شرعت فرق الإنقاذ البحرية، مساء الخميس، في تقنية "التكريك" لإخراج سفينة الحاويات الجانحة في قناة السويس، وذلك عن طريق إزالة الرمال المحيطة بمقدمتها، في ثاني محاولة لتعويم السفينة العملاقة.
يأتي ذلك بعد أن أعلنت الشركة المشغلة لسفينة الحاويات الجانحة في وقت سابق الخميس، فشل جهود تعويم السفينة، وأن فريقي إنقاذ محترفين من هولندا واليابان، سيعملان مع السلطات المحلية، لوضع خطة أكثر فاعلية لإعادة تعويم السفينة العملاقة.
وقالت هيئة قناة السويس في بيان، إنه تم طرح خيار التكريك خلال اجتماع فريق شركة "سميت سالفدج" الهولندية الرائدة في مجال الإنقاذ البحري، بعد ظهر الخميس، مع لجنة إدارة الأزمات بالهيئة.
ولفتت الهيئة إلى أنه "تم الشروع في أعمال التكريك بمحيط السفينة بواسطة كراكتين تابعتين للهيئة"، هما الكراكة "مشهور" والكراكة "العاشر من رمضان"، بهدف إزالة الرمال المحيطة بمقدمة السفينة، لتسهيل تعويمها.
بالإضافة إلى ذلك، تعمل أربعة حفارات أرضية على إزالة الرمال المحتجزة عند مقدمة السفينة، فيما تستمر محاولات شد ودفع للسفينة بواسطة 9 قاطرات عملاقة.
وفي بيان آخر، أوضحت الهيئة، أن هذه الأعمال "تهدف إلى إزالة الرمال المحيطة بمقدمة السفينة بكميات تكريك تتراوح من 15 إلى 20 ألف متر مكعب من الرمال، يتم طردها عبر خطوط طرد خارجية خاصة بالكراكة، للوصول للغاطس الملائم لتعويمها والذي يتراوح من 12 إلى 16 متراً".
وأجرى الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، مساء الخميس، جولة تفقدية للكراكة "مشهور" خلال قيامها بأعمال إزالة الرمال.
وأكد الفريق ربيع على أن أعمال التكريك "تتم وفقاً لأعلى معايير الأمان البحري بمراعاة عدة محددات أبرزها طبيعة التربة، ووجود التكسيات والمسافة الآمنة بين الكراكة والسفينة"، مشدداً على ثقته في قدرة رجال الهيئة في تعويم السفينة "في أقرب وقت ممكن".
وذكرت الهيئة، أن أعمال "التكريك" التمهيدية بدأتها الكراكة "العاشر من رمضان" مساء الأربعاء، قبل أن تنضم إليها الكراكة "مشهور" مساء الخميس.
وكانت شركة "إيفرغرين" التايوانية، التي تشغل السفينة، أعلنت في وقت سابق الخميس، أن الشركة المالكة عينت شركتي "سميت سالفدج" من هولندا، و"نيبون سالفدج" من اليابان، موضحة أنهما ستعملان جنباً إلى جنب مع قبطان السفينة وهيئة قناة السويس بهدف تعويم السفينة.
وأكدت الشركة أن "السفينة والبضائع المحملة على متنها جميعها آمنة، ولا تحتوي على مواد ملوثة بحرية على الإطلاق"، مشيرة إلى أن "السفينة ستخضع لتفتيش كامل بمجرد تعويمها".
ولفتت الشركة إلى أن "فرق الإنقاذ حاولت تعويم السفينة في وقت سابق، الخميس، لكن العملية باءت بالفشل"، مؤكدة أنها "ستواصل التنسيق مع مالك السفينة، وهيئة قناة السويس، للتعامل مع الموقف بأقصى درجات الاستعجال، وضمان استئناف الرحلة في أسرع وقت ممكن، والتخفيف من آثار الحادث".