مع بداية عام 2024، تنتهي حقبة أساسية من عمر مركز "بومبيدو" الثقافي الشهير في باريس، الذي سيغلق أبوابه لخمسة أعوام، اعتباراً من 2025 وحتى عام 2030، وذلك في إطار خطط توسّعية جديدة وطموحة، أعلن عنها رئيس المركز، لوران لوبون.
كجزء من الإصلاح الجذري، ستتم توسعة مركز "بومبيدو" إلى مساحة 20 ألف متر مربع، تمتدّ تحت ساحة المعرض، وصولاً إلى المنطقة التي تشغلها مواقف الحافلات المهجورة. إذ ستتحوّل المساحات الجديدة إلى دور عرض للسينما، ومعارض متعددة التخصّصات، وأقسام للإبداع المعاصر.
كما سيتم إنشاء "مركز الجيل الجديد" على الجانب الشمالي، فضلاً عن افتتاح "الشرفة" التي تبلغ مساحتها 1500 متر مربع، أمام الجمهور للمرّة الأولى، وهي "تطلّ على أجمل المناظر في غرب باريس"، بحسب ما ذكر لوبون.
سيتم الإغلاق التدريجي للمركز في خريف عام 2024، وذلك قبيل الإغلاق النهائي في صيف عام 2025. على أن يبدأ العمل في أوائل عام 2026 مع إعادة الافتتاح المقرر عام 2030. ويخطّط المركز لعرض 120 ألف عمل في جميع أنحاء فرنسا خلال فترة الإغلاق أيضاً.
مسابقة معمارية
في هذا السياق، تنطلق مسابقة معمارية للتصميم خاصة بالمركز، الجمعة، يتم بنتيجتها اختيار 6 مشروعات مع نهاية العام، واختيار الفائز عام 2024.
وقال لوبون إن "التكلفة التقنية المقدّمة من الدولة الفرنسية بلغت 262 مليون يورو، إلا أن مبلغ 160 مليون يورو كتمويل إضافي للمشروعات الثقافية لا يزال مطلوباً".
وخلال فترة الإغلاق، ستستمر فعاليات مركز "بومبيدو" خارج الموقع، بحسب ما أعلنت وزيرة الثقافة ريما عبد الملك، في 10 مايو ، إذ "سيشغل المركز مؤقتاً صالات العرض الوطنية في "اللوفر" و "Grand Palais"، وسيدخل في شراكات جديدة وعدد من المشروعات.
سيخصّص المعرض الأوّل الذي ينظمه مركز بومبيدو في الموقع التاريخي، لـ "حركة الفن الغريب"، أو الفن الخارجي".
في هذا الإطار، يحتفل المتحف الوطني الفرنسي للفن الحديث والمعاصر، الذي صمّمه ريتشارد روجرز، ورينزو بيانو، وافتتح في عام 1977، بعيده الخمسين عام 2027.
وقال الرئيس السابق للمركز سيرج لاسفينيس، "إن التجديدات المقرّرة في "بومبيدو" كانت ضرورية بسبب التآكل والتداعي الذي يؤثر على المبنى".
أهم مجموعة فنون
ويمتلك مركز "بومبيدو" أهم مجموعة للفنون الحديثة والمعاصرة في أوروبا، وتواكب مجموعاته الفنون التشكيلية والتصميم والهندسة المعمارية والتصوير والوسائط الإعلامية الجديدة.
كما يضم المركز أكثر من 70 ألف عمل فنّي، ويقدّم كل عام نحو 20 معرضاً لفنانين محدّدين وموضوعات مختلفة.
كما يُقدّم برامج متنوعة من العروض والموسيقى والرقص والمسرح والأداء والسينما، التي تستكشف التفاعلات بين مختلف التخصّصات والفنون المرئية، فضلاً عن حلقات حوار ومحاضرات ولقاءات مفتوحة، ترتكز حول الفنون المرئية وامتدادتها المتعدّدة.
اقرأ أيضاً: