أحيا الرئيس الأميركي جو بايدن، السبت، ذكرى هجمات 11 سبتمبر 2001، بزيارة موقع الهجمات التي استهدفت برجي مركز التجارة العالمي بمدينة نيويورك.
وحضر هذه الذكرى زوجة بايدن، جيل، والرئيسان الأسبقان باراك أوباما وبيل كلينتون، إلى جانب كبار المسؤولين.
وأقيمت مراسم إحياء الذكرى في منطقة "جراوند زيرو"، حيث وقف الحشد دقيقة صمت في الساعة 8:46 صباحاً، بعد 20 عاماً بالضبط من تحطم أول طائرة، وهي الرحلة 11 التابعة لخطوط "أميركان إيرلاينز" في البرج الشمالي لمركز التجارة العالمي.
ويسافر بايدن بعدها إلى شانكسفيل في بنسلفانيا، حيث تحطمت الرحلة 93 التابعة للخطوط الجوية المتحدة (يونايتد إيرلاينز)، في حقل بعد تغلب الركاب على الخاطفين، ومنعهم من الاصطدام بهدف آخر.
وفي النهاية سيعود الرئيس إلى واشنطن لزيارة وزارة الدفاع، رمز القوة العسكرية الأميركية، والذي تعرض لهجوم بطائرات أخرى استخدمت كصواريخ في هذا اليوم، ومن غير المنتظر أن يلقي بايدن كلمة في أي من المواقع الثلاثة.
"حراس الديمقراطية"
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، قال خلال كلمته لهذه المناسبة في مقر البنتاجون، إن "الشعب الأميركي واجه أزمات أكبر على مر التاريخ".
وأضاف: "علينا أن نبقى حراساً للديمقراطية"، وأن "نحافظ على قيمنا، وعلينا التعاون من أجل حماية أمننا". وتابع: "اليوم نتذكر من ضحوا بأرواحهم في مثل هذا اليوم، وعلينا أن نحمي دون كلل مبادئنا".
وأعرب أوستن امتنانه الكبير لـ"من خاضوا الحرب على الإرهاب في أفغانستان".
من جهته، قال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأميركي، إن "الإرهابيين حاولوا في 11 سبتمبر تقسيمنا، وترهيبنا لكنهم فشلوا". وأضاف: "اليوم نتذكر ضحايا هجمات 11 سبتمبر ونترحم على أرواحهم"، ولن ننسى كل "من ضحى بروحه من أجل أن نعيش مستقبلنا".
ويواجه بايدن انتقادات كثيرة بسبب إدارته الانسحاب من أفغانستان، ويكافح لاحتواء جائحة كورونا، بشكل علني خلال الفعاليات المقررة لإحياء الذكرى.
هاريس: الوحدة ضرورية
وانضمت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس إلى الرئيس السابق جورج دبليو بوش لحضور مراسم تكريم أرواح ضحايا رحلة "يونايتد إيرلاينز" 93.
في وقت لاحق من بعد الظهر، سينضم هاريس زوجها إلى الرئيس بايدن والسيدة الأولى في مراسم وضع إكليل من الزهور في البنتاجون.
وقالت هاريس في كلمتها: "في الأيام التي أعقبت 11 سبتمبر 2001، تسنى تذكيرنا جميعاً بأن تحقيق الوحدة أمر ممكن في أميركا. وتسنى تذكيرنا أيضاً بأن الوحدة ضرورية في أميركا. إنها من الأمور الأساسية من أجل تحقيق رخائنا المشترك، وأمننا القومي، ومكانتنا في العالم".
بوش: شعب مدهش
بينما قال الرئيس الجمهوري السابق جورج بوش الذي شهدت فترة ولايته هجمات 11سبتمبر: "في الأسابيع والأشهر التي أعقبت هجمات الحادي عشر من سبتمبر، كنت فخوراً بقيادة شعب مدهش وصامد وموحد. عندما يتعلق الأمر بوحدة أميركا، تبدو تلك الأيام بعيدة عن أيامنا".
وأضاف: "تبدو القوى الخبيثة واضحة في حياتنا المشتركة التي تحول كل خلاف إلى جدال، وكل جدال إلى صراع ثقافات. لقد أصبحت الكثير من سياستنا دعوة صريحة للغضب والخوف والاستياء. وهذا يتركنا قلقين بشأننا أمتنا ومستقبلنا معاً".
وتابع بوش: "أتيت بدون تفسيرات أو حلول"، مضيفاً: "لا أستطيع إلا أن أقول لكم ما رأيته. في يوم المصيبة والحزن في أميركا، رأيت الملايين من الناس يمسكون أيدي جيرانهم بشكل غريزي، ويتجمعون من أجل قضايا الآخرين. هذه هي أميركا التي أعرفها".
أوباما: ثقة وصمود
بدوره قال الرئيس السابق باراك أوباما "اليوم نكرم ما يقرب من 3000 رجل وامرأة وطفل ماتوا في 11 سبتمبر 2001، والعديد ممن فقدوا أرواحهم في خدمة بلدنا في العقدين التاليين".
وأضاف: "نعيد تأكيد التزامنا بالحفاظ على ثقة مقدسة مع عائلاتهم، بما في ذلك الأطفال الذين فقدوا والديهم، والذين أظهروا قدراً هائلاً من الصمود. لكن هذه الذكرى تتعلق أيضاً بالتفكير في ما تعلمناه في العشرين عاماً منذ ذلك الصباح البشع".
كلينتون: لن ننسى
وقال الرئيس السابق بيل كلينتون "لن تنسى أميركا أبداً أولئك الذين فقدوا أرواحهم، والذين خاطروا أو ضحوا بحياتهم لإنقاذ الآخرين، وأولئك الذين تغيرت حياتهم إلى الأبد منذ 20 عاماً. وواجبنا تجاههم جميعاً، أن نلتقي مرة أخرى مع الوحدة والأمل، الرحمة والعزم".
جيمس ريش: مخاوف كبيرة
وقال كبير الجمهوريين في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي، السيناتور جيمس ريش: "بعد عشرين عاماً، لا يزال من الصعب فهم أفعال الشر المطلق هذه... لقد دعمت دائماً الجهود المبذولة لإنهاء الحرب بشكل مسؤول في أفغانستان بطريقة من شأنها أن تحافظ على سلامة الأميركيين، لكن لدي مخاوف كبيرة من أن انسحاب الرئيس بايدن الكارثي من أفغانستان سيمحو عشرين عاماً من المكاسب التي تحققت بشق الأنفس في الحرب على الإرهاب ويعرضنا لخطر كبير مرة أخرى".
ترودو: ملتزمين تجاه الأفغان
بينما قال جاستن ترودو، رئيس وزراء كندا: "بينما نفكر في السنوات العشرين الماضية، نظل ملتزمين تجاه الشعب الأفغاني، ونواصل تعزيز ومناصرة حماية حقوق الإنسان الأساسية في أفغانستان؛ وخاصة للنساء والفتيات".
وأضاف: "سنواصل أيضاً دعم الأعضاء النشطين وقدامى المحاربين من القوات المسلحة الكندية، والعديد من الموظفين العموميين الذين خدموا في أفغانستان. ونتذكر أولئك الذين فقدوا أرواحهم للدفاع عن السلام والحرية والديمقراطية".
إليزابيث: قلوبنا مع الضحايا
وقالت ملكة بريطانيا إليزابيث في رسالة بعثتها إلى الرئيس بايدن "تظل دعواتنا وقلوبنا وعائلتي والأمة بأسرها مع الضحايا والناجين والأسر المتضررة، وكذلك أوائل المستجيبين وعمال الإنقاذ الذين استدعوا لتلبية نداء الواجب... كما نكرم أولئك الذين ينتمون إلى العديد من الدول والمعتقدات والخلفيات والذين فقدوا حياتهم، نشيد أيضاً بصمود وعزم المجتمعات التي اتحدت معا لإعادة البناء".
ترمب: يوم حزين
من جانبه، وجه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، كلمة مصورة للأميركيين لهذه المناسبة، قال فيها إنه "يوم حزين للغاية.. وهو يمثل فصلاً للأحزان العميقة في بلدنا".
وتحدث الرئيس السابق عن الانسحاب من أفغانستان عبر منصة جيتر التي أطلقها فريقه بعد حظر حساباته على مواقع التواصل، قائلاً إنه "وقت حزين، يتعلق بالطريقة التي انتهت بها حربنا على الذين أحدثوا ضرراً لبلدنا الأسبوع الماضي، وسقوط 13 محارباً عظيماً (في تفجير انتحاري بمطار كابول)، والكثير من الأشخاص الذين أصيبوا، ما كان يجدر بهذا أن يحدث أبداً".
وأضاف ترمب: "هناك ما قيمته 85 مليار دولار من أفضل المعدات العسكرية المتطورة، سلبت منا دون إطلاق رصاصة واحدة" في أفغانستان، و"قائد بلدنا (جو بايدن) الذي جعلوا منه يبدو وكأنه أحمق".
وأكد الرئيس الجمهوري السابق أنه "ما كان ينبغي السماح لحدوث هذا أبداً، وسببه سوء التخطيط والضعف الشديد، وقادة لا يدركون حقاً ما كان يحدث"، واختتم قائلاً: "هذا هو العام الـ20 للحرب، وكان يجدر به أن يكون عام شرف وانتصار وقوة".