أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الأربعاء، أن وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" لا تدعم زيارة قد تجريها رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إلى تايوان الشهر المقبل.
تصريحات بايدن جاءت بعد يوم على تحذير الخارجية الصينية، من أن زيارة بيلوسي "ستقوّض بشكل خطر سيادة الصين وسلامة أراضيها"، ملوّحة باتخاذ "إجراءات حازمة وقوية، للدفاع بقوة عن سيادتها الوطنية وسلامة أراضيها". وفي أبريل الماضي، اعتبر وزير الخارجية الصيني وانج يي، أن زيارة بيلوسي ستكون "استفزازاً خبيثاً".
سُئل الرئيس الأميركي عن الرحلة المحتملة لبيلوسي، فأجاب: "أعتقد بأن الجيش يعتقد بأنها ليست فكرة جيدة في الوقت الحالي. لكنني لا أعرف وضع" الرحلة. ولم يقترح بايدن على رئيسة مجلس النواب عدم السفر إلى تايوان، حسبما أفادت وكالة "أسوشيتد برس".
صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية نقلت عن مصدر، أن الجيش الأميركي قدّم إحاطات عدة في هذا الصدد، مضيفاً: "تقليدياً، يحدّد الجيش فقط الأخطار والتكاليف المرتبطة بها".
وكان مكتب بيلوسي أعلن، الأربعاء، أنه "لا يؤكد ولا ينفي الرحلة الدولية مسبقاً، بسبب بروتوكولات أمنية عديدة".
أما النائب الجمهوري مايك جالاجر، النافذ بشأن سياسة الولايات المتحدة إزاء الصين، فحضّ بيلوسي على إجراء الزيارة، قائلاً: "هذه رسالة سيئة من الرئيس ورسالة ضعيفة بشكل عام للسياسة الخارجية الأميركية. أحضّ رئيسة مجلس النواب بيلوسي على عدم التراجع والمضيّ في رحلتها".
واعتبر أن "قانون السفر إلى تايوان ينصّ صراحة على سياسة الولايات المتحدة التي تقضي بأن يسافر المسؤولون على كل المستويات إلى تايوان". وشدد على وجوب "عدم تمكين الحزب الشيوعي الصيني من استخدام حق النقض" في هذا الصدد.
انقسام في الإدارة الأميركية
جاء ذلك بعدما أوردت "فاينانشال تايمز" أن بيلوسي (82 عاماً) سترأس وفداً أميركياً، خلال زيارة لتايوان في أغسطس المقبل، علماً أنها ألغت زيارة كانت مقررة في أبريل الماضي، بعد إصابتها بفيروس كورونا. وستكون بيلوسي أبرز نائب أميركي يزور الجزيرة، منذ زيارة أجراها الرئيس الجمهوري السابق لمجلس النواب نيوت جينجريتش، في عام 1997.
وتأتي الزيارة المحتملة في وقت بلغت العلاقات بين الولايات المتحدة والصين أسوأ مستوياتها، منذ تطبيع علاقاتهما الدبلوماسية في عام 1979، وتحويل واشنطن اعترافها الدبلوماسي من تايبيه إلى بكين.
وأشارت "فاينانشال تايمز" إلى أن البيت الأبيض أعرب عن قلقه بشأن الرحلة، مضيفة أن توقيتها حسّاس بالنسبة إلى بكين، إذ أنها تحيي في 1 أغسطس، ذكرى تأسيس الجيش الصيني. كذلك يستعد الحزب الشيوعي الصيني لعقد مؤتمره العشرين في الخريف المقبل، والذي يُرجّح أن يشهد منح الرئيس شي جين بينج ولاية ثالثة تُعتبر سابقة، بوصفه زعيماً للصين.
ولفتت الصحيفة إلى انقسام في الإدارة الأميركية، بشأن زيارة بيلوسي لتايوان. وأضافت أن مسؤولين يعتقدون بأن تبرير الزيارة في أبريل كان أكثر سهولة، إذ تأتي بعد بدء الغزو الروسي لأوكرانيا. وأشارت إلى أن مصدراً لم يستبعد إلغاء الرحلة.
اقرأ أيضاً: