حضت اليابان مجموعة السبع على تنسيق مواقفها في عام 2023 لمنع "الإكراه الاقتصادي" الذي قالت إن الصين تفرضه على بعض شركائها التجاريين، بحسب ما أوردت "بلومبرغ".
وقال وزير الاقتصاد والتجارة الياباني ياسوتوشي نيشيمورا: "تمثل الإجراءات التي اتخذتها الصين في السنوات الماضية، مثل تعليق واردات الأناناس التايواني والنبيذ الأسترالي، خطراً واضحاً وقائماً على الاقتصادات في جميع أنحاء العالم".
وأضاف خلال تصريحات في واشنطن، الخميس: "نتوقع أن تكون الاستجابات الفعالة للإكراه الاقتصادي بنداً رئيسياً في قمة مجموعة السبع لهذا العام"، علماً بأن اليابان، هي الرئيس الدوري لمجموعة السبع لسنة 2023، وستستضيف قمة المجموعة.
وأشار نيشيمورا إلى أن "التدابير المضادة قد تكون ضرورية لمساعدة الدول والمناطق التي تستهدفها الإجراءات التجارية من قبل الأنظمة الاستبدادية"، على حد تعبيره.
وفرضت الصين عقوبات اقتصادية على شركائها التجاريين بسبب نزاعات دبلوماسية. وتأثر واردات اليابان من الأتربة النادرة من الصين، والتي تعد ضرورية لعدد من سلاسل التوريد الصناعية، وذلك في أعقاب حادث بحري في مياه بحر الصين الشرقي المتنازع عليها عام 2010.
من جانبها، انتقدت بكين أعضاء مجموعة السبع بسبب "تحركات تهدف إلى منع صعود الصين الاقتصادي".
وحذرت وزارة الخارجية الصينية من أن ضوابط التصدير على أشباه الموصلات، التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، تضر بالاقتصاد العالمي والشركات الأميركية.
أواخر العام الماضي، انتقدت الصين أيضاً المملكة المتحدة، متهمة إياها بإساءة استخدام سلطة الدولة في إلغاء صفقة مصنع للرقائق الإلكترونية.
"خطأ فادح"
وقال وزير الاقتصاد الياباني إن القوى الديمقراطية ارتكبت خطأ قبل أكثر من عقدين من الزمن عندما افترضت أن تعميق الترابط الاقتصادي من خلال ضم الصين ثم روسيا إلى منظمة التجارة العالمية "سيحقق بلا شك عالماً يسوده السلام"، بعد نهاية الحرب الباردة.
وأضاف نيشيمورا أنه "بدلاً من ذلك، انتهى الأمر فقط بزيادة المخاطر الجيوسياسية"، معتبراً أن "الأنظمة الاستبدادية استخدمت النمو الاقتصادي والتقدم التكنولوجي لتعزيز قوتها"، على حد وصفه.
وقال: "انتهى نظام التجارة الحرة إلى زيادة شرعية الأنظمة الاستبدادية. انتهى الوهم الذي اعتنقناه إلى تضخيم تهديد القوى المهيمنة".
ولكنه أشار في الوقت نفسه إلى أنه لا توجد طريقة "لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء"، والانفصال الاقتصادي الكامل "مستحيل".
إصلاح منظمة التجارة العالمية
دعا نيشيمورا إلى زيادة التنسيق بين ديمقراطيات السوق الحرة بشأن تدابير تتضمن ضوابط التصدير، وتعزيز مرونة سلسلة التوريد وأمن الطاقة.
وقال إنه بالنظر إلى حالة آلية تسوية المنازعات في منظمة التجارة العالمية والتي أصيبت بشلل حقيقي، بعد إجراءات إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في عام 2019، فإن اليابان والولايات المتحدة وأوروبا وغيرها من الشركاء ذوي التفكير المماثل يحتاجون إلى "العمل بجد على إصلاح منظمة التجارة العالمية".
وأضاف الوزير الياباني أن هذا سيكون "أحد أكبر التحديات التي نحتاج إلى العمل من أجلها خلال هذا العام".
وكان نيشيمورا الذي استشهد أيضاً بتحركات روسيا لقطع إمدادات الطاقة الأوروبية، في أعقاب غزوها لأوكرانيا، يتحدث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، وهو المكان نفسه الذي أعلن فيه رئيس الوزراء الياباني الراحل شينزو آبي "عودة اليابان" إلى المسرح العالمي، فيما قال نيشيمورا إن بلاده تتبنى الشعور نفسه في قيادة مجموعة السبع هذا العام.
اقرأ أيضاً:
