طهران: مستعدون للتواصل مع واشنطن "رغم جرائمها"

time reading iconدقائق القراءة - 5
المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده - وكالة أنباء فارس
المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده - وكالة أنباء فارس
دبي -أ ف ب

قالت طهران إن "الجرائم" التي ارتكبتها واشنطن بحقها، لا تحول دون التواصل بين البلدين، فيما تأمل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بأن تواصل الإدارة المقبلة "حملة الضغط القصوى" على إيران. 

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده في مؤتمر صحافي، الأحد، إن "الجرائم التي ارتكبتها الولايات المتحدة بحق طهران، ومنها اغتيال قاسم سليماني، لا تحول دون تواصل بين البلدين مبنيّ على تفكير متمعّن".

وأوضح زاده أنه "من الطبيعي بين بلدين عضوين في الأمم المتحدة (كالولايات المتحدة وإيران) أن يكون هناك تواصل قائم على تفكير متمعّن في إطار معروف"، مضيفاً: "لكن هذا لا يعني أن إيران تنسى لائحة الجرائم هذه. متطلباتنا من الولايات المتحدة غير قابلة للتغيير".

ورأى أن "مستقبل العلاقات الإيرانية الأميركية ليس بسيطاً، لأن الولايات المتحدة ارتكبت جرائم متكررة ضد الشعب الإيراني على مدى الـ40 عاماً الماضية".

وعدّد من ضمنها "مساعدة" واشنطن للرئيس العراقي السابق صدام حسين في الحرب ضد إيران (1980-1988)، والعقوبات الأميركية التي فرضت لأعوام طويلة وصولاً لتلك التي فرضتها إدارة ترمب.

وأضاف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، أن "هذه جرائم كبرى، ويجب أن تضاف إليها جرائم أخرى، أبرزها اغتيال سليماني"، معتبراً أن "هذه لائحة جرائم لا تتقلص ولا تُنسى".

"صوت المصالح"

وزاد: "في السياسة الخارجية، نحن نتحدث بصوت واحد. السياسة الخارجية لإيران ترتبط بالسلطة السياسية، تتم صياغتها وإعلانها بناء على مصالح الدولة ومبادئها".

وأفاد مسؤول أميركي يرافق وزير الخارجية مايك بومبيو، في جولته الخارجية، بأنّ إدارة الرئيس دونالد ترمب، تأمل في أن تواصل الإدارة المقبلة السير على نهجها حيال ملف إيران، وأن تواصل بذلك حملة الضغوط القصوى عليها.

وبدا المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته، في حديثه للصحافيين في العاصمة الإماراتية أبوظبي، الأحد، وكأنّه يقر بأن ترمب خسر الانتخابات، وأن إدارة بايدن ستتسلم السلطة في 20 يناير المقبل، رغم رفض الرئيس الحالي قبول النتائج.

وقال المسؤول الأميركي لوكالة "فرانس برس": "لا يخفى على أحد أن الإدارة التي يقودها ترمب تركّز منذ سنوات عدة على حملة الضغوط القصوى هذه ضد إيران".

ووصف الحملة بأنها حققت "نجاحاً هائلاً" أدى فعلياً إلى "حرمان النظام الإيراني من مليارات الدولارات"، التي قال إنها كانت ستذهب إلى الجماعات المسلحة الموالية لطهران في المنطقة.

وتابع: "آمل أن يتم استغلال هذا النفوذ الذي عملت الإدارة جاهدة للحصول عليه، بهدف حمل الإيرانيين على التصرف كدولة طبيعية".

وذكر المسؤول الأميركي أن "النظام في طهران أجبر الناس على تحمل مصاعب هائلة وفضّل توزيع المال على الميليشيات بدل استخدامه للغذاء على أمل أن يحصل تغيير في نوفمبر"، أي في الانتخابات الرئاسية التي فاز بها بايدن.

وأضاف: "لقد ترقّبوا ذلك، وعلينا أن ننتظر لرؤية ما سيحدث".

توتر متصاعد

ومنذ بداية عهد الرئيس الأميركي، دونالد ترمب مطلع العام 2017، زاد التوتر بين البلدين، مع اعتماد الرئيس الأميركي سياسة "ضغوط قصوى" حيال إيران، وانسحابه بشكل أحادي من الاتفاق حول برنامجها النووي عام 2018، وإعادة فرضه عقوبات اقتصادية قاسية عليها.

وبلغ التوتر ذروته في يناير الماضي، مع مقتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري، بضربة جوية أميركية قرب مطار بغداد.

وفي الآونة الأخيرة، رأى الرئيس الإيراني حسن روحاني، أن فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن، على ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، يشكل "فرصة" لواشنطن للتعويض عن "أخطائها السابقة".

وأبدى بايدن الذي كان نائباً للرئيس باراك أوباما، لدى إبرام الاتفاق النووي بين طهران والقوى الكبرى عام 2015، رغبته في "تغيير المسار" مع طهران، ملمحاً إلى إمكان عودة بلاده إلى الاتفاق، في حال عاودت إيران تطبيق كامل التزاماتها بموجبه.