رئيس كوريا الجنوبية الجديد يريد "تهذيب" كيم جونج أون

time reading iconدقائق القراءة - 5
رئيس كوريا الجنوبية الجديد يون سوك يول - 10 مارس 2022 - REUTERS
رئيس كوريا الجنوبية الجديد يون سوك يول - 10 مارس 2022 - REUTERS
سول-أ ف ب

يعد رئيس كوريا الجنوبية الجديد يون سوك يول على ما يبدو استراتيجية مختلفة تماماً عن تلك المطبقة حاليا تجاه كوريا الشمالية التي لها قوة نووية وفقا لخبراء، وذهب إلى حد التهديد بشن ضربة استباقية.

خلال 5 سنوات، اتبعت حكومة مون جاي-إن المسالمة سياسة الحوار مع بيونج يانج، حيث توسطت بين كيم جونج أون والرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترمب، بينما كبحت ما كان يعتبره الشمال "استفزازات" مثل التدريبات العسكرية المشتركة مع الولايات المتحدة.

بالنسبة إلى يون سوك يول، الذي فاز في الانتخابات الرئاسية الخميس، أدى هذا النهج "الذليل" إلى فشل واضح.

وقال يون في منشور على فيسبوك قبل الانتخابات إن الحكومة المنتهية ولايتها: "تطوعت للعب دور الوسيط بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية لكنه في النهاية تم التخلي عنها من الطرفين".

وأجرت بيونج يانج 9 عمليات إطلاق صواريخ منذ بداية العام منها صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت ومتوسطة المدى.

بعد عملية الإطلاق السبت التي ادعت كوريا الشمالية أنه اختبار لمكّون "قمر صناعي للاستطلاع"، واعتبرته سول صاروخًا باليستيًا مقنعًا، قال يون إن كيم جونج أون بحاجة لأن يضبط مجدداً، مضيفاً: "إذا سنحت لي الفرصة فسوف ألقنه درساً في التهذيب".

 خلال الحملة الانتخابية، وصف كيم جونغ أون بأنه "فتى وقح" ووعد بأنه لدى توليه السلطة، سيحرص على أن يتخلى الزعيم الكوري الشمالي "عن هذا السلوك".

حتى أن المدعي العام السابق قال إنه مستعد لتوجيه ضربة استباقية ضد كوريا الشمالية "إذا لزم الأمر"، وهو خيار يعتبره الخبراء غير واقعي إلى حد كبير.

ومع ذلك، تعهد يون، الخميس، في أول تصريحات له كرئيس منتخب "بالتعامل بصرامة مع الأعمال غير القانونية وغير المنطقية للشمال".

وقالت سو كيم من مؤسسة "راند" لوكالة "فرانس برس"، "في عهد يون سنرى على الأرجح جهودا لبدء العلاقات بين الكوريتين من الصفر".

نزع الترسانة النووية

وبدلاً من الحوار والمفاوضات، سينتهج يون نهجًا أكثر تشددًا بعد أن دعا إلى مزيد من التدريبات المشتركة مع الولايات المتحدة.

وأضافت سو: "أقل ما يمكن قوله هو أن ذلك يبتعد عن الأولوية التي أعطتها إدارة مون للمفاوضات بين الكوريتين".

وقال البروفيسور بارك وون جون من جامعة "أوها ويمنز يونيفرسيتي" إن "الحب من طرف واحد" الذي أظهره مون سينتهي.

وأضاف: "سيرغب يون بالتأكيد في إدراج قضية نزع الترسانة النووية على جدول الأعمال" مشيراً إلى السياسة التي اعتمدتها الحكومات المحافظة السابقة في كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، موضحاً أنه "ومن المحتمل جدًا أن ترفض كوريا الشمالية ذلك".

اقترح الرئيس الجديد شراء المزيد من صواريخ "ثاد" الأميركية لمواجهة بيونج يانج على الرغم من خطر التعرض لتدابير انتقامية اقتصادية جديدة من قبل الصين، الشريك التجاري الرئيسي لسول.

وقال يون في إعلان سياسي عام نشر في مجلة "فورين أفيرز" في فبراير: "على سول إعادة النظر أيضاً في علاقتها المعقدة مع بكين".

والتقى الرئيس المنتهية ولايته مون جاي إن نظيره الكوري الشمالي أربع مرات وتوسط في مفاوضات بين بيونج يانج وواشنطن نالت تغطية إعلامية واسعة.

لكن المحادثات فشلت في عام 2019 وعلقت المساعي الدبلوماسية في حين كثفت كوريا الشمالية تجارب الأسلحة وهددت بالتخلي عن تعليق تجارب الصواريخ البعيدة المدى والأسلحة النووية.

لم يستبعد الرئيس المستقبلي خيار الحوار مع بيونج يانج، لكن الخبراء يعتقدون أن مواقفها العدائية تقلل إلى حد كبير من امكانية إجراء حوار جوهري.

وقال هونج مين الباحث في المعهد الكوري للوحدة الوطنية إن بيونج يانج ستعتبر أن "لا فائدة" من مفاوضات مع حكومة كوريا الجنوبية المتشددة.

وأضاف هونج أن التوترات الشديدة المستمرة في شبه الجزيرة الكورية ستصب في مصلحة بيونج يانج من خلال السماح لها بالحفاظ على الزخم في برنامج التحديث العسكري الذي يطبقه كيم جونج أون.

وتابع أن "كوريا الشمالية ستسرع من وتيرة تطويرها النووي وصواريخها وستستخدم مواقف حكومة كوريا الجنوبية العدائية لتبرير أفعالها".

تصنيفات