جيش إلكتروني "أجنبي" على يوتيوب يدافع عن الصين

time reading iconدقائق القراءة - 6
مدون اليوتيوب البريطاني جيسون لايتفوت - AFP
مدون اليوتيوب البريطاني جيسون لايتفوت - AFP
بكين -أ ف ب

تدافع مجموعة من الأجانب بـ"صخب" عن بكين في وجه معارضيها حول العالم، وتدحض عبر تسجيلات مصوّرة على منصة "يوتيوب" الاتهامات بشأن وجود انتهاكات لحقوق الإنسان وتندد بـ"المؤامرات" الغربية على بكين.

وتشمل شبكة المدافعين عن الصين معلمين وأصحاب أعمال تجارية من بريطانيا وكولومبيا وسنغافورة اشتهروا على "يوتيوب" من خلال تسجيلاتهم المصورة التي تشير على حد قولهم إلى ما يرون أنها اتهامات غير منصفة لبكين.

وتلجأ التسجيلات أحياناً للإشادة بالتطور السريع الذي شهدته الصين ودحض التقارير الخارجية السلبية عن البلاد أحياناً أخرى.

"حرب دعائية"

وأوضح خبراء أنه "يجري نشر هؤلاء كأداة في الحرب الدعائية ضد منتقدي الصين"، إذ "تصل مئات المقاطع المصورة إلى ملايين المشاهدين".

وفي تصريح لوكالة "فرانس برس"، قال فرناندو مونوز برنال وهو أستاذ لغة إنجليزية كولومبي في مدينة دونج غوان في جنوب الصين وصاحب قناة "فير مو بي" (FerMuBe): إنني "أحاول الوصول إلى الأشخاص الذين تعرضوا إلى غسيل دماغ".

وكان برنال الذي وصل إلى الصين عام 2000 ولديه نحو 30 ألف متابع على يوتيوب و18 ألف مشترك على منصة "بيليبيلي" الصينية، من بين مدوني الفيديو الذين دحضوا هذا العام الاتهامات الموجهة لبكين بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان في شينجيانج.

وأضاف برنال أن "الإعلام الغربي يسعى إلى صرف الأنظار عن المشاكل في الجزء الخاص به من العالم عبر خلق أعداء من لا شيء في الصين".

ويتفق معه البريطاني جيسون لايتفوت (يحظى بـ173 ألف مشترك) في هذه الرؤية قائلاً: "هل يبدو هذا اضطهاداً؟ انظروا إلى هذه المائدة"، وذلك في تسجيل مصور من مطعم زاره في مقاطعة قويتشو.

وتتحدث الولايات المتحدة وحكومات أخرى عن وقوع إبادة في شينجيانج بينما تشير مجموعات حقوقية إلى أن الصين قامت بعمليات اعتقال جماعية وفرضت العمالة القسرية في الإقليم، وهو ما تنفيه الأخيرة.

"أبواق" إلكترونية

ينفي مدونو الفيديو أن يكونوا أبواقاً دفعت لهم الحكومة الصينية الأموال، ويصرون بدلاً من ذلك على أنهم قرروا تبني هذه المهمة لإزالة أي تصورات خاطئة عن بلد يحبونه. 

وذكر برنال، الذي يتحدث الصينية إلى حد ما، أن الخوف من إمكانية نشوب نزاع بين الصين والغرب جراء ما وصفها بـ"حملة تضليل" ضد بكين، هو ما دفعه للقيام بالخطوة، لافتاً إلى أنه "إذا نشبت حرب فستكون حياتي أنا في خطر".

ولا يمكن الوصول إلى "يوتيوب" في الصين من دون استخدام "شبكة خاصة افتراضية"، لكن على غرار غيره ممن ينشرون مواد على "يوتيوب"، تلاقي تسجيلات برنال ترحيباً على منصات التواصل الاجتماعي الصينية بما فيها "بيليبيلي"، فيما تعيد وسائل الإعلام الرسمية عادةً نشر مضمونها وتروج لمدوني الفيديو على الإنترنت.

وتهاجم وسائل الإعلام ذاتها التقارير الإعلامية التي يعدها صحافيون أجانب معتمدون وتعتبرها سلبية.

وأشار برنال إلى أنه كما غيره ممن ينشرون مواد على يوتيوب يتشاركون "الفرص للتعاون مع الإعلام الرسمي"، مشدداً على أنه "ليس أداة دعائية للحزب الشيوعي الصيني".

وتشمل تسجيلاته المصورة جولات تجري برعاية "إذاعة الصين الدولية" الحكومية، إذ يجري مقابلات مع أشخاص ينشرون مواد على يوتيوب بشأن الانتقادات للصين ويركز على مشاريع التنمية في الأرياف.

وفي أحد التسجيلات ندد بالتظاهرات الداعمة للديمقراطية التي خرجت في هونج كونج عام 2019، واصفاً إياها بأنها "إرهاب"، وأشار إلى أن الولايات المتحدة تحاول إشعال حرب مع الصين عبر دعم الحراك، فيما استند في معلوماته إلى أصحاب نظريات المؤامرة المرتبطة بـ11 سبتمبر.

وتطرّق لي باريت من قناة "باريت" (أكثر من 300 ألف مشترك على يوتيوب) مؤخراً إلى مسألة إعادة استخدام الإعلام الرسمي للمحتوى الذي ينشره في إطار حملة علاقات عامة.

وقال في تسجيل مصور: "إذا كنت تعد محتوى أعجب الحكومة أو غير ذلك، فما المشكلة في إعادتهم نشره؟".

وأطلق العديد من مدوني الفيديو قنواتهم من خلال مقاطع مصورة لا علاقة لها بالسياسة، لكن محتواها بدأ مؤخراً يواكب الروايات الرسمية للأحداث.

اقرأ أيضاً: