قال المبعوث الصيني الخاص لشبه الجزيرة الكورية ليو شياو مينج، الذي يقوم بجولة أوروبية حالياً، إن الولايات المتحدة تستخدم التوترات الإقليمية لتكريس تحالف مناهض لبكين.
وأضاف ليو شياومينج في مقابلة مع وكالة "فرانس برس": "نحن قلقون بشأن نية الولايات المتحدة استغلال المشاكل في شبه الجزيرة الكورية لعرقلة الصين".
وأردف: "جزء من استراتيجيتها في المحيطين الهندي والهادئ هو الاتحاد مع حلفائها لتعزيز تحالفهم مع كوريا الجنوبية واليابان"، في إشارة إلى رغبة الولايات المتحدة وحلفائها بالتصدي لتنامي النفوذ الصيني.
وأوضح ليو: "يركز الناس على عمليات الإطلاق والتجارب النووية الكورية الشمالية، لكنهم يتجاهلون أن السبب وراء تصرف الكوريين الشماليين على هذا النحو، هو عدم وجود آلية وهيكل أمني لضمان السلام في شبه الجزيرة".
إقناع واشنطن
وبعد جولة في العواصم الأوروبية، بينها برلين وبروكسل وباريس، قال ليو إن على القادة الأوروبيين "إقناع الأميركيين بمعالجة القضايا الأمنية في كوريا الشمالية".
وتابع حديثه: "مع عودة السفير الصيني إلى بيونج يانج بعد سنوات على إغلاق الحدود بسبب فيروس كورونا، تأمل الدول الأوروبية في إعادة فتح السفارات والشروع في اتصال مع كوريا الشمالية".
وتأتي دعوته بعد أيام من حديث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على "الاستقلال الاستراتيجي" الأوروبي، لا سيما في سياق التنافس المتزايد بين الولايات المتحدة والصين.
كما أعرب ليو عن "أسفه"، لأن المبادرات التي قدمتها كوريا الشمالية في ظل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي التقى كيم جونج أون في 2018، "لم يكن لها تأثير في واشنطن".
وأضاف: "نقدر الإستراتيجية المستقلة لبعض الدول الأوروبية (...) أعتقد أنها تخدم مصالح أوروبا". وقال إن "الضغط والعقوبات والمواجهة تجعل دائماً الحوار مستحيلاً".
"روسيا شريك موثوق"
وعن علاقات الصين مع روسيا، قال ليو إن موسكو "لا تزال شريكاً موثوقاً به لنزع السلاح النووي في كوريا".
وأضاف أن "الصين وروسيا تشتركان في أشياء كثيرة فيما يتعلق بشبه الجزيرة الكورية (...) نعمل جميعاً من أجل السلام والاستقرار".
ورداً على سؤال حول التقارير التي تفيد بأن كوريا الشمالية تزود روسيا بالذخيرة لدعمها في أوكرانيا، اكتفى السفير بالإشارة إلى النفي الرسمي.
في رده على معلومات أوردتها صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، وتفيد بأن رجال أعمال في هونج كونج وماكاو يهربون النفط إلى كوريا الشمالية متجاهلين عقوبات الأمم المتحدة، قال: "بالتأكيد نفي بالتزاماتنا بالكامل، فيما يتعلق بفرض قيود على توريد النفط لكوريا الشمالية".
وبالإضافة إلى التوتر حول تايوان، تصاعد التوتر في الأسابيع الأخيرة في شبه الجزيرة الكورية، حيث أطلقت كوريا الشمالية سلسلة من التجارب الصاروخية، بينما أجرت كوريا الجنوبية وحليفتها الولايات المتحدة تدريبات عسكرية واسعة.
وأعلنت بيونج يانج، حليفة الصين، الجمعة، إطلاقها صاروخاً باليستياً بعيد المدى يعمل بالوقود الصلب بنجاح، وهي تقنية تُظهر ثباتاً أكبر وتكون أسرع لناحية تحضيرها لعملية الإطلاق ما يصعّب على العدو رصدها وتدميرها.