Open toolbar

صورة من مسافة بعيدة للمنطاد الصيني فوق ولاية مونتانا الأميركية. 3 فبراير 2023 - X04130

شارك القصة
Resize text
واشنطن/بكين

أفادت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) الجمعة، بأنها رصدت منطاداً صينياً ثانياً يحلّق فوق أميركا اللاتينية، بعدما أعلنت في وقت سابق رصد ما وصفته بأنه "منطاد تجسس" صيني فوق أراضيها. ورغم أن واشنطن لم تقرر إسقاط المنطاد الأول حتى الآن، إلا أن القيادة الشمالية في الجيش الأميركي تنظر في الأمر.

وقال المتحدث باسم البنتاجون بات رايدر: "نرى تقارير عن بالون يحلّق عبر أميركا اللاتينية. تقييمنا هو أنه بالون مراقبة صيني آخر"، وفقاً لما نقلته شبكة "سي إن إن".

ولم يتضح أين يحلق البالون في أميركا اللاتينية تحديداً، لكن مسؤولاً أميركياً قال لـ"CNN" إنه لا يتجه إلى الولايات المتحدة وفقاً لبيانات أولية. 

وكانت واشنطن قالت الأربعاء، إنها رصدت "منطاد تجسس صيني" فوق ولاية مونتانا الأميركية، منددة بـ"انتهاك صريح" لسيادتها، وألغت زيارة مقررة لوزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى بكين، كانت ستكون الأولى من نوعها منذ 5 سنوات.

وشددت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير الجمعة، على أنه تم إطلاع الرئيس الأميركي جو بايدن على تفاصيل "منطاد التجسس الصيني"، وعلى وجود إجماع بأنه ليس من الملائم أن يسافر وزير الخارجية إلى الصين في الوقت الحالي.

بدوره، قال مسؤول في البيت الأبيض إن وجود المنطاد الصيني في المجال الجوي الأميركي "انتهاك صريح للقانون"، و"غير مقبول". وكشف أن واشنطن عملت فوراً لمنع بكين من جمع أي معلومات ذات أهمية، لافتاً إلى أن السلطات تتابع المنطاد عن قرب، وتبقي جميع خياراتها مفتوحة.

وأشار إلى أن الارتفاع العالي للمنطاد يجعله بعيداً من تشكيل أي خطر عسكري أو مادي. وبين أن فريق الأمن القومي تواصل مع الحكومة الصينية بشأن المنطاد على مستويات عدة.

احتمالات سقوط المنطاد

وفي السياق ذاته، قالت القيادة الشمالية الأميركية إنها تعمل مع "وكالة الفضاء الأميركية" (ناسا) لتحديد نطاق الحطام المحتمل داخل الولايات المتحدة، إذا قررت واشنطن إسقاط المنطاد الأول، وفقاً لما ذكره مسؤول دفاعي أميركي تحدث لـ"CNN".

ويحلق المنطاد على ارتفاع 60 ألف قدم، وهو ارتفاع أعلى بنحو 30 ألف قدم من الارتفاع الذي تحلق فيه الطائرات التجارية.

واكتشف المنطاد أوائل الأسبوع الجاري أثناء تحليقه في سماء ولاية مونتانا، التي تضم مواقع لصوامع صواريخ باليستية عابرة للقارات، وفقاً لمسؤول بوزارة الدفاع. وقال المسؤول إن المنطاد لا يشكل خطراً استخباراتياً، وإن توغلات كهذه حدثت من قبل.

بكين: حادثة والوقائع واضحة

بدورها، قالت وزارة الخارجية الصينية السبت، إن دخول المنطاد إلى المجال الجوي الأميركي يعتبر "حادثة"، وتسببت فيها "قوة قاهرة"، مشددة على أن الحقائق "واضحة للغاية".

وأضافت أن بعض السياسيين ووسائل الإعلام في الولايات المتحدة "تستغل" الحادثة لمهاجمة الصين وتشويه سمعتها.

وكانت الصين سعت إلى تلطيف الأجواء، الجمعة، إذ قالت وزارة خارجيتها إنها تأسف لأن "مركبة جوية مدنية" دخلت المجال الجوي الأميركي "عن غير قصد" بسبب "ظروف خارجة عن سيطرتها"، مشددة على أن المنطاد كان يجري "أبحاثاً مناخية".

وكشفت الخارجية الصينية إن رئيس مكتب الشؤون الخارجية بالحزب الشيوعي الصيني وانج يي، تواصل مع بلينكن بشأن التعامل مع "الحادثة العرضية" بطريقة هادئة ومهنية، في المكالمة الهاتفية التي جرت الجمعة، وفقاً لما نقلته وكالة "رويترز".

وذكرت أن يي، أبلغ بلينكن بأن الصين "دولة مسؤولة"، ولطالما التزمت بالقانون الدولي، ولا تقبل أي "افتراضات لا أساس لها".

ولفتت إلى أن يي أبلغ بلينكن بأن على الطرفين أن يتواصلا بشكل سريع، لتجنب "سوء الحكم"

تأجيل زيارة بلينكن

وأجّل وزير الخارجية الأميركي زيارته التي كانت مقررة إلى الصين الأسبوع المقبل، عقب اكتشاف المنطاد الصيني الأول، وفقاً لما ذكرته شبكة "آيه بي سي".

ونقلت الشبكة الأميركية عن مسؤول قوله إن بلينكن سيؤجل زيارته إلى بكين، مشيراً إلى أن وزير الخارجية لا يريد أن يبالغ في رد الفعل عبر إلغاء الزيارة، لكنه لا يريد أيضاً أن تهيمن قضية المنطاد على اجتماعاته مع المسؤولين الصينيين.

وأبلغ بلينكن، وانج يي في مكالمة هاتفية أنّ تحليق المنطاد فوق الولايات المتّحدة "عمل غير مسؤول"، وذلك في معرض شرحه أسباب إرجائه الزيارة.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان، إنّه خلال اتصال هاتفي مع يي، قال بلينكن إنّه "أخذ علماً بمشاعر الأسف التي أعربت عنها الصين"، لكنّه أشار إلى أنّ "هذا عمل غير مسؤول وانتهاك واضح لسيادة الولايات المتّحدة وللقانون الدولي يقوّض الغرض من الرحلة" التي كان مقرّراً القيام بها الأحد والاثنين، وفقاً لـ"فرانس برس".

تغيير مسار المنطاد

وقال المتحدث باسم البنتاجون بات رايدر في مؤتمر صحافي، الجمعة، إن المنطاد الصيني يتحرك ناحية الشرق، ويتواجد حالياً فوق أجواء وسط الولايات المتحدة، لافتاً إلى أنه غير مساره وأن هذا هو السبب وراء مراقبة البنتاجون له، وفقاً لما نقلته "رويترز".

وأضاف أنه لا خطر على الناس على الأرض من المنطاد، مشيراً إلى أن الوزارة "تعلم أنه منطاد صيني" وأن لديه القدرة على المناورة. وذكر أنه يحمل حمولة كبيرة.

وأشار إلى أنه على علم بالتصريحات الصينية التي ذكرت أن المنطاد يستخدم لأغراض البحث العلمي "ولكننا نعرف أنه منطاد مراقبة".

وقال إن الولايات المتحدة رصدت هذا النوع من المناطيد ونشاطه في أماكن أخرى سابقاً، لكن طول المدة التي ظل بها المنطاد الصيني داخل الأراضي الأميركية، هو ما يجعل هذه المرة مختلفة عن سابقاتها.

وشدد على أن الولايات المتحدة حريصة دائماً على الحفاظ على خطوط التواصل مع بكين مفتوحة. وأكد أنه لن يناقش الموقع المحدد للمنطاد، مضيفاً "يمكن للناس أن ينظروا إلى السماء".

ورجح أن يظل المنطاد في الأراضي الأميركية لعدة أيام، مشيراً إلى أن البنتاجون "يراجع خياراته" بشأن المنطاد. وذكر أنه لا دليل على وجود مواد نووية أو مشعة في المنطاد الصيني.

ردود فعل

وأثار المنطاد ردود فعل غاضبة خصوصاً من الجمهوريين، إذ طالب الرئيس السابق والمرشح الرئاسي لانتخابات 2024، دونالد ترمب، في منشور على موقعه للتواصل الاجتماعي "تروث" بإسقاط المنطاد "فوراً".

واستنكر رئيس مجلس النواب الجمهوري كيفن مكارثي الخميس "العمل المزعزع للاستقرار" الذي تقوم به الصين، و"يتجاهل بلا خجل سيادة الولايات المتحدة".

ودعا مكارثي بايدن إلى "عدم التزام الصمت"، مطالباً الإدارة بإبلاغ أعضاء الكونجرس بتفاصيل ما يحصل. 

وفي بيان مشترك قال البرلماني الجمهوري مايك غالاغر وزميله الديمقراطي وراجا كريشنامورثي اللذان يرأسان لجنة برلمانية بشأن الصين، إنّ "هذا الانتهاك للسيادة الأميركية قبل أيام فقط من زيارة وزير الخارجية بلينكن للصين، يُظهر أنّ الدلائل الأخيرة على الانفتاح" من جانب بكين "لا تعكس تغييراً حقيقياً في السياسة" الصينية.

اقرأ أيضاً:

Google News تابعوا أخبار الشرق عبر Google News

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.