توصل قادة دول مجموعة العشرين، إلى اتفاق بشأن حصر الاحترار المناخي بـ1.5درجة مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية، وفقاً لمسودة البيان الختامي الذي اطلعت عليه وكالة "فرانس برس".
وتعيد مجموعة العشرين تأكيد هدف "اتفاق باريس" وهو "الحفاظ على متوسط الاحترار بأقل بكثير من درجتين، ومواصلة الجهود لحصره بـ1.5 درجة فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية"، حتى إنها ذهبت إلى أبعد من ذلك قائلة إن "الحفاظ على (هدف) 1.5 درجة تحت السيطرة يتطلب إجراءات والتزامات كبيرة وفعالة من كل البلدان".
وأوضح مصدران مشاركان في الاجتماع لوكالة "فرانس برس"، أن القادة وافقوا على تجاوز الهدف المناخي الذي اتفق عليه في قمة باريس عام 2015، والقاضي بحصر الاحترار بأقل من درجتين مئويتين، وحدّه بـ1.5 درجة.
والتحدي الرئيسي يكمن في معرفة الوسائل الملموسة التي ستستخدمها الدول لاحترام هذا الهدف، والتي غالباً ما تتردد البلدان في التحدث عنها، وفق منظمات غير حكومية.
كما شددت مسودة البيان على ضرورة اتخاذ إجراءات فعالة للإبقاء على هدف حصر الاحترار المناخي بـ1.5 درجة مئوية ممكناً.
إعانات لوقف استخدام الفحم
ولفتت إلى أن قادة الدول اتفقوا على التعاون لتوفير التكنولوجيا للدول النامية لوقف استخدام الفحم "في أقرب وقت"، وبيّنت أن قادة الدول سيضعون حداً لمنح تمويل لإنشاء محطات طاقة تعمل بالفحم على المستوى الدولي بحلول نهاية 2021.
وأشارت مسودة البيان إلى أهمية جمع 100 مليار دولار سنوياً للدول النامية حتى 2025، وذلك لمواجهة التغيرات المناخية.
ووفقاً لآخر تقييم للأمم المتحدة يأخذ في الاعتبار الالتزامات الجديدة لغالبية الدول الموقعة، ما زال العالم يتجه نحو ارتفاع "كارثي" لدرجة الحرارة يبلغ 2.7 درجة مئوية، وفي أفضل الأحوال 2.2 درجة مئوية إذا أخذت في الاعتبار الوعود التي تكون "مبهمة" في كثير من الأحيان بشأن الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن.
وبضغط من الأمم المتحدة، تلتزم المزيد من الدول بالحياد الكربوني، معظمها بحلول عام 2050 وبعضها بحلول عام 2060 أو 2045. الصين وروسيا على سبيل المثال حددتا أنهما ستصلان إلى الحياد الكربوني في عام 2060 وأستراليا وفرنسا في 2050.
الصين في قفص الاتهام
وتُتهم الصين بمسؤوليتها عن قرابة 27% من الانبعاثات الحرارية. وتتجلى تداعيات الاحتباس الحراري في الصين، التي يمتد ساحلها قرابة ثمانية عشر ألف كيلومتر، في ارتفاع سنوي مطرد في مستوى سطح البحر، بلغ أوجه عام 2020 بواقع ثلاثة وسبعين ملمتراً.
هذه المؤشرات تتوجس لها منظمة المناخ المركزية العالمية، التي تتوقع أن تفضي إلى فيضانات تغمر مدينة مليونية مثل شنغهاي بحلول عام 2050.
وعلى منظور أوسع، ارتفع مستوى المحيطات بنحو عشرة سنتيمترات خلال السنوات الخمسين الماضية، فيما يرجح خبراء ناسا ألا يقل الارتفاع عن متر واحد بحلول القرن القادم، ما يعني أن قرابة عشرين ألف جزيرة ستختفي قبل نهاية القرن الحالي.
ارتفاع مستوى مياه المحيط يرافقه ارتفاع في درجة حرارته، ونتيجة لذلك شهد العالم أعاصير شتى مثل هارفي وإيرما وماريا وجوزيه وكاتيا التي ستطول قائمتها وتزداد قوتها في حال استمرار التغير المناخي.
ففي الولايات المتحدة التي تضخ أحد عشر في المئة من إجمالي الانبعاثات الغازية العالمية، تعاني معظم مدن ولاية كاليفورنيا الجفاف نتيجة ارتفاع الرطوبة والتقلبات الحادة في الطقس.
وإن كانت الدول الصناعية المسبب الرئيس في الاحتباس الحراري، فإن تكلفته تدفعها أيضاً دول نامية.
فارتفاع درجة حرارة الأرض يخلق موجات حرارية ينجم عنها ظروفا جوية ساخنة للغاية. وتفضي إلى حرائق متكررة في غابات حوض المتوسط وبعيدا عنها في غابات الأمازون، التي تعتبر بمثابة رئة الأرض.