إجراءات مشددة لمنع تهريب الحمير من جنوب إفريقيا إلى الصين

time reading iconدقائق القراءة - 5
حمير في مرعى بجنوب إفريقيا - thedonkeysanctuary.org.uk
حمير في مرعى بجنوب إفريقيا - thedonkeysanctuary.org.uk
ماجاليسبرج (جنوب إفريقيا) - أ ف ب

تخضع الحمير التي تشهد انخفاضاً في أعدادها نتيجة صيدها غير المشروع لحماية مشددة في جنوب إفريقيا من عمليات تهريبها إلى الصين، إذ تسود معتقدات بأنّ جلدها له فوائد طبية لدرجة أنه أصبح مرغوباً بكثرة تعادل حجم الطلب على قرون وحيد القرن.

وتشير دراسة حديثة أعدّتها جامعة جنوب إفريقيا، إلى أنّ أعداد الحمير في البلاد انخفضت بنسبة تفوق 30% خلال السنوات الـ20 الأخيرة، فبعدما كانت جنوب إفريقيا تضم 210 ألف حمار عام 1996، وصلت إلى 146 ألفاً عام 2019.

وفيما تشهد دول إفريقية أخرى من بينها كينيا وبوركينا فاسو انخفاضاً مماثلاً، تتخوف الجهات المدافعة عن حقوق الحيوانات من انقراض هذا النوع في إفريقيا في غضون سنوات قليلة.

ويعود سبب الانخفاض في أعداد الحمير إلى الطلب الكبير على مادة تطلق عليها تسمية "إيجياو" تُستخلص من الجيلاتين الموجود في جلد هذه الحيوانات بمجرّد غليه.

10 ملايين حمار

وتشكل الصين السوق الاستهلاكية الأبرز لهذه المادة، إذ تحتاج إلى أكثر من 10 ملايين حمار سنوياً لتلبية الطلب في سوقها المقدرة قيمتها بملايين الدولارات، بحسب thedonkeysanctuary (المنظمة البريطانية لحماية الحمير ).

ويصل سعر الكيلوجرام الواحد من الـ"إيجياو" في آسيا إلى نحو 360 دولاراً.

وعلى الرغم من أن هذه المعتقدات لم تُثبت علمياً إلا أن الطب التقليدي الصيني يعتبر أنّ "الإيجياو" تمثل علاجاً "سحرياً" وتتمتع بخصائص مشابهة لتلك المنسوبة إلى قرون وحيد القرن، ومن أبرزها تحسين الدورة الدموية وإبطاء الشيخوخة وتحفيز الرغبة الجنسية وزيادة الخصوبة.

وتُقدَّم "الإيجياو" على شكل مشروب أو مع المكسرات كفاتح للشهية، وبينما كانت تُخصص في الماضي للأباطرة يتزايد الطلب عليها حالياً من الطبقة الوسطى في الصين.

ولجأت الصين التي شهدت أعداد الحمير فيها انخفاضاً بمقدار النصف تقريباً خلال السنوات الأخيرة إلى إفريقيا لسد حاجة السوق لديها، أما في إفريقيا، فيستخدم الحمير بشكل أساسي لنقل المنتجات الزراعية أو المياه ولا يتمتع بأي قيمة تجارية.

رقائق الكترونية

وكانت دول إفريقية عدة من بينها كينيا، حظرت ذبح الحمير، مشيرة إلى زيادة سُجلت في السرقات المرتبطة بهذه الحيوانات خلال السنوات الأخيرة.

ويقول جيسي كريستيليس، وهو مربي حمير في ماجاليسبرج الواقعة على بعد أكثر من ساعة من جوهانسبرج وصاحب احدى مزرعتين لإنتاج حليب الحمير موجودتين في جنوب إفريقيا: "اضطررنا لاتخاذ تدابير تهدف إلى حماية الحمير من عمليات تهريبها، كتجهيز هذه الحيوانات بأساور كهربائية ومنبهات ورقائق الكترونية لتتبع مسارها".  

وتصدّر جنوب إفريقيا رسمياً 10 آلاف و 500 من جلود الحمير سنوياً إلى هونج كونج والصين، لكنّ الكميات الفعلية المُصدرة إلى هذين البلدين هي بلا شك أعلى بكثير في ظل وجود سوق غير شرعية.

وكانت السلطات صادرت عام 2015 نحو 3000 من الجلود اشتبه في أنها كانت مخصصة لعمليات تهريب، وقُدرت قيمتها الإجمالية بأكثر من 300 ألف دولار، وصادرت السلطات منذ بداية العام الجاري شحنتين غير شرعيتين محملتين بالجلود.

وتشير دائرة الزراعة في المنطقة النائية الواقعة شمال غربي البلاد والأكثر تضرراً من تهريب جلد الحمير لوكالة "فرانس برس" إلى أنها "تفتح تحقيقاً في كل حادث يُبلغ عنه".

وكانت جنوب إفريقيا أطلقت تجارب مماثلة لمكافحة الصيد غير المشروع لوحيد القرن المهدد بالانقراض، إذ تكافح هذه الظاهرة مستخدمةً تقنيات عالية منها أجهزة استشعار رقمية وكاميرات حرارية.

لكنّ حماية الحمير التي تُذبح بشكل غير قانوني في ظروف تندد بها المنظمات غير الحكومية، لم تسجل نتائج إيجابية بعد.

ويوضح كريستيليس أن هذه الحيوانات "غالباً ما تكون في مناطق ريفية تفتقد للتكنولوجيا".

ولاحظ المربي كذلك أنّ أسعار الحمير شهدت في السنوات الخمس الماضية ارتفاعاً كبيراً، وبعدما كانت تسجل نحو 29 دولاراً للحمار، أصبحت تبلغ نحو 127 دولاراً، ويرى أن التجار والمربين يتنافسون عليها خلال المزادات المُنظمة.

ويعتبر مربو الحمير أن ارتفاع أسعارها يشكل إلى جانب انخفاض أعدادها عاملاً إضافياً يهدد القطاع الناشئ لإنتاج حليب الحمير المُستخدم لمعالجة أمراض جلدية.

ويقول كريستيليس الذي يملك قطيعاً مؤلفاً من 116 حماراً يخضعها لحماية مشددة: "كانت عملية العثور على الحمير سهلة في الماضي"، أما اليوم "فلم نعد متأكّدين من استطاعتنا تلبية الطلب" عليها.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات