كيف غيّر إيلون ماسك "تويتر" منذ عملية الاستحواذ؟

time reading iconدقائق القراءة - 9
هاتف يعرض صورة إيلون ماسك وفي الخلفية شعار "تويتر". 4 أكتوبر 2022 - AFP
هاتف يعرض صورة إيلون ماسك وفي الخلفية شعار "تويتر". 4 أكتوبر 2022 - AFP
القاهرة-محمد عادل

صدامات ثم تعديلات ثم فوضى، هكذا مرَّ الشهر الأول على استحواذ الملياردير الأميركي إيلون ماسك على موقع "تويتر"، إذ بدأ رحلته بطرد مسؤولين في قمة الهرم الإداري للشركة، وشن حملة تسريح موظفين، قبل أن يعمل على إدخال تعديلات تسببت في حالة من الفوضى.

في هذا التقرير، نستعرض أبرز تغريدات ماسك التي رسمت ملامح رئاسته لأحد أهم مواقع التواصل الاجتماعي في العالم، في محاولة للإجابة عن سؤال: "ما الذي تغير في تويتر تحت حكم المالك الجديد؟".

تحرير العصفور

التغريدة الأولى التي نشرها ماسك عبر حسابه عقب إتمام صفقة شراء المنصة، قالت: "لقد تم تحرير العصفور"، في إشارة إلى شعار الشركة التي دفع مقابل الاستحواذ عليها 44 مليار دولار أميركي، بعد رحلة مليئة بالدراما، وصلت إلى المحاكم واستمرت نحو سبعة أشهر.

ولكن معنى التغريدة الضمني سبق وعبّر عنه ماسك منذ إعلان نيته الاستحواذ على الشبكة في أبريل الماضي، فلطالما أشار إلى أنه يستهدف تحويل المنصة إلى "مدينة رقمية" يمكن للجميع التعبير فيها عن رأيه بحرية كاملة، مهما كان مختلفاً.

مجلس رقابي للمحتوى

ومن هنا كان وعد ماسك الأول، إذ قطع عهداً أمام الملايين من متابعي حسابه على "تويتر" بأنه سينشئ مجلساً للرقابة على المحتوى، يتكون من أطراف ممثلة لمختلف وجهات النظر، على أن تدخل السياسة التحريرية، وإعادة تفعيل الحسابات المحجوبة، ضمن اختصاصاته.

نوستالجيا "Vine"

الفكرة الثانية التي أثارها ماسك، أعادت الذكريات القديمة لعدد كبير من المستخدمين. إذ طرح استفتاء حول فكرة إعادة إحياء خدمة "فاين" للفيديوهات القصيرة، التي تم إيقافها من جانب "تويتر" في أكتوبر 2016.

التوثيق المدفوع

الفكرة الثالثة كانت الأبرز، وتمثلت في منح علامة التوثيق مقابل دفع اشتراك مالي وهي الخدمة التي منحها اسم "تويتر بلو"، مقترحاً في البداية اشتراك سنوي بقيمة 100 دولار، قبل أن يعدّل المقترح إلى 20 دولار شهرياً. لكن بعد نقاش سريع مع الكاتب الشهير ستيفن كينج عبر المنصة، تم تغيير بالسعر إلى 8 دولارات شهرياً.

يمنح الاشتراك في الخدمة، الحصول على علامة التوثيق الزرقاء، وأولوية في الظهور أمام بقية المستخدمين في قائمة الرسائل والإشعارات، وكذلك نتائج البحث، إضافة إلى إمكانية نشر مقاطع صوتية وفيديوهات أطول، مع تقليص عدد الإعلانات المعروضة بنسبة 50%.

انسحاب المعلنين

وسط كل هذا الزخم، اتجه عدد من أكبر المعلنين على الموقع إلى تعليق حملاتهم ترقباً لمجريات الأمور وانتظاراً لوضوح الرؤية، لكن الملياردير الأميركي اتهم "جماعات الضغط" بأنها تقف وراء عزوف المعلنين عن الإعلان.

أزمة التسريحات

والتزم مالك "تويتر" الجديد الصمت في بداية حملة التسريحات. إلا أن هذا الصمت لم يدم طويلاً، وغرد معللاً خطوته، بخسائر الشركة الفادحة التي تصل إلى 4 ملايين دولار يومياً.

أكد ماسك في تغريدته، أن الموظفين الذين تم تسريحهم، حصلوا على تعويضات مالية بقيمة 3 أشهر من رواتبهم الشهرية، وهو أعلى بـ50% مما ينص عليه القانون.

التغريدات الطويلة

وفي 5 نوفمبر الجاري، عاد ماسك مرة أخرى إلى الإعلان عن التعديلات المنتظر إدخالها، إذ وعد بطرح ميزة تسمح للمستخدمين نشر تغريدات طويلة في صورة أقرب إلى التدوينات، وهي الميزة التي كانت الشركة تختبرها العام الماضي تحت مسمى "Twitter Notes".

تحسين البحث

بعد ذلك، سلَّط ماسك الضوء على سوء تجربة البحث على "تويتر" ومدى بدائيتها، وشبهها بأنها أقرب إلى تجربة استخدام محرك "InfoSeek" في تسعينيات القرن الماضي، مشيراً إلى أنه يجري العمل على تطويرها.

فوضى انتحال الصفة

وسط ذلك، دخل "التوثيق المدفوع" الخدمة، وحذر ماسك من أن تعديل المستخدمين أسماء حساباتهم لانتحال صفة شخص آخر قبل أو بعد الاشتراك، سيتسبب في حظر الحساب، لافتاً إلى أنه إذا كان الحساب يهدف إلى السخرية، فإنه يجب الإشارة إلى ذلك بتضمين كلمة سخرية (Parody) في اسم الحساب والمعلومات الجانبية (Bio).

ومع بداية ظهور مشاكل جراء خدمة التوثيق المدفوع، قال ماسك إن المنصة ستفعل "أشياء غبية" خلال الشهور المقبلة، موضحاً أنه سيتم الإبقاء على ما يثبت فاعليته فقط.

لكن سرعان ما تزايدت العواقب "الكارثية" من حصول الأشخاص على علامة التوثيق مقابل اشتراك شهري، إذ حدثت فوضى كبيرة مع انتحال حسابات صفة العديد من المشاهير والسياسيين والرياضيين، بل والشركات أيضاً. ليقرر ماسك تعطيل الخدمة حتى 29 نوفمبر، للتأكد من عملها بشكل متماسك تماماً.

التوثيق "الملون"

وقبل نحو أسبوع من الموعد الذي حدده ماسك، أعلن الملياردير الأميركي عن عملية جديدة للتوثيق، تعتمد على الألوان للتمييز بين أنواع الحسابات، قائلاً إنها ستبدأ في الثاني من ديسمبر المقبل.

وبحسب ما أعلنه ماسك، ستحصل الحسابات الشخصية على العلامة الزرقاء، بينما الشركات على علامة توثيق ذهبية، فيما يتم تمييز المؤسسات الحكومية بعلامة توثيق رمادية.

الحسابات المحجوبة

ملف آخر اتجه إليه ماسك، وهو الحسابات المحجوبة. إذ أعلن، في 18 نوفمبر الجاري، أن الحسابات المخالفة للمعايير لن يتم حجبها، وإنما سيتم حرمانها من انتشار تغريداتها المخالفة، وتعطيل إمكانية التربح من الإعلانات.

وأوضح أن السبيل الوحيد للوصول إلى التغريدات المخالفة سيكون البحث المباشر عنها داخل "تويتر".

عودة ترمب

في اليوم التالي، طرح إيلون ماسك استفتاء عبر حسابه، بشأن إعادة حساب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، وذلك على الرغم من وعده السابق بألا يتم إعادة تفعيل أي حساب محظور، إلا بقرار من مجلس رقابي على المحتوى.

وجاءت الأغلبية لصالح إعادة ترمب، ليعيد ماسك تفعيل الحساب، مغرداً بقوله: "الناس قالوا كلمتهم".

عفو عام

لم يتوقف الأمر عند إعادة ترمب، إذ قرر ماسك تفعيل جميع الحسابات المحظورة على الشبكة، باستثناء المستخدمين الذين تم حجبهم بسبب التشجيع والتفاخر بالعنف واستغلال الأطفال، وذلك بعد استفتاء طرحه على حسابه الشخصي.

أرقام قياسية

بعد كل هذا الجدل، تباهى رجل الأعمال في عدة تغريدات بأرقام داخلية تشير إلى تحقيق المنصة أرقاماً قياسية منذ توليه رئاسة المنصة، قائلاً إن الموقع جذب حوالي 1.6 مليون مستخدم جديد خلال أسبوع واحد، وأضاف أن نسبة زيادة المشتركين الجدد في يوم واحد وصلت إلى 66%، مقارنة بنسبتها العام الماضي.

كما لفت إلى تراجع كبير في معدل انتشار خطاب الكراهية على المنصة بمعدل الثلث، مقارنة بمستوياته الماضية، بحسب قوله.

وأعلن ماسك أيضاً تجاوز عدد المستخدمين النشطين يومياً، والذين يمكن استهدافهم بالإعلانات، حاجز الربع مليار مستخدم.

تغطية الأحداث 

وأشار ماسك إلى أن منصة "تويتر" اهتمت بشكل خاص ببطولة كأس العالم "قطر 2022"، حيث خصصت تبويباً داخل مساحة اكتشاف المحتوى الجديد (Explore)، يتيح للمستخدمين الحصول على أحدث المعلومات حول البطولة الرياضية.

ووجه ماسك التحية إلى فريق "تويتر" لتعامله مع الإقبال الكبير، حيث قال إنهم تعاملوا باحترافية ونجاح مع ما "يُقدر بحوالي 20 ألف تغريدة في الثانية الواحدة".

الحرب مع "أبل"

ومع دخول ماسك الشهر الثاني في إدارة المنصة، من الواضح أن الجدل سيستمر. إذ صوّب ماسك سهامه نحو شركة "أبل"، الاثنين، قائلاً إنها أوقفت معظم نشاطها الإعلاني على موقع التغريدات، معتبراً أنها "تعادي حرية الرأي والتعبير" على المنصة.

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ قال إن "أبل" هددت "تويتر" بالحذف من متجر تطبيقاتها "آب ستور"، من دون إبداء أسباب.

وتهكم ماسك على أساليب "أبل" التي قال إنها تسببت في احتكارها سوق التطبيقات على هواتف "آيفون"، وذلك من خلال مشاركته لمقطع فيديو صممته شركة "إيبك جيمز" مطورة لعبة "فورتنايت" التي مازالت دعواها ضد "أبل" بشأن الممارسات الاحتكارية، محل نظر.

كما لوّح ماسك في نقاش قصير عبر موقع التغريدات القصيرة، بأن فكرة طرح هاتف جديد في الأسواق لمنافسة "آيفون" و"أندرويد"، موجودة بالفعل، وذلك في حال وصلت العلاقة بين "تويتر" ومتاجر "جوجل" و"أبل" إلى طريق مسدود، ينتهي بحجب تطبيق المنصة من المتاجر الرسمية.

ويبدو أيضاً أن فكرة اقتطاع "أبل" نسبة تصل إلى 30% من أي عملية دفع تتم داخل أي تطبيق لا تعجب ماسك، إذ انتقد هذه السياسة، مشيراً إلى أن المطورين أمامهم طريق من اثنين، إما الانصياع لسياسات "آب ستور" أو الدخول في حرب.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات