رسائل جديدة تكشف طريقة عمل دائرة ترمب المقربة لإلغاء نتيجة انتخابات 2020

time reading iconدقائق القراءة - 10
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال تجمع انتخابي بأوهايو - Bloomberg
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال تجمع انتخابي بأوهايو - Bloomberg
دبي-الشرق

نشرت شبكة "سي إن إن" الأميركية محتوى 2319 رسالة نصية أرسلها واستقبلها مارك ميدوز، رئيس موظفي البيت الأبيض في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب كانت بين يومي الانتخابات الرئاسية التي جرت في 3 نوفمبر 2020 وتنصيب الرئيس جو بايدن في 20 يناير 2021. 

ووفقاً لـ"سي إن إن"، تقدم الرسائل النصية الهائلة صورة أكثر وضوحاً لكيفية عمل الدائرة المقربة من ترمب وأنصاره والمشرعين الجمهوريين خلف الكواليس لمحاولة إلغاء نتيجة الانتخابات التي فاز بها جو بايدن، وكيفية استجابتهم للعنف الذي شهده مبنى الكابيتول الأميركي في 6 يناير 2021. 

وتُظهر الرسائل التي قدمها ميدوز بشكل انتقائي للجنة مجلس النواب التي تحقق في هجوم 6 يناير، كيف كان رئيس موظفي البيت الأبيض السابق على صلة بنظريات المؤامرة التي تدعي بلا أساس أن الانتخابات قد سُرقت.

كما توضح الرسائل أيضاً كيف أنه لعب دوراً رئيسياً في محاولات إيقاف اعتماد نتائج انتخابات في 6 يناير. 

وتتضمن الرسائل النصية التي لم يكشف عنها من قبل، رسائل من عائلة ترمب (ابنته إيفانكا وصهره جاريد كوشنر ونجله دونالد ترمب جونيور) بالإضافة إلى مسؤولي البيت الأبيض ومسؤولين بالحملة الانتخابية وأعضاء بالحكومة، وقادة الحزب بالجمهوري ومنظمي مسيرات 6 يناير ورودي جولياني، محامي ترمب الشخصي وغيرهم.  

وهناك أيضاً تبادل لرسائل نصية مع أكثر من 40 عضواً جمهورياً حالياً وسابقاً في الكونجرس، بما في ذلك السيناتور تيد كروز والنواب جيم جوردان ومو بروكس ومارجوري تايلور جرين.

وذكرت "سي إن إن"، أن الرسائل تتضمن كل شيء "بدءاً من خطط مواجهة نتائج الانتخابات إلى ردود الفعل المفاجئة وغير المتوقعة في 6 يناير من بعض أقوى حلفاء ترمب".  

نداء عاجل 

وأفادت الشبكة الإخبارية الأميركية بأنه في تمام الساعة 02:28 مساء 6 يناير، أرسلت النائبة الجمهورية مارجوري تايلور جرين، والتي ساعدت في التخطيط لاعتراضات الكونجرس في ذلك اليوم، رسالة نصية إلى ميدوز مع نداء عاجل للمساعدة بينما كان العنف يتكشف في مبنى الكابيتول. 

وكتبت جرين في رسالة إلى مارك ميدوز تقول: "مارك.. قيل لي للتو إن هناك مطلق نار نشط في الطابق الأول من مبنى الكابيتول من فضلك قل للرئيس أن يهدئ الناس هذه ليست الطريقة لحل أي شيء". ولا يبدو أن هناك رد من جانب ميدوز، وفقا لـ "سي إن إن". 

وأوضحت الشبكة أنه منذ تلك اللحظة زادت كمية الرسائل، إذ أرسل ميك مولفاني رئيس موظفي البيت الأبيض بالإنابة في عهد ترمب، رسالة نصية إلى ميدوز، قال فيها: "مارك .. إنه (ترمب) يحتاج إلى إيقاف هذا الآن. هل يمكنني فعل أي شيء للمساعدة؟". 

وكتب النائب الجمهوري باري لودرميلك: "الوضع سيء حقاً هنا في المبنى. لقد اخترقوا مبنى الكابيتول"، كما كتب النائب الجمهوري ويليام تيمونز في رسالة نصية أخرى: "على الرئيس أن يوقف هذا الأمر في أسرع وقت ممكن". 

وبعد فترة وجيزة، قال دونالد ترمب جونيور: "إنهم سيتصرفون بدون ضبط للنفس. سيحاولون تبديد إرثه بالكامل إذا ساء الأمر"، فيما كتب رينس بريبوس، أول رئيس لموظفي البيت الأبيض في عهد ترمب "أخبرهم بالعودة إلى منازلهم". 

 نظريات المؤامرة 

وتبدأ الرسائل النصية التي حصلت عليها "سي إن إن" في يوم الانتخابات 3 نوفمبر 2020، وأشارت الشبكة إلى أنه حتى قبل الدعوة للانتخابات، غُمر ميدوز برسائل عن نظريات مؤامرة بشأن تزوير الانتخابات واستراتيجيات للطعن في النتائج، ومناشدات لترمب بمواصلة المعركة.  

وأشارت الشبكة إلى أنه حتى قبل أشهر من يوم الانتخابات، ادعى ترمب أن الطريقة الوحيدة التي يمكن أن يخسر بها الانتخابات هي التزوير. 

وأظهرت رسائل نصية تم الكشف عنها سابقاً أن وزير الطاقة السابق في إدارة ترمب ريك بيري ونجل ترمب، أرسل كل منهما رسالة نصية إلى ميدوز في 4 و5 نوفمبر تحمل أفكاراً لإلغاء الانتخابات. 

وفي السابع من نوفمبر، قبل ساعات من الدعوة إلى الانتخابات، أرسل بيري رسالة نصية إلى ميدوز مرة أخرى: "لدينا برنامج يعتمد على البيانات يمكنه أن يُظهر بوضوح مكان ارتكاب عملية التزوير. هذا هو الحل السحري". 

وبينما نفى بيري سابقاً تقارير "سي إن إن" حول رسائله النصية إلى ميدوز، أكدت الشبكة الأميركية أن تلك الرسائل صادرة عن هاتفه وتحمل رقمه وتوقيعه الشخصي. 

وبالإضافة إلى النصوص التي أصدرتها لجنة التحقيق، نشرت "سي إن إن" ومؤسسات إخبارية أخرى مسبقاً مجموعة مختارة من الرسائل النصية التي تلقاها ميدوز من مقربين من ترمب بينهم ترمب جونيور وبيري وزوجة قاضي المحكمة العليا كلارنس توماس، جيني توماس. 

وتتضمن السجلات التي حصلت عليها "سي إن إن" العديد من الرسائل من أرقام الهواتف المحمولة الرسمية للبيت الأبيض إذ تم التعرف على بعضها فيما بات البعض الآخر غير معروف حتى الآن.

وتتضمن بعض النصوص روابط للتقارير الإخبارية ووسائل التواصل الاجتماعي فقط، في حين يبدو أن البعض الآخر يشتمل على محتوى تم قصه ولصقه وإعادة توجيهه، ولا تحتوي السجلات على صور أو مرفقات. 

وتوفر الرسائل النصية جدولاً زمنياً يوضح كيف بحث فريق ترمب في جميع الزوايا بحثاً عن أدلة على تزوير الانتخابات لمحاولة إلغاء نتيجتها.  

وابتداء من يوم الانتخابات، كان ميدوز في قلب كل تلك الأحداث، من ربط النشطاء الذين يدفعون بنظريات المؤامرة إلى وضع الإستراتيجيات مع المشرعين الجمهوريين ومنظمي التجمعات الذين يستعدون لـ 6 يناير، وفقا لـ "سي إن إن". 

وتظهر الرسائل أيضاً أن ميدوز كان يتعامل مع كل شيء بدءاً من التوسط في سجال بشأن من سيكون على قائمة المتحدثين في مسيرة 6 يناير إلى تقديم طلبات لدفع فواتير جولياني. 

 كما تظهر رسائل أخرى تنسيق ميدوز مع نشطاء الحزب الجمهوري في أعقاب الانتخابات مباشرة. 

كما قدم العشرات من الجمهوريين الدعم والمشورة إلى ميدوز، بالإضافة إلى إدامة نظريات المؤامرة التي كانت تكتسب زخماً في وسائل الإعلام اليمينية. 

وفي الأول من ديسمبر 2020، أثار المدعي العام آنذاك وليام بار غضب ترمب عندما صرح علناً بأن وزارة العدل لم تجد دليلاً على تزوير أصوات الناخبين، ومع ذلك، تلقى ميدوز العديد من الرسائل التي تدعو إلى مواصلة الطعن على النتيجة. 

وتُظهر الرسائل أيضاً أن ميدوز تواصل مع مسؤولي الحزب الجمهوري في ولايات متعددة للضغط من أجل قضية ترمب.  

كما تلقى رسائل نصية من نشطاء الحزب الجمهوري والمسؤولين المحليين يدعون مزاعم غريبة، بما في ذلك مزاعم بأن "خونة داخل وكالاتنا الاستخباراتية" كانوا يرتكبون تزويراً انتخابياً، بالإضافة إلى اتهامات لا أساس لها من أن شركتي معدات التصويت "Dominion" و"Smartmatic" قد تلاعبتا بالأصوات، وهي نفس الادعاءات الخاطئة التي تم دفعها من قبل جولياني وباول. 

ورفعت الشركتان دعاوى قضائية بمليارات الدولارات بسبب مزاعم انتخابية كاذبة، بما في ذلك ضد قناة "فوكس نيوز" والمنظمات الإعلامية اليمينية وجولياني وباول وليندل. 

وقالت "سي إن إن" إنه بينما تمسك ترمب وحلفاؤه علناً بمزاعمهم بأن الانتخابات قد سُرقت، فإنه وراء الكواليس أعربت الدائرة المقربة من الرئيس السابق، بما في ذلك ميدوز عن بعض الشكوك، كما تساءلوا عما إذا كان المحامون مثل جولياني وباول يضرون أكثر مما ينفعون. 

وفي 6 نوفمبر أرسل جيسون ميلر المتحدث باسم حملة ترمب، رسالة نصية إلى مجموعة ضمت إيفانكا ترمب وكوشنر وميدوز وغيرهم، أشار فيها إلى أن الأرقام في فيلادلفيا لا تدعم الادعاءات المتعلقة بتزوير الانتخابات المزعوم هناك. 

وبعد أسبوع، كتب ميلر إلى ميدوز مرة أخرى، هذه المرة قائلاً إن أبحاث الحملة لم تجد أي دليل على وجود مؤامرة تورط فيها المليادير جورج سوروس، الداعم للحزب الديمقراطي، الذي يتهمه الجمهوريون بتشويه سمعة ترمب.

وفي واحدة من الرسائل القليلة التي تلقاها ميدوز من كوشنر، شارك صهر ترمب مقالاً في 4 ديسمبر لفضح أحد أبرز مزاعم تزوير الانتخابات من جورجيا.

وأظهر المقال أنه على الرغم من الادعاءات التحريضية بأن عمال الاقتراع يخبئون حقائب مليئة ببطاقات الاقتراع تحت طاولة، إلا أن ذلك لم يحدث في الواقع. 

مايك بنس

وتشير الرسائل أيضاً بشكل متكرر إلى نائب الرئيس السابق مايك بنس الذي رفض الموافقة على خطة ترمب لمحاولة منع التصديق على النتيجة في 6 يناير.   

وفي ليلة رأس السنة الجديدة، شارك ميلر خبراً مع ميدوز يفيد بأن بنس عارض دعوى قضائية تهدف إلى المساعدة في تغيير نتيجة الانتخابات.

وحذر ميلر من أنه يمكن استخدام ذلك "لدق إسفين كبير بين الرئيس وكل شخص آخر في الحزب" الجمهوري.

وفي أعقاب أعمال العنف بمبنى الكابيتول في 6 يناير، ناقشت الدائرة المقربة من ترمب في رسالة جماعية كيفية التعامل مع التداعيات، وإيقاف ترمب عن تويتر.

وفي الأيام الأخيرة من ولاية ترمب، عندما واجه مساءلة للمرة الثانية، تلقى ميدوز تحذيرات من المستشارين. 

وذكرت "سي إن إن" أنه بينما كان ترمب يستعد لترك السلطة، بدا وكأنه منبوذاً من الحزب الجمهوري، كان زعيم الحزب في مجلس النواب كيفين مكارثي قد قال خلال مناقشة العزل بمجلس النواب في 13 يناير إن الرئيس المنتهية ولايته "يتحمل مسؤولية" أعمال الشغب.  

وبعد 6 أيام شجب زعيم الجمهوريين بمجلس الشيوخ ميتش ماكونيل ترمب من مجلس الشيوخ، قائلاً إن مثيري الشغب الذين هاجموا مبنى الكابيتول "استفزهم الرئيس والأشخاص الأقوياء الآخرون". 

ومع ذلك، سرعان ما عاد ترمب لمكانه في الحزب الجمهوري، خاصة بعد تبرئته في فبراير 2021 في محاكمة مجلس الشيوخ لعزله، لكن قبل مغادرة ترمب لمنصبه، تظهر سجلات ميدوز النصية أن بعض حلفاء ترمب المخلصين أصيبوا بالاكتئاب.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات