
طالب رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس، دول البحر المتوسط بأن تملك زمام المبادرة في معالجة تغير المناخ، محذراً من أن ثمن عدم التحرك "يستحيل تصوره"، إذ قد تبذل البشرية جهداً مضنياً من أجل البقاء لما بعد مطلع القرن المقبل.
وقال ميتسوتاكيس في مقابلة مع وكالة "رويترز" للأنباء: "لم أعد أريد التحدث عن تغير المناخ. أريد التحدث عن أزمة المناخ، إنها موجودة بالفعل".
وأضاف أنه من أجل معالجة هذه الأزمة "نحتاج إلى سياسات تكاملية تتغلغل بالضرورة في كل جانب من جوانب حياتنا الاقتصادية والاجتماعية".
واجتاحت حرائق الغابات ودرجات الحرارة بالغة الارتفاع هذا الصيف اليونان وتركيا وقبرص. وحذر العلماء من أن المنطقة تحولت إلى "بؤرة لحرائق الغابات". وأيضاً شهدت ألمانيا وتركيا والصين فيضانات مدمرة.
وحذرت لجنة للمناخ بالأمم المتحدة من أن موجات الحر المميتة والأعاصير الكبرى وأحداث الطقس السيئ الأخرى ستصبح أكثر حدة.
قمة مصغرة للمناخ
وجعل ميتسوتاكس (53 عاماً)، الذي درس في جامعة هارفارد، ملف المناخ من محاور ارتكاز سياسات حكومته. وبعد انتخابه في يوليو عام 2019 أعلن حظر محطات الطاقة التي تعمل بالفحم ابتداء من عام 2028، وأنشأ في الآونة الأخيرة وزارة للحماية المدنية كُلفت بالتصدي للأزمة.
ويوم الجمعة، استضاف ميتسوتاكيس في أثينا زعماء 9 دول في جنوب أوروبا تعتبر في واجهة تبعات تغير المناخ، حيث دعوا إلى إجراء دولي عاجل في إطار "إعلان أثينا" الذي صدر بمبادرة من ميتسوتاكيس.
وقال رئيس الوزراء اليوناني لـ"رويترز" إن أزمة المناخ ستمثل في أسوأ صورة ممكنة لها "دمار الحضارة الإنسانية كما نعرفها".
حرائق واسعة
وفي بداية أغسطس، استعرت ألسنة اللهب شمال العاصمة اليونانية أثينا، محدثة حرائق كبيرة في الغابات في أنحاء البلاد لعدة أيام متوالية.
وأجلي آلاف السياح والسكان فيما غطت سحابة من الدخان الكثيف أثينا، في مشهد بدا أشبه بـ"كابوس"، وأتت الحرائق على أكثر من 30 ألف هكتار من الأراضي في اليونان، وفقاً لنظام معلومات حرائق الغابات الأوروبي، وهو هيئة مدعومة من الاتحاد الأوروبي.