نتنياهو يسعى لإحياء مسيرة المستوطنين.. وائتلاف التغيير: محاولة لعرقلتنا

time reading iconدقائق القراءة - 5
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحضر حفلاً في القدس - 6 يونيو 2021 - REUTERS
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحضر حفلاً في القدس - 6 يونيو 2021 - REUTERS
دبي - الشرق

عقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اجتماعاً مع قائد الشرطة الإسرائيلية كوبي شبتاي، بشأن تقديم بدائل لإعادة إحياء مسيرة المستوطنين في القدس، بعد قرار سابق بإلغائها، لخلاف حول مسارها داخل الأحياء العربية، في وقت وصف فيه أعضاء "ائتلاف التغيير" المسيرة بأنها "محاولة لعرقلة مسار تشكيل الحكومة الجديدة"، والتي سيتم التصويت على منح الثقة لها، الأحد المقبل، بحسب ما أعلن رئيس الكنيست ياريف ليفين.

وبعد الاجتماع الذي عُقد ليل الاثنين-الثلاثاء، وحضره عدد من الوزراء وكبار المسؤولين الأمنيين، قال شبتاي إنه "قرر أن يقدم مقترحات بديلة مختلفة للقيادة السياسية، للحصول على تفويض محتمل لإحياء المسيرة مجدداً"، بحسب ما أوردت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

وفي إعلان رسمي، الاثنين، نفت الشرطة إلغاء المسيرة، لكنها قالت إن "تاريخ وطريق المسيرة يجب أن يتم الموافقة عليهما من قبل السلطات الأمنية والسياسية ذات الصلة"، مشيرة إلى أنها "ستعيد تقييم المسيرة في حالة تقدم المنظمين للحصول على تصريح بخطة جديدة، أو تاريخ جديد".

"عرقلة الحكومة الجديدة"

أعضاء "ائتلاف التغيير" المكون من 8 أحزاب، قالوا إن المسيرة "مخطط لها عمداً لإثارة الاضطرابات، وربما عرقلة الحكومة القادمة عن مسارها قبل أن يتم التصويت عليها لتولي مهماتها"، إذ لم يحدد رئيس الكنيست، ياريف ليفين، بعد موعداً لأداء اليمين.

ويصوّت البرلمان الإسرائيلي، الأحد، على منح الثقة لائتلاف حكومي يخلف حكومة بنيامين نتانياهو، حسبما أعلن رئيس الكنيست ياريف ليفين الثلاثاء.

وقال ليفين، حليف نتانياهو، في بيان إن "النقاش والتصويت على الحكومة الجديدة سيجريان الأحد 13 يونيو، خلال جلسة خاصة للبرلمان".

"استسلام"

منظمو المسيرة، والذين ينتمون في أغلبهم إلى تيارات متشددة، اتهموا الشرطة بـ"الاستسلام للإرهاب" من خلال إلغائها، إذ وصف بتسلئيل سموتريتش، زعيم حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف، قرار التأجيل بأنه "استسلام محرج للإرهاب، وتهديدات حماس".

وبحسب ما ورد، فإن الشرطة سعت في وقت سابق إلى "إعادة توجيه المسيرة المخططة بعيداً عن الأحياء العربية"، حيث يمكن أن تتسبب في احتكاك، بين المتطرفين الإسرائيليين، والفلسطينيين من سكان القدس.

عضو الكنيست الصهيوني اليميني المتطرف، إيتامار بن غفير، أصدر بياناً تعهد فيه بـ"استخدام حصانته البرلمانية للتقدم في مسيرة في الأحياء العربية، حاملاً الأعلام الإسرائيلية، حال رفض الشرطة إتمام الحدث والمضيّ قدماً به". 

وقال بن غفير: "من غير المقبول أن تستسلم الحكومة الإسرائيلية لحماس، وتسمح لها بإملاء جدول الأعمال. من حق كل يهودي أن يسير في جميع أنحاء القدس، وهذا هو بالضبط سبب انتخابي للكنيست"، داعياً أعضاء الكنيست الآخرين إلى "الانضمام".

في حين، قال أحد أعضاء جماعة "لا فاميليا" المتطرفة: "لا نتفق مع أولئك الذين لن يسمحوا لمسيرة العلم بأن تُقام في المدينة المقدسة. سنلوح بالعلم الإسرائيلي بصوت عالٍ وواضح".

"طريق أكثر قبولاً"

نتنياهو، الذي يتحرك لإفشال الائتلاف الحكومي، دعا مساء الاثنين، وزيري الدفاع بيني غانتس والأمن العام أمير أوحانا، وقائد الشرطة كوبي شبتاي، ورئيس الشاباك نداف أرغمان، إلى عقد اجتماع على أمل "إيجاد طريق أكثر قبولاً".

وأوضح موقع "واي نت" أن غانتس كان يطالب المدعي العام أفيخاي ماندلبليت بحضور الاجتماع أيضاً؛ لأنه سيتطرق إلى القضايا القانونية، لكن العداء الكبير بين الطرفين حال دون ذلك، إذ وجّه ماندلبليت الاتهام إلى رئيس الوزراء في ثلاث قضايا فساد، تجري فيها محاكمته.

ونقلت "القناة 12" عن مصدر في الشرطة قوله، إنه "لا يمكن الموافقة على أي طريق يمر عبر باب العامود والأحياء العربية، لن تكون الشرطة قادرة على تجنيد قوات كافية لتأمين مثل هذا الطريق، بالإضافة إلى العديد من القوات التي يجب أن تكون مستعدة في مناطق أخرى، حيث تُتوقع المواجهات".

وكان وزير الخارجية غابي أشكنازي حذّر في رسالة إلى نتنياهو، من "الحساسية الدولية" التي تحيط بأعمال إسرائيل في القدس.

"استفزاز"

مسيرة المستوطنين كان مخططاً لها في 10 مايو الماضي، خلال ما يسمى في إسرائيل "يوم توحيد القدس"، وتم تغيير تاريخها بعد توترات متصاعدة بشأن عمليات الإخلاء المخطط لها في حيّ الشيخ جراح، أحد أحياء القدس الشرقية، وقيام الشرطة بقمع المصلين في الحرم القدسي، والحرب في قطاع غزة. كما أعربت واشنطن عن "قلقها من أن العرض، قد يتسبب في تفاقم التوترات".

ويمشي خلال يوم "توحيد القدس" السنوي، آلاف الإسرائيليين عبر أحياء القدس، للاحتفال بذكرى استيلاء إسرائيل على الجانب الشرقي من المدينة، خلال حرب عام 1967.