أوروبا تبحث عقوبات جديدة ضد روسيا.. وموسكو تقترح اتصالاً بواشنطن

time reading iconدقائق القراءة - 8
مبنى الكرملين في العاصمة الروسية موسكو - AFP
مبنى الكرملين في العاصمة الروسية موسكو - AFP
موسكو- رويترز

أعلنت روسيا، الخميس، استعدادها لإيفاد مفاوض حكومي "في أي لحظة" لبدء محادثات مع الولايات المتحدة بشأن الضمانات الأمنية التي تسعى إليها لحل أزمة تتعلق بأوكرانيا.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي جو بايدن، يمكن أن يتحدثا مجدداً قبل العام الجديد، وإن كان لم يتم الاتفاق على شيء محدد في هذا الصدد بعد.

وكان الرئيسان أجريا مكالمة عبر الفيديو استغرقت ساعتين في 7 ديسمبر الجاري.

وأضاف بيسكوف أن نائب وزير الخارجية سيرجي ريابكوف سيكون "مستعداً للطيران في أي لحظة إلى أي بلد محايد" لبدء المحادثات.

وتقول أوكرانيا والولايات المتحدة إن روسيا حركت أكثر من 90 ألفاً من قواتها قرب الحدود الأوكرانية، وربما تكون تستعد للغزو، وهو ما تنفيه موسكو.

أما روسيا فتقول إنها تشعر بأنها "مهددة" بسبب تنامي العلاقات بين حلف شمال الأطلسي وأوكرانيا، التي تريد الانضمام للحلف وكذلك بسبب إمكانية نشر حلف الأطلسي صواريخ مصوبة إليها على أراضٍ أوكرانية.

ولدى سؤاله عن إمكانية إجراء محادثات بين بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أكد بيسكوف مجدداً موقف موسكو التي تقول إن أجندة أي محادثات مثل هذه غير واضحة.

وقال إن المقترحات الأمنية التي قدمتها روسيا لمساعدة وزير الخارجية الأميركي كارين دونفريد، في موسكو الأربعاء، تتضمن مسودة وثيقتين وصف إحداهما بالمعاهدة والأخرى بالاتفاقية.

وامتنع بيسكوف عن الإفصاح عن المحتوى وقال إن الصحافيين سيعرفونه "في الوقت المناسب".

مقترحات الأمن الأوروبية

وأبدت موسكو، الخميس، استعدادها لـ"العمل البنّاء" مع الغرب في ما يتعلق باقتراحات ضمان الأمن الأوروبية، في وقت يتوقع فيه أن يدعو قادة الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات اقتصادية جديدة على روسيا، حال غزو أوكرانيا، خلال القمة التي تجمعهم في بروكسل، وفق ما كشفته مسودة البيان الختامي للقمة.

وسيشدد القادة الأوروبيون على "حرمة حدود أوكرانيا"، وسط مخاوف من استعداد روسيا لـ"غزو" جارتها الغربية إثر حشد آلاف القوات على الحدود، وهو أمر تنفيه موسكو. 

وكشفت وكالة "رويترز" مسودة البيان الختامي للقمة الأوروبية، التي تشارك فيها أيضاً حكومات "الشراكة الشرقية"، وهي مجموعة من 6 دول كانت منضوية تحت الاتحاد السوفيتي، وتشمل أوكرانيا وأرمينيا وأذربيجان وجورجيا ومولدوفا. 

وقالت "رويترز" إن قادة الاتحاد الأوروبي سيحذرون من "عواقب هائلة" إذا غزت روسيا أوكرانيا، وهو الموقف ذاته الذي تتبناه واشنطن. 

وتتهم دول غربية روسيا بحشد قوات على حدودها مع أوكرانيا "تمهيداً لغزو"، محذرة موسكو من عقوبات اقتصادية غير مسبوقة في حال أقدمت على غزو أوكرانيا. 

 وقال المستشار الألماني أولاف شولتس، لدى وصوله لحضور القمة الأوروبية إن زعماء الاتحاد الأوروبي سيشددون على "حرمة حدود أوكرانيا". 

وقال شولتس للصحافيين: "سنؤكد مرة أخرى أن حرمة الحدود أساس مهم للسلام في أوروبا، وأننا معاً سنفعل كل ما يتخذه الحفاظ على هذه الحرمة". 

 ورغم أن رئيس الوزراء الأيرلندي، مايكل مارتن، قال إن أي نزاع مع روسيا يجب حله "بالوسائل السلمية"، حاولت دول البلطيق المجاورة لروسيا التركيز على ما تراها محاولات من جانب موسكو لطمس الخط الفاصل بين السلام والحرب، بحسب "رويترز".

وقال رئيس ليتوانيا، جيتاناس نوسيدا: "نحن نواجه على الأرجح أخطر وضع في الثلاثين عاماً الأخيرة. وأنا لا أتحدث عن أوكرانيا وحدها بل عن الجناح الشرقي لحلف الأطلسي". 

ودعا ناوسيدا حلف شمال الأطلسي إلى تعديل استراتيجيات الدفاع، قائلاً: "يجب على الاتحاد الأوروبي والناتو والمجتمع الدولي القيام بكل ما هو ممكن لمنع التدخل العسكري الروسي المحتمل في أوكرانيا"، مشيراً إلى أن بلاده "ستفرض عقوبات ضد موسكو لوقف سلوكها العدواني". 

وأوكرانيا هي نقطة الخلاف الرئيسية بين روسيا والغرب في الوقت الحالي. وتقول موسكو إن تصرفاتها على الحدود مع أوكرانيا دفاعية محضة، وتتهم كييف والغرب بـ"تصرفات استفزازية" وتطالب بضمانات لأمنها. 

ضمانات روسية

وأفادت وكالة الإعلام الروسية، الخميس، نقلاً عن وزارة الخارجية، بأن روسيا مستعدة للعمل البنّاء مع الغرب في ما يتعلق بمقترحات ضمان الأمن رغم الاختلافات القائمة بين الجانبين. 

وكانت روسيا سلمت الولايات المتحدة، الأربعاء، قائمة "اقتراحات" تشمل الضمانات القانونية التي تطالب بها موسكو لأمنها، الذي تعتبره مهدداً على خلفية قيام الناتو بتسليح أوكرانيا ونشره طائرات وسفناً في منطقة البحر الأسود. 

وقالت الولايات المتحدة إنها ستعرض المقترحات الروسية على حلفائها وشركائها. وذكرت وكالة الإعلام الروسية أن موسكو ترى أن هذه "خطوة" في اتجاه الحوار الموضوعي. 

وتريد روسيا أن تضمن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي عدم توسع التحالف العسكري الغربي باتجاه الشرق، أو نشر أنظمة أسلحة معينة في أوكرانيا والدول الأخرى المتاخمة لروسيا. 

الناتو: "لا نهدد روسيا"

والخميس، أكد أمين عام حلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج أن تدريب الحلف للقوات الأوكرانية وتزويدها بالمعدات "لا يمثل تهديداً لروسيا".

وقال ستولتنبرج إثر اجتماع عقده مع رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي: "كنا نعتبر روسيا حليفاً استراتيجياً لكن تغيرت هذه الرؤية بعد ضمها شبه جزيرة القرم". 

بدوره، قال زيلينسكي إن "أوكرانيا ترى نفسها عضواً في حلف الناتو منذ سنوات لا سيما بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم" في عام 2014.

وأضاف أن "الاتحاد الأوروبي والناتو يتفهمان الوضع في أوكرانيا ولا أحد يرغب في الحرب".

وتدور حرب أهلية في شرق أوكرانيا بين قوات كييف وانفصاليين موالين لروسيا اندلعت عام 2014 بعد ضم موسكو شبه جزيرة القرم.