الخامسة في 4 سنوات.. إسرائيل تبحث عن مخرج من "نفق" الانتخابات

time reading iconدقائق القراءة - 6
رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو أمام حشد من أنصاره خلال فعالية انتخابية. 30 أكتوبر 2022  - REUTERS
رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو أمام حشد من أنصاره خلال فعالية انتخابية. 30 أكتوبر 2022 - REUTERS
القدس - رويترز

يتوجه الإسرائيليون، الثلاثاء، إلى صناديق الاقتراع، للإدلاء بأصواتهم في انتخابات تعد الخامسة في أقل من 4 سنوات، إذ دخلت إسرائيل في حلقة مفرغة من الانتخابات منذ عام 2019، وسط حالة من الجمود المستمر بين رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو وخصومه من اليسار واليمين والوسط.

وتشير التوقعات إلى استمرار حالة "اللا سيطرة" على مقاليد الحكم في إسرائيل، إذ عززت نتائج استطلاعات الرأي مؤخراً النتائج السابقة التي رجحت فشل أي من المعسكرين الأساسيين (نتنياهو وخصومه)، في حسم الانتخابات لصالحه.

وبحسب نتائج الاستطلاعات الأخيرة، فإنه من المتوقع أن يحصل معسكر نتنياهو على 60 مقعداً، على أن يحقق معسكر مناهضيه نفس النتيجة، بحيث بات حسم الانتخابات يعتمد على قدرة أحد المعسكرين على الحصول على مقعد إضافي من المعسكر المنافس.

ويتألف البرلمان الإسرائيلي أو الكنيست من 120 عضواً، ويتطلب تشكيل حكومة في إسرائيل إقامة ائتلاف يجمع 61 عضواً. ومنذ دخول إسرائيل أزمتها السياسية الحالية منذ نحو 4 سنوات، لم تستطع المعسكرات السياسة الحالية حسم الصراع رغم إجراء 4 انتخابات عامة.

ولم يفز أي حزب مطلقاً بالأغلبية في البرلمان، ما جعل الحكومات الائتلافية أمر سائد. وبغض النظر عمن يتم اختياره، فمن المرجح إجراء محادثات ائتلافية طويلة، تفضي إلى تشكيل حكومة أو انتخابات سادسة، وبينما تبدأ الانتخابات الخامسة، الثلاثاء، يلوح في الأفق استمرار الأزمة واحتمالات انتخابات سادسة.

وفيما يلي التسلسل الزمني للانتخابات منذ نهاية عام 2018:

ديسمبر 2018

بدا أن نتنياهو، الزعيم المخضرم لحزب "الليكود"، في ذروة حكمه، وكان على وشك أن يصبح رئيس الوزراء الإسرائيلي الأطول بقاءً في السلطة، لكنه حصل على أغلبية محفوفة بالمخاطر بفارق مقعد واحد في البرلمان ودعا إلى انتخابات مبكرة.

أبريل 2019

كافح نتنياهو، الذي يخضع لتحقيق جنائي بتهم "الفساد"، لأسابيع لتشكيل ائتلاف وفشل، وبعد ذلك، وبدلاً من السماح لمنافسه الرئيسي آنذاك، رئيس هيئة الأركان السابق بيني جانتس، بالحصول على فرصة لتشكيل الحكومة، دفع نتنياهو باتجاه إجراء انتخابات أخرى في خطوة سياسية لم يسبق لها مثيل أدخلت إسرائيل في فوضى سياسية.

سبتمبر 2019

انتخابات ثانية انتهت بتعادل فعلي بين حزب "الليكود" وحزب "أزرق أبيض" الوسطي بزعامة بيني جانتس، لم ينجح أي منهما على مدى أسابيع في تشكيل حكومة، ما أدى إلى إجراء انتخابات ثالثة.

مارس 2020

للمرة الثالثة توجه الإسرائيليون إلى صناديق الاقتراع في الثاني من مارس عام 2020، في ظل جائحة كورونا، وبعد نحو أربعة أشهر على اتهام نتنياهو في 21 نوفمبر 2019 بـ "الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة" في 3 قضايا واجه فيها مزاعم بـ "منح خدمات لأباطرة إعلام مقابل تغطية إيجابية وتلقى هدايا بشكل غير قانوني"، وهو ما ينفيه نتنياهو قائلاً إنه "ضحية ملاحقة سياسية".

وفي هذه الانتخابات ظل الجمود مستمراً. لكن في غضون أسابيع، وافق جانتس على الانضمام إلى "حكومة وحدة طارئة" مع نتنياهو، لاجتياز الأزمة الاقتصادية والصحية الناجمة عن الجائحة، وذلك مع بدء محاكمة نتنياهو بشأن تهم الفساد. 

وقبل انتهاء العام، تعثرت حكومة الوحدة بالفعل بسبب نزاع على الميزانية، بعد أن تراجع نتنياهو عن اتفاق تقاسم السلطة مع جانتس، وجرت الدعوة إلى انتخابات رابعة في 23 مارس 2021.

مارس 2021

وبعد أسابيع من المفاوضات، وحرب استمرت 11 يوماً بين إسرائيل وفصائل فلسطينية في غزة، فشل نتنياهو في تشكيل حكومة وحصل منافسه من تيار الوسط، يائير لبيد، على الفرصة التالية للمحاولة ونجح في ذلك.   

وأعلن لبيد في الثاني من يونيو 2021، تشكيل الحكومة، إذ أدى تحالفه الهش من أحزاب يمينية وليبرالية وعربية، اليمين القانونية، بعد أقل من أسبوعين، ما أنهى 12 عاماً متتالية من حكم نتنياهو.

وبعد أقل من عام على حكمه في يونيو 2022، خسر تحالف لبيد أغلبيته الضئيلة بسبب الانشقاقات، وبدلاً من انتظار تصويت المعارضة لإسقاطه، تحركت الحكومة لحل البرلمان، ما أدى إلى خامس انتخابات في إسرائيل منذ عام 2019.

البحث عن صانع الملوك

ورغم أن انهيار الائتلاف الحكومي صبّ في مصلحة نتنياهو، تشير استطلاعات الرأي إلى أنه سيكافح وحلفاؤه بقوة لتأمين أغلبية 61 مقعداً في البرلمان.

ويبدو أن حكومة بقيادة نتنياهو لن تكون واقعاً دون دعم تحالف يميني متشدد، يتمثل في حزب "الصهيونية المتدينة" الذي تحالف مع زعيم حزب "القوة اليهودية" بزعامة إيتمار بن غفير، المعروف بخطاب التحريضي ضد العرب.

وتُظهر استطلاعات الرأي، وفقاً لـ"رويترز"، أن كتلة نتنياهو تتأرجح بين نصر صغير وأقل قليلاً من أغلبية برلمانية، وأن يلعب حزب "القوة اليهودية" دور "صانع الملوك" في الائتلاف المرتقب.

ومع ذلك، لم تتضح بعد تبعات تصريحات بتسلئيل سمودريتش زعيم تحالف "الصهيونية المتدينة" التي وصف فيها زعيم معسكر اليمين ورئيس الوزراء السابق وزعيم المعارضة الحالي بنيامين نتنياهو بأنه " كاذب ابن كاذب".

وفي يوم الانتخابات المقرر وبعد ظهور النتائج الرسمية، عادة ما يكون ذلك في غضون أيام، يجري الرئيس مشاورات مع الأحزاب ويختار المرشح الذي يرى أن لديه أفضل فرصة لتشكيل الحكومة.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات