أعلن فريق التفاوض الإيراني بشأن الاتفاق النووي، الاثنين، أن قطر ستستضيف محادثات غير مباشرة، بشأن إحياء اتفاق عام 2015 بين طهران والقوى العالمية، فيما قال مسؤول أميركي إن واشنطن وافقت على الحضور إلى الدوحة.
وأضاف مسؤول أميركي في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، لصحيفة "واشنطن بوست"، أن واشنطن وافقت على الحضور إلى الدوحة، العاصمة التي اختارتها طهران لعودة المحادثات النووية مرة أخرى، مشيراً إلى أن بلاده لن تطلق أحكاماً مسبقة، خصوصاً بعدما انهارت المحادثات في الأمتار الأخيرة قبل 3 أشهر.
وقال المستشار الإعلامي للفريق التفاوضي، محمد ماراندي، لوكالة أنباء "الطلبة" الإيرانية شبه الرسمية، إن "إيران اختارت قطر لأنها دولة صديقة".
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده خلال مؤتمر صحافي، الاثنين، إن "الكرة الآن في ملعب الولايات المتحدة لإحياء الاتفاق النووي". وأضاف زاده: "نحن ملتزمون بحل القضايا المتبقية في أقصر وقت ممكن"، مشيراً إلى أن المناقشات ستركز على "رفع العقوبات عن إيران، وليس القضايا النووية التي تم حلها بالفعل".
وأشار إلى أنه "ليس هناك اتفاق على أي شيء حتى يتم الاتفاق على كل شيء".
وتابع زاده: "سنرى ما إذا كان سيتم التوصل لاتفاق خلال الأسابيع المقبلة... خطوات إيران النووية يمكن العدول عنها إذا أوفت واشنطن بالتزاماتها".
روبرت مالي إلى الدوحة
وأفادت وكالة "رويترز"، نقلاً عن مصدر مطلع، بأن المبعوث الأميركي الخاص لشؤون إيران روبرت مالي من المتوقع أن يصل إلى الدوحة، الاثنين، لعقد اجتماع مع وزير الخارجية القطري.
وقال مسؤول إيراني إن "كبير المفاوضين النوويين الإيراني علي باقري سيكون في الدوحة يومي 28 و29 يونيو من أجل المحادثات".
الأحد، أعرب المتحدث باسم الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي بيتر ستانو، لـ"الشرق"، عن تفاؤل الاتحاد بشأن محادثات فيينا، في أعقاب الإعلان عن استئنافها، إذ نقلت وسائل إعلام إيرانية عن المنسق الأعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، مساء السبت، قوله إن الجولة القادمة من المحادثات ربما تُعقد في "دولة خليجية".
وكان بوريل اختتم، السبت، زيارة إلى إيران معلناً في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان استئناف محادثات الاتفاق النووي، خلال أيام، في أعقاب اجتماع وصفه الجانبان بـ "الإيجابي".
بدء المحادثات هذا الأسبوع
بحسب "بلومبرغ"، فإن المحادثات ستجري هذا الأسبوع بوساطة من الاتحاد الأوروبي في العاصمة القطرية الدوحة التي أبدت مراراً إمكانية أن تلعب دور الوسيط في التعامل مع إيران.
زار أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الشهر الماضي، إيران وألمانيا وبريطانيا ودولاً أوروبية أخرى. وأشار أمير قطر إلى أن بلاده مستعدة "لتقديم أي مساعدة ممكنة في سبيل التوصل إلى اتفاق ينهي الخلاف ويضمن أمن واستقرار المنطقة"، مشدداً على أن "الحوار هو السبيل الأمثل لحل جميع الخلافات".
وبدا أن الاتفاق بات وشيكاً في مارس، عندما دعا الاتحاد الأوروبي الذي ينسق المفاوضات وزراء خارجية الدول الموقعة عليه للحضور إلى فيينا لاستكمال الاتفاق، بعد مفاوضات غير مباشرة على مدى 11 شهراً بين طهران وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.
ولكن المحادثات معلّقة منذ ذلك الحين نظراً لإصرار طهران على أن ترفع واشنطن الحرس الثوري الإيراني من قائمتها للمنظمات الإرهابية الأجنبية.
وفرض الاتفاق قيوداً على أنشطة إيران النووية مقابل رفع العقوبات الدولية، ولكن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب أعلن انسحاب بلاده من الاتفاق في عام 2018 وأعاد فرض عقوبات اقتصادية صارمة على طهران.
وردّت إيران على الانسحاب بانتهاك قيود الاتفاق ومنها وضع حد أقصى نسبته3.67% على درجة نقاء اليورانيوم التي يمكنها الوصول إليها، وفرض حد أقصى قدره 202.8 كيلوجرام على مخزوناتها من اليورانيوم المخصب.