته في بلدة آبسرد في منطقة دماوند القريبة من العاصمة طهران، وأُصيب بجروح خطرة، نُقل على إثرها للعلاج، لكنه توفي".

وأوضحت وکالة "مهر" الإيرانية للأنباء، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن زاده "قُتل في منطقة آبسرد خلال مواجهات مسلحة بين عناصر مجهولة وفريق حراسته". 

هدف لإسرائيل

وكان زاده منذ فترة طويلة هدفاً لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي، والذي يعتقد على نطاق واسع أنه وراء سلسلة من الاغتيالات التي طالت علماء عدة قبل عقد من الزمن، والتي شملت بعض نواب زاده.

وفي عام 2008، أُضيف اسم زاده إلى قائمة المسؤولين الإيرانيين الذين أمرت الولايات المتحدة بتجميد أصولهم، كما أُدرج في قائمة عقوبات مجلس الأمن الدولي، فيما لم توافق إيران على مطالب "الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، المتعلقة بالسماح لمفتشيها باستجواب زاده.

دور زاده 

وأدار زاده ما أسماه الإيرانيون المشروعين 110 و111، وهي محاولة لمعالجة أصعب المشكلات التي يواجهها مصممو القنابل أثناء محاولتهم صنع رأس حربي صغير، وفقاً لـ"نيويورك تايمز".

ولطالما نفت إيران سعيها لامتلاك سلاح نووي، وأصرت على أن إنتاجها للمواد النووية "كان لأغراض سلمية"، إلا أن عملية إسرائيلية للاستيلاء على مستودع خاص بالوثائق الإيرانية حول "مشروع آماد" تمت مطلع عام 2008، كشفت تورط زاده به.

وقال نتنياهو آنذاك، إن إيران "كذبت بشأن الغرض من أبحاثها النووية"، واصفاً زاده بـ "قائد مشروع آماد".

زاده وإدارة بايدن 

ورجح تقرير "نيويورك تايمز"، أن يكون لمقتل زاده تداعيات واسعة على إدارة بايدن القادمة، وتعقيد جهوده لإحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، كما تعهد سابقاً، إذا وافق الإيرانيون على العودة إلى الحدود المُفصلة في الاتفاق.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب انسحب من الاتفاق النووي الإيراني عام 2018، وفرض عقوبات صارمة على إيران في محاولة لإجبارها على العودة إلى طاولة المفاوضات، وهو ما رفضته إيران.

وتأتي عملية الاغتيال، بعد أسبوعين من تأكيد مسؤولي الاستخبارات، اغتيال ثاني أعلى زعيم في تنظيم "القاعدة" بالرصاص في شوارع طهران أغسطس الماضي، من قبل إسرائيليين يستقلون دراجة بناءً على طلب من الولايات المتحدة.