رجال أعمال روس يرون فرصاً في الصين لمواجهة العقوبات الغربية

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال محادثة بالفيديو مع نظيره الصيني شي جين بينج- 15 ديسمبر 2021 - via REUTERS
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال محادثة بالفيديو مع نظيره الصيني شي جين بينج- 15 ديسمبر 2021 - via REUTERS
بكين-أ ف ب

يرى رجل الأعمال الروسي "مارات"، المقيم في شنجهاي، أن العقوبات التي فُرضت على بلاده أفسحت المجال أمام فرص غير متوقعة في الصين، وذلك في وقت تبذل الشركات جهوداً مضنية لإبقاء سلاسل إمداداتها مفتوحة.

وتلقى رجل الأعمال البالغ من العمر 42 عاماً اتصالاً خلال الأيام الماضية من ممثلي شركة تواجه صعوبات، بعدما عُزلت عن مورديها المعتادين في أوروبا وأميركا الشمالية، وتبحث عن شركاء في الصين، مشيراً إلى أنهم قالوا له "استعد".

والشركة المتصلة تنتج مكونات إلكترونية مقرها في بيلاروسيا، وهي دولة مستهدفة أيضاً بالعقوبات بسبب تعاونها مع روسيا في الهجوم على أوكرانيا.

ويُضيف "مارات" الذي فضّل عدم الكشف عن هويته كاملة، بسبب حساسية الموضوع في الصين، الدولة الصديقة لروسيا والتي ترفض تصنيف العملية الروسية بأنها "غزو"، قائلاً "هذا يعني المزيد من العمل لكن أيضاً أرباحاً إضافية".

وتشمل العقوبات الغربية تجميد أصول وحظر التصدير الى روسيا، إضافة لمبادرات تهدف إلى شل القطاع المصرفي، وإغلاق المجال الجوي الأوروبي أمام الشركات الروسية.

ومنذ أن أطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هجومه على أوكرانيا في 24 فبراير الماضي، فرضت القوى الغربية عدة عقوبات جعلت روسيا على وشك التخلف عن سداد مستحقات ديونها.

بينما لم تتبع الصين النهج الغربي، وقدمت نفسها على أنها قوة محايدة.

لكن العملاق  الآسيوي يمكن أن يُشكل بالنسبة للشركات التي تطالها العقوبات، متنفساً لمنتجاتها أو مصدر إمداد للبضائع التي يعزف الغرب الآن عن توريدها.

"روبل وسويفت"

تُعد الصين أول شريك تجاري لروسيا، إذ بلغ حجم التبادل الثنائي بينهما السنة الماضية 147 مليار دولار، بحسب الجمارك الصينية، في ارتفاع نسبته 30% مقارنة مع العام 2019.

وقال رجل أعمال روسي آخر مقيم في بكين، وقدم نفسه باسمه الأول فلاديمير: "هذه الأزمة تُشكل فرصة للشركات الروسية في الصين"، وأضاف: "الصين مفتوحة. يقولون لنا: إذا أردتم أن تشتروا، لدينا ما يلزم".

إلا أن الأسابيع الماضية كانت صعبة للشركات المرتبطة بالسوق الروسية. وقالت عدة شركات، من منتجي مستلزمات حيوانات الرفقة إلى مصنعي المبيدات، إن التقلبات في الروبل منعت العديد من الزبائن الروس من تقديم طلبيات.

كما منع استبعاد المصارف الروسية عن نظام "سويفت" الشركات من القيام بمدفوعات بالدولار.

وتتمثل مشكلة أخرى في تأخير الشحنات، لا سيما لأن شركات النقل الدولية ترفض الشحنات الموجهة إلى البلد الذي يرأسه فلاديمير بوتين.

وقال رجل الأعمال الروسي فلاديمير: "ننتظر اتضاح الرؤية أكثر.. الجميع يعتقدون أن العقوبات يمكن أن تُلغى في حال انتهت الحرب سريعاً".

"أمر جيد"

عززت الصين وروسيا شراكتهما الدبلوماسية والاقتصادية في السنوات الماضية، لكي تُشكلا جبهة مشتركة في مواجهة الولايات المتحدة.

وزار بوتين بكين في مطلع فبراير الماضي، لحضور حفل افتتاح الألعاب الأولمبية الشتوية في زيارة وصف خلالها البلدان صداقتهما بأنها "بدون حدود" مع توقيع عدة اتفاقات.

وقال "مارات" إن الحرب والعقوبات ستتركان تداعيات مختلفة بحسب القطاعات، معتبراً أن الصناعات الكبيرة مثل المواد الكيميائية ستصمد على الأرجح أكثر من مصنعي السلع الاستهلاكية المتدنّية الكلفة.

وبالنسبة لرؤساء الشركات الصينية، فإن كثيرين يتوقعون انخفاضاً قوياً للقدرة الشرائية للروس.

ويرى آخرون أن الوضع سيفيد على المدى الطويل الصين، حين ستبدأ روسيا التي أضعفتها العقوبات في البحث عن شركاء اقتصاديين.

وقال شي داشواي (38 عاماً) الذي يعمل لدى منصة تجارة إلكترونية متخصصة في بيع المنتجات الصينية  في موسكو: "بالنسبة للصين، هو أمر جيد موضوعياً أن تكون روسيا مستهدفة بالعقوبات الغربية".

وأشار إلى أن العديد من الشركات الصينية ستكون مستعدة لدخول روسيا إذا اعتمدت موسكو سياسة مناسبة.

وتابع: "على المدى الطويل، ستكسب الصين من هذا الأمر أكثر مما ستخسر".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات