
وصل نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي" السبت، إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، في أول زيارة لمسؤول كبير من الخرطوم إلى الدولة المجاورة بعد عام من التوتر، في منطقة حدودية متنازع عليها.
وكان في استقبال دقلو بمطار بولي الدولي، وزير الدفاع الإثيوبي أبراهام بلاي، ومدير المخابرات وعدد من المسؤولين في الحكومة الإثيوبية، إلى جانب طاقم السفارة السودانية لدى أديس أبابا.
ورحب رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، بزيارة دقلو لبلاده، وعبر عن تقديره "للأواصر التاريخية العميقة التي تربط بين شعبينا الشقيقين والتي لا يجوز فصلها مهما كانت الظروف".
وأضاف آبي أحمد عبر حسابه الرسمي على تويتر: "سوف نسعى ببذل قصارى جهدنا للحفاظ عليها
ولتعزيزها بما فيه الخير لبلدينا ولأبناء شعبينا".
وتأتي زيارة دقلو والوفد المرافق له إلى إثيوبيا، والتي تستمر يومين، لبحث مسار العلاقات الثنائية، وسبل دعمها وتطويرها بما يخدم مصالح البلدين في المجالات كافة، وفق ما ذكرت مصادر لـ"الشرق".
وبحسب وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا)، يلتقي نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، عدداً من المسؤولين الإثيوبيين، دون تسميتهم.
وكانت مصادر "الشرق" قالت الجمعة، إن الزيارة ستناقش الأزمة بين البلدين، لافتةً إلى أن وفداً من الخارجية السودانية والمخابرات العامة، سيرافق حميدتي في زيارته.
وسبق أن زار حميدتي أديس بابا في يونيو 2020، وناقش حينها العلاقات الثنائية وقضايا الحدود والقضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين.
أزمة سد النهضة
يأتي ذلك بعد تأكيد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الخميس، أنه حان لبلاده ومصر والسودان للعمل من أجل بناء السلام والتعاون والتعايش المشترك دون "الإضرار" بأي دولة أخرى، مشيراً إلى أن "سد النهضة لن يأتي بفائدة لإثيوبيا فقط، بل ستكون له فوائد للسودان ومصر".
ولفت آبي أحمد في بيان، إلى أن "سد النهضة سيؤمّن الحماية للسودان من الفيضانات وشح المياه في فترات الجفاف، كما أنه سيوفر لمصر حفظاً للمياه، عوضاً عن ضياع مليارات الأمتار المكعبة المهدرة من المياه".
وتوقفت المفاوضات بين مصر والسودان من جهة وإثيوبيا من جهة أخرى، بسبب خلافات مرتبطة بمطالب دولتي المصب (مصر والسودان)، وعدم التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم لقواعد الملء والتشغيل، والاتفاق على عدد سنوات الملء، وآلية حل النزاعات ومشاركة المعلومات بين الدول الثلاث، وكيفية إدارة السد خلال مواسم الجفاف.
الأزمة الحدودية
وكانت الخرطوم أعلنت قبل أقل من شهرين أنها فقدت 6 جنود في منطقة الفشقة الحدودية الخصبة المتنازع عليها، متهمة "الجيش الإثيوبي وجماعات مسلحة تابعة له". لكن أديس أبابا نسبت ذلك إلى مقاتلي جبهة تحرير تيجراي، الذين تقاتلهم منذ أكثر من عام، في نزاع دفع عشرات الآلاف من الإثيوبيين إلى اللجوء إلى السودان.
وتشهد الحدود الإثيوبية السودانية توتراً شديداً، حيث يخوض الجيش السوداني مع القوات الإثيوبية وجماعات مسلحة تابعة لها، معارك منذ إعلان انتشاره على أراضي الفشقة في نوفمبر 2020.
وتطالب إثيوبيا بإعادة ترسيم الحدود مع السودان، بينما تتطلع الخرطوم إلى وضع علامات الحدود، وليس إعادة ترسيمها، قائلة إنها تملك "الوثائق كافة" التي تثبت أن ترسيم الحدود بين البلدين "أمر محسوم بالفعل".
وترفض إثيوبيا الاعتراف بترسيم الحدود مع السودان، الذي تم في عام 1902، وتطالب بإعادة التفاوض بشأن الأراضي الحدودية المتنازع عليها.