
توفي متظاهر في بيرو، السبت متأثراً بجروح أصيب بها خلال صدامات بين الشرطة ومتظاهرين، الجمعة، في إيلاف بجنوب البلاد، ما يرفع إجمالي عدد الضحايا إلى 46 منذ السابع من ديسمبر حين بدأت الاحتجاجات المطالبة باستقالة الرئيسة دينا بولوارتي وحلّ البرلمان وانتخاب جمعية تأسيسيّة.
وأدان الاتحاد الأوروبي، السبت، العنف والاستخدام "غير المتناسب" للقوة ضد المتظاهرين. وجاء في بيان له: "ندعو جميع الفاعلين السياسيين إلى اتخاذ تدابير عاجلة لاستعادة الهدوء وضمان حوار شامل بمشاركة المجتمع المدني والمجتمعات المتضررة باعتباره وسيلة للخروج من الأزمة".
واندلعت الاحتجاجات بعد اعتقال الرئيس اليساري الراديكالي بيدرو كاستيلو في السابع من ديسمبر، بتهمة محاولة تنفيذ انقلاب عبر إعلان حلّ البرلمان الذي كان على وشك الإطاحة به، وتولت منصبه بولوارتي التي كانت نائبة له، وهي تنتمي إلى نفس الحزب الذي ينتمي إليه لكن المتظاهرين يرونها "خائنة".
تصاعد التوتر
وأغلقت بيرو، السبت، منطقة ماتشو بيتشو، جوهرة السياحة في البلد، فيما اعتقلت الشرطة أكثر من 200 شخص بعد اتهامهم باقتحام حرم إحدى الجامعات الكبرى في العاصمة ليما.
وأصيب العشرات من مواطني بيرو بعد اندلاع التوتر مرة أخرى، مساء الجمعة، بعد اشتباك الشرطة مع محتجين مع استخدام قوات الأمن في العاصمة ليما، الغاز المسيل للدموع لصد المتظاهرين الذين ألقوا الزجاجات والحجارة، فيما اشتعلت النيران في الشوارع.
وفي منطقة كوسكو، أوقف منجم "جلين جلين" الرئيسي للنحاس في جلينكور عملياته، الجمعة، بعد أن هاجم متظاهرون المنجم للمرة الثالثة هذا الشهر.
وأعلنت السلطات حالة الطوارئ في مناطق عدة بينها ليما وكوزكو، العاصمة السياحية للبلاد، لكن ذلك لم يوقف حركة الاحتجاج.
وتعكس الأزمة التباين الهائل بين العاصمة والمقاطعات الفقيرة التي يدعم قسم كبير من أهاليها كاستيلو المنحدر من السكان الأصليين للبيرو والذي مثّل انتخابه خرقاً لهيمنة نخب العاصمة على الحكم.
ولا يزال الوضع متوتراً في ليما بعد يومين على تعبئة شارك فيها متظاهرون جاءوا من مناطق الأنديز الفقيرة إلى العاصمة.
فقد دهمت القوات الأمنية بمركبة مصفحة بوابة جامعة سان ماركوس بوسط العاصمة لإجلاء بعض المتظاهرين الذين اعتصموا فيها لأيام.
وأشار مراسلو وكالة "فرانس برس" إلى أن الشرطة فتّشت المعتصمين وأجبرتهم في بعض الأحيان على التمدد أرضاً أمام الجامعة قبل توقيف بعضهم.
وقالت لوز ماريا راميريز (62 عاماً) التي جاءت من "أنداهوايلساس" في الجنوب "لدي أقارب موجودون هناك. أنا قلقة. لا نعرف ما يمكن أن يحدث. لا نعرف تهمتهم".
وتوجه محامون وممثلون للنيابة إلى الجامعة "للتحقق من شرعية عمليات الشرطة وضمان" حقوق المواطنين، وفق ما جاء في بيان صادر عن النيابة.
تضرر السياحة
وأعلنت وزارة السياحة البيروفية، على تويتر، أنه تم إجلاء حوالي 400 سائح أجنبي ومحلي كانوا قد علِقوا منذ أيام عدة في موقع ماتشو بيتشو الشهير بسبب التظاهرات. وكتبت الوزارة "بعد ظهر اليوم، نُقل 418 سائحاً محلياً وأجنبياً من قرية ماتشو بيتشو إلى كوزكو (جنوب)".
وهاجم محتجون، المطارات في أريكويبا، وكوسكو، ومدينة جولياكا الجنوبية، مما وجه ضربة جديدة لصناعة السياحة في بيرو.
في هذا السياق، أعلنت وزارة الثقافة في بيان أنه "صدر أمر بإغلاق شبكة مسارات الإنكا ولياكتا (قلعة) ماتشو بيتشو بسبب الوضع الاجتماعي وللحفاظ على سلامة الزوار".
وقُطع منذ أيام خط السكة الحديدية الرابط بالمنطقة بعد تعرضه للتخريب بأيدي متظاهرين، علماً بأنه السبيل الوحيد للوصول إلى الموقع إلى جانب المسارات الأرضية التي أغلقت، السبت.
وكانت السُبل قد تقطعت بما لا يقل عن 400 سائح، بينهم 300 أجنبي، في أجواس كالينتيس عند سفح موقع ماتشو بيتشو قبل أن تجليهم السلطات.
من جهته، قال وزير السياحة لويس فرناندو هيلجيرو، مساء الجمعة، إن السياح "لا يمكنهم الخروج لأنّ السكة الحديد تضررت في أماكن مختلفة". وأضاف أن "بعض السياح اختاروا المشي إلى بيسكاكوتشو، لكن الرحلة تستغرق ستّ ساعات أو أكثر ويمكن لعدد قليل جداً من الناس القيام بها".
بيسكاكوتشو هي أقرب قرية إلى ماتشو بيتشو وهي متصلة بشبكة الطرق الوطنيّة.
والسياحة مصدر دخل حيوي للاقتصاد البيروفي، فهي تمثل ما بين 3 و4% من الناتج المحلي الإجمالي وتوفر الكثير من فرص العمل.
اقرأ أيضاً: