هل اقتحم "الحرس الثوري" مكاتب روحاني وظريف بعد "التسجيل المسرب"؟

time reading iconدقائق القراءة - 4
وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف - VIA REUTERS
وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف - VIA REUTERS
دبي -الشرق

نفت وسائل إعلام إيرانية نقلاً عن مسؤول حكومي إيراني مطّلع، الجمعة، صحة الأنباء الواردة عن اقتحام قوات تابعة لـ"الحرس الثوري" مكتبي الرئيس حسن روحاني، ووزير الخارجية محمد جواد ظريف، على خلفية التحقيق في تسريب تسجيل صوتي للوزير.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"، ووكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إيسنا" (شبه رسمية)، عن مسؤول مطّلع في مكتب المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، أن الأنباء الواردة بشأن الاقتحام محض "كذب ولا أساس لها من الصحة"، وتهدف إلى "تشويش الرأي العام، وإثارة الفتنة بين مسؤولي النظام".

وأكد المسؤول (لم يُذكر اسمه)، أن المسؤول عن متابعة هذه القضية هي وزارة الاستخبارات، وأن "أي بث للمعلومات بهذا الخصوص سيتم بشفافية كاملة".

استقالة مستشار لروحاني 

وفي إطار القضية التي أثارت جدلاً في إيران، قدّم مسؤول كبير في مركز أبحاث إيراني ومستشار للرئيس حسن روحاني، الخميس، استقالته، وفق وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية.

وأفادت الوكالة، وفقاً لـ"فرانس برس"، بأن حسام الدين آشنا، مدير مركز الأبحاث الاستراتيجية، "استقال" بسبب "سرقة تسجيل" يتضمن مقابلة أجراها المركز مع وزير الخارجية الإيراني.

ويرأس آشنا المركز منذ 2013، وقد عيّن في العام نفسه مستشاراً للرئيس روحاني، وكان لا يزال في منصبه حتى استقالته.

وتشير وسائل الإعلام الإيرانية بانتظام إلى آشنا كمقرب من روحاني بعدما كان نائب وزير الاستخبارات في عام 2000.

وقال وزير الخارجية الإيراني في منشور على "إنستغرام"، الأربعاء، إنه يأسف لتحوّل تصريحاته المسرّبة إلى "اقتتال داخلي" في إيران، تعليقاً على تسجيل صوتي تحدث فيه عن دور "الحرس الثوري" في الدبلوماسية.

وأثارت مقابلة لظريف، سُرّب مضمونها رغم أنها لم تكن معدّة للنشر، هزة في بلاده، إذ اتهمه نواب أصوليون بـ"الخيانة" و"انتهاك الخطوط الحمر للنظام"، داعين إلى محاكمته وإنهاء حياته السياسية. لكن وزارة الخارجية الإيرانية دافعت عن ظريف، معتبرة أن المقابلة "مجتزأة بشكل مغرض"، وإن لم تشكّك بصحتها.

تحقيق رئاسي

وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني، طلب تحقيقاً في "واقعة التسريب". وقال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، في مؤتمر صحافي، الثلاثاء: "نعتقد أن سرقة المستندات مؤامرة ضد الحكومة والنظام (السياسي للجمهورية)، ونزاهة المؤسسات المحلية الفاعلة، وأيضاً مؤامرة ضد مصالحنا الوطنية".

وأضاف: "أمر الرئيس، وزارة الأمن (الاستخبارات) بتحديد الضالعين في هذه المؤامرة"، معتبراً أن "ملف مقابلة السيد ظريف، ولأسباب واضحة، تمت سرقته ونشره من قبل أشخاص يتم تحديد هوياتهم"، دون أن يقدم تفاصيل إضافية بشأن هذه الأسباب.

وتسبب التسجيل الممتد لنحو ثلاث ساعات، والذي نشره موقع "إيران إنترناشيونال"، في جدلٍ واسع بالبلاد، بعد تناول ظريف عدة قضايا، أبرزها تدخل قائد "فيلق القدس" السابق في "الحرس الثوري" قاسم سليماني في السياسة الخارجية، وحديثه عن أولوية نالها "الميدان" على حساب الدبلوماسية.

ولم ينفِ المتحدث باسم الخارجية سعيد خطيب زاده صحة التسجيل، ولكنه أكد أنه اقتطع من حوار امتد لساعات، ولم يكن معداً للنشر، وتضمن مواقف "شخصية" لظريف الذي يشغل منصبه منذ عام 2013، بعد تولي روحاني منصب رئاسة الجمهورية.

اقرأ أيضاً: