الأمم المتحدة تعتزم معاقبة قادة الانقلاب في ميانمار

time reading iconدقائق القراءة - 5
رجل يلوح بعلم بجوار عربة مصفحة في يانغون، عاصمة ميانمار. 14 فبراير 2021 - REUTERS
رجل يلوح بعلم بجوار عربة مصفحة في يانغون، عاصمة ميانمار. 14 فبراير 2021 - REUTERS
نيويورك-وكالات

قال توم أندروز، مقرر الأمم المتحدة الخاص لبورما، الأحد، إن قادة المجلس العسكري "سيُحاسبون" على أعمال العنف في البلاد، وسط مخاوف من التحضير لحملة قمع ضد حركة الاحتجاج، وذلك بعد قطع خدمات الإنترنت.

وكتب أندروز على تويتر: "يبدو أن الجنرالات أعلنوا الحرب على الشعب البورمي"، وأضاف "على الجنرالات الانتباه: ستحاسبون".

وقطعت السلطات خدمة الإنترنت عن جميع مناطق البلاد بحسب منظمة "نتبلوكس" لمراقبة تدفق الإنترنت.

وأوضحت المنظمة غير الحكومية أن "الاضطرابات الكبرى في الشبكة بدأت ليل الأحد-الاثنين"، مشيرة إلى أن "الإنترنت تعمل بقدرة 14% من مستواه العادي".

وتزامن ذلك مع نشر قوات عسكرية في البلاد، ما يثير مخاوف من حملة قمع مزمعة ضد حركة الاحتجاج على الانقلاب الذي وقع مطلع فبراير

عنف ضد المدنيين

وفي وقت سابق، فتحت قوات الأمن النار لتفريق محتجين عند محطة للكهرباء، وانتشرت عربات مدرعة في المدن الرئيسية في الوقت الذي يواجه فيه الحكام العسكريون الجدد، استمرار المظاهرات الرافضة للانقلاب والتي شهدت خروج مئات الآلاف إلى الشوارع. 

وانتشرت قوات عند محطات توليد الكهرباء في ولاية كاشين الشمالية ما أدى لاندلاع مواجهة مع المتظاهرين الذين قال بعضهم إنهم "يعتقدون أن الجيش يعتزم قطع الكهرباء". 

وأطلقت قوات الأمن النار لتفريق المحتجين حسبما أظهرت لقطات حية بثت على فيسبوك، ولكن لم يتضح إن كانت القوات تستخدم الرصاص المطاطي أو الذخيرة الحية.

وبثت وسائل الإعلام المحلية لقطات عبر الإنترت ظهرت خلالها عربات مدرعة في العاصمة التجارية وميتكيينا، وسيتوي عاصمة ولاية راخين، بحلول المساء، في أول انتشار واسع النطاق لهذه العربات في أنحاء البلاد منذ انقلاب الأول من فبراير، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية. 

وقالت وكالة رويترز، إنه تم اعتقال صحفيين اثنين من محطة "74 ميديا"، التي كانت تبث على الهواء مباشرة من موقع المواجهة، بالإضافة إلى 3 صحفيين آخرين، بحسب المحطة على فيسبوك.

أوروبا وأميركا تحذر رعاياها

وأصدرت السفارات الغربية من الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وكندا و11 دولة أخرى بياناً في ساعة متأخرة من مساء الأحد دعت فيه قوات الأمن إلى "الكف عن استخدام العنف ضد المتظاهرين والمدنيين الذين يحتجون على الإطاحة بحكومتهم الشرعية".

وحثت السفارة الأميركية في ميانمار مواطنيها على "الاحتماء بأماكن وجودهم"، مشيرة إلى تقارير عن تحركات عسكرية في يانغون. كما نبهت إلى احتمال حدوث انقطاع في الاتصالات خلال الليل. 

عصيان مدني

وقالت إدارة الطيران المدني، في بيان، إن العديد من الموظفين امتنعوا عن الذهاب إلى العمل منذ 8 فبراير، ما تسبب في تأخير الرحلات الدولية. وأضافت أنه تم اعتقال 4 من مراقبي الحركة الجوية الخميس، ولم يُعرف أي شيء عنهم منذ ذلك الحين.

وقال طيار، طلب عدم نشر اسمه خوفاً من الانتقام، إن "مئات من موظفي الإدارة أضربوا عن العمل، وأن الجنود كانوا يحاصرون المطار الدولي في يانغون في وقت متأخر من ليل الأحد".

وذكرت وسائل إعلام محلية أن القطارات توقفت أيضاً في مناطق من البلاد بعد أن رفض الموظفون الذهاب إلى العمل، بينما نشر الجيش جنوداً في محطات توليد الكهرباء حيث واجهتهم حشود غاضبة.

وأمر المجلس العسكري موظفي الحكومة بالعودة إلى العمل، مهدداً باتخاذ إجراءات. ويقوم الجيش باعتقالات جماعية ليلاً وأعطى نفسه السبت الماضي، سلطات واسعة لاعتقال الأشخاص وتفتيش الممتلكات الخاصة، بحسب وكالة "رويترز".

وإلى جانب الاحتجاجات الحاشدة في أنحاء ميانمار يواجه الحكام العسكريون للبلاد إضراباً من موظفي الحكومة في إطار حركة عصيان مدني للاحتجاج على الانقلاب الذي أطاح بالحكومة المدنية بقيادة أونغ سان سو تشي، ومن المقرر أن تنتهي فترة احتجازها غداً الاثنين. ولم يتسن التواصل مع محاميها للتعليق.

وكانت تظاهرات عارمة خرجت في أنحاء البلاد، بعد ليلة مروعة شكل خلالها السكان دوريات لحماية أنفسهم فيما ألغى الجيش العمل بقوانين تحمي الحريات. 

وخرج طلبة الهندسة في مسيرة إلى وسط مدينة يانغون، مرتدين ملابس بيضاء ورافعين لافتات تطالب بالإفراج عن أونغ سان سو تشي المحتجزة منذ الانقلاب والمتهمة باستيراد أجهزة اتصال على نحو مخالف للقانون. 

وفي إطار أكبر احتجاجات منذ أكثر من عقد، مر موكب من الدراجات النارية والسيارات في أنحاء العاصمة نايبيداو. 

وفي بلدة داوي الساحلية في الجنوب الشرقي قرعت فرقة الطبول بينما كانت الحشود تسير تحت أشعة الشمس الحارقة. وفي وايماو بولاية كاشين حملت الحشود الأعلام ورددت الأغاني الثورية. 

ورفع كثير من المحتجين في جميع أنحاء البلاد صوراً لسو تشي.