فُتحت أبواب القتال في التنظيمات العابرة للحدود أمام أيمن الظواهري في عام 1980، عندما دخل زائر غريب إلى عيادة في العاصمة المصرية القاهرة، وقدم للظواهري عرضاً لعلاج مقاتلين في أفغانستان خلال فترة الغزو السوفيتي، وفق ما أوردت وكالة "أسوشيتد برس".
وبدأ جراح العيون بعدها طريقاً بلا عودة، وصل خلالها إلى أعلى هرم تنظيم "القاعدة"، قبل أن يعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، الثلاثاء، اغتياله في غارة بالعاصمة الأفغانية كابول.
وقبل هذا العرض، كان الظواهري عضواً في تنظيم سري في مصر، ولكن رحلته إلى مناطق الحرب في أفغانستان، فتحت عيناه على "احتمالات جديدة"، بينها إعداد المقاتلين "لبدء المعركة القادمة مع القوة العظمى التي تريد حكم العالم: أميركا"، كما كتب في سيرته الذاتية عام 2001.
والظواهري من مواليد 19 يونيو 1951 في حي المعادي بالعاصمة المصرية القاهرة، والتحق بكلية الطب في جامعة عين شمس، ثم عمل جراحاً للعيون بعد تخرجه في عام 1975.
وأصبح الظواهري زعيماً لـ"القاعدة" خلفاً لمؤسسها أسامة بن لادن، الذي اغتيل خلال عملية عسكرية أميركية في أفغانستان، في مايو 2011.
عامل إغاثة
في الفترة من 1980 إلى 1981 سافر أيمن الظواهري كعامل إغاثة مع الهلال الأحمر إلى بيشاور في باكستان، وقام في ذلك الحين بعدة رحلات عبر الحدود إلى أفغانستان، حيث شاهد الحرب ضد الاتحاد السوفيتي هناك عن كثب.
وتأثر الظواهري منذ صباه بحركات الإسلام السياسي في مصر، بما في ذلك بعض زعماء "الإخوان" كسيد قطب. وشارك منذ منتصف سبعينات القرن الماضي في تأسيس "الجماعة الإسلامية"، التي كانت تضم أيضاً جماعة "الجهاد".
وفي أعقاب اغتيال الرئيس المصري محمد أنور السادات عام 1981، ألقي القبض على الظواهري، حيث تبين أنه كان عضواً في خلية سرية منذ عام 1968، كما عمل أميراً لتنظيم "جماعة الجهاد"، ومشرفاً على توجيهه الفكري.
المرحلة الأفغانية
وبعد الإفراج عنه في عام 1985، سافر الظواهري إلى باكستان ثم إلى أفغانستان حيث أعاد بناء تنظيم "حركة الجهاد".
وفي عام 1993 انتقل الظواهري مع زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن إلى السودان، قبل أن يعودا مرة أخرى إلى أفغانستان عام 1996 مع سيطرة حركة طالبان على الحكم هناك.
وفي أواخر عام 1996، اعتقلت السلطات الروسية الظواهري أثناء عبوره الحدود بشكل غير قانوني في طريقه إلى الشيشان، حيث كان يخطط لإطلاق قاعدة جديدة لـ"جماعة الجهاد"، وعلى الرغم من سجنه لمدة 6 أشهر، إلا أن الروس لم يكونوا على علم بهويته على ما يبدو إلا بعد إطلاق سراحه.
وفي عام 1998 شكل الظواهري تحالفاً مع أسامة بن لادن، إذ مثلت هذه المرحلة تحولات كبيرة في نشاط الظواهري مع اندماج تنظيمه مع تنظيم "القاعدة"، وإعلان ما يعرف بـ"الجهاد العالمي" لتنفيذ عمليات خارجية، واستهداف المصالح الأميركية، كما حدث في تفجير السفارتين الأميركيتين في نيروبي ودار السلام (أغسطس 1998)، والمدمرة الأميركية "كول" في اليمن (2000).
هجمات 11 سبتمبر
وفي عام 1998، تم إدراج أيمن الظواهري ضمن لائحة الاتهام في الولايات المتحدة "لدوره في تفجيرات السفارتين الأميركيتين"، والتي سقط فيها مئات الأشخاص.
واتهمت السلطات الأميركية أيمن الظواهري بلعب دور بارز في تنفيذ هجمات 11 سبتمبر 2001 التي استهدفت الولايات المتحدة.
وفي 10 أكتوبر 2001، ظهر الظواهري على القائمة الأولية لأهم 22 مطلوباً لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي، والتي أصدرها الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش في أعقاب الهجمات.
كما رصدت الولايات المتحدة مكافأة تقدر بـ25 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه، باعتباره أبرز المطلوبين للحكومة الأميركية.
وكان الظواهري قد شوهد آخر مرة في بلدة خوست شرقي أفغانستان في أكتوبر عام 2001، حين بدأت الولايات المتحدة حملة عسكرية للإطاحة بحكومة طالبان. واستطاع منذ ذلك الحين الهروب من الملاحقة بالتمركز والاختباء في المناطق الجبلية على طول الحدود بين أفغانستان وباكستان، بمساعدة رجال قبائل متعاطفين.
زعامة القاعدة
وبعد اغتيال أسامة بن لادن في 2011 في غارة أميركية، تولى الظواهري قيادة "القاعدة" على الرغم من اختفائه.
وبرز الظواهري كأحد الناطقين البارزين باسم "القاعدة"، إذ ظهر في 16 شريطاً مرئياً وصوتياً في عام 2007. كما ظهر أيضاً في شريط مصور العام الماضي تحدث فيه عن الانسحاب الأميركي من أفغانستان.
وترددت سابقاً أنباء عدة عن اغتياله أو وفاته، ففي 2020 تداولت وسائل إعلام تابعة لتنظيم "القاعدة" أنباء عن وفاة الظواهري إثر أزمة قلبية.