الولايات المتحدة: لا نشجع أوكرانيا على تنفيذ ضربات داخل روسيا

time reading iconدقائق القراءة - 8
صورة بالأقمار الصناعية نشرتها شركة "ماكسار" لقاعدة "إنجلز" الجوية الروسية التي تعرضت لهجوم بطائرات مسيّرة، 5 ديسمبر 2022 - AFP
صورة بالأقمار الصناعية نشرتها شركة "ماكسار" لقاعدة "إنجلز" الجوية الروسية التي تعرضت لهجوم بطائرات مسيّرة، 5 ديسمبر 2022 - AFP
واشنطن- رويترزأ ف ب

قالت الولايات المتحدة، الثلاثاء، إنها "لا تشجّع" أوكرانيا على تنفيذ ضربات في روسيا، بعد تعرّض قواعد عسكرية روسية لهجمات يسود اعتقاد واسع النطاق أن كييف نفّذتها، وسط اتهامات متبادلة بين واشنطن وموسكو بعدم الاهتمام بمحادثات أوكرانيا.

وأضاف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تصريح للصحافيين: "لم نشجّع ولم نمكّن الأوكرانيين من تنفيذ ضربات داخل روسيا"، بحسب ما نقلته وكالة "فرانس برس".

وتابع: "المهم أن نفهم ما يعانيه الأوكرانيون يومياً جرّاء العدوان الروسي المستمر"، متّهماً روسيا بـ"استخدام الشتاء سلاحاً" عبر شن هجمات على بنى تحتية مدنية.

وأضاف بلينكن أن "الإدارة الأميركية تحرص على أن يكون بين أيديهم (الأوكرانيين) التجهيزات التي يحتاجون إليها للدفاع عن أنفسهم وأرضهم وحريتهم".

وفي وقت سابق الثلاثاء، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس في مؤتمر صحافي: "لسنا بصدد تمكين أوكرانيا من تنفيذ ضربات خارج حدودها، نحن لا نشجّع أوكرانيا على تنفيذ ضربات خارج حدودها".

وأضاف برايس: "نزوّد أوكرانيا ما تحتاج لاستخدامه على أراضيها ذات السيادة، على التراب الأوكراني، لمواجهة المعتدين الروس".

ولم يشأ برايس التعليق على تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" أشار إلى أن الولايات المتحدة عدّلت منظومات صواريخ "هيمارس" التي زودت بها أوكرانيا، ويُعتقد أنها قلبت الموازين في ساحة المعركة، بما يحول دون استهداف أراضي روسيا بها.

ولم ينسب برايس الضربات التي توجّه بواسطة مسيّرات، إلى أوكرانيا التي لم تعلن مسؤوليتها عنها.

وأعلنت روسيا سقوط 3 أشخاص وإصابة طائرتين بأضرار في هجمات شُنّت الاثنين على 3 قواعد في العمق الروسي.

ويشدد الرئيس الأميركي جو بايدن على أنه لا يؤيد تزويد أوكرانيا قدرات صاروخية بعيدة المدى خوفاً من تصعيد قد يقحم الولايات المتحدة في مواجهة مباشرة مع روسيا.

"فعل مشروع"

ووصف عدة مسؤولين غربيين من دول حلف شمال الأطلسي (الناتو)، هجمات أوكرانيا على أهداف عسكرية في داخل روسيا بأنها "فعل قانوني ومشروع للدفاع عن النفس"، معتبرين أنها "لا تجلب الناتو بالضرورة إلى صراع مباشر مع روسيا"، حسب ما أوردت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.

وقال المسؤولون الذين طلبوا إبقاء هويتهم مخفية للصحيفة، إن الهجمات على روسيا "ليست بتصعيد أكبر من التصعيد الروسي المتمثل في الهجمات العشوائية التي تقوم بها موسكو على البنية التحتية المدنية، خاصة أنظمة الطاقة والكهرباء".

اتهامات متبادلة

ووفقاً لـ"فرانس برس"، يعتقد خبراء أنَّ أوكرانيا اخترقت المجال الجوي الروسي بواسطة مسيّرات من الحقبة السوفياتية وليس بواسطة تجهيزات عسكرية بمليارات الدولارات قدّمتها القوى الغربية لها لتمكينها من التصدي للغزو الروسي.

وتبادلت الولايات المتحدة وروسيا، الثلاثاء، الاتهامات بعدم الاهتمام بمحادثات السلام الأوكرانية مع تصاعد الدعوات في الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار والالتزام بالدبلوماسية، لإنهاء الحرب التي بدأت بغزو موسكو أوكرانيا قبل 9 أشهر.

وقال فاسيلي نيبينزيا، سفير روسيا لدى الأمم المتحدة في اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن الوضع الإنساني في أوكرانيا، إن موسكو لاحظت "اهتمام أغلبية كبيرة" من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بالتوصل إلى تسوية دبلوماسية.

وأضاف: "نتعامل مع ذلك بجدية بالغة. ونؤكد رغبتنا في إجراء مفاوضات"، لكنه أردف أن الهدف سيكون "إزالة الأسباب الأصلية التي دفعتنا إلى بدء عمليتنا العسكرية الخاصة".

وقالت موسكو في البداية إن مهمتها تستهدف "نزع سلاح" أوكرانيا حتى لا تشكل تهديداً لروسيا و"تخليصها من النازية" بالتخلص من زعماء وصفتهم بأنهم قوميون، فيما تعتقد الدول الغربية أن الأهداف الأولية الحقيقية لموسكو كانت هزيمة الجيش الأوكراني والإطاحة بحكومتها الموالية للغرب.

وقال سفير أوكرانيا لدى الأمم المتحدة سيرجي كيسليتسيا: "أوكرانيا بحاجة إلى السلام وتريده أكثر من أي بلد آخر.. إن أراضينا هي التي غزيت.. من فضلكم ضعوا هذا في الاعتبار في كل مرة تحاول فيها موسكو إقناعنا بأن الضحية هو الذي يقاوم جهود السلام وليس المعتدي".

واتهم نيبينزيا الدول الغربية بعدم الاهتمام بتسوية دبلوماسية في أوكرانيا، لأنها تعزز شحنات الأسلحة إلى كييف بدلاً من ذلك. وقال: "ما تراه الآن هو حرب الغرب المستمرة ضد روسيا.. هذا لا يترك لنا خياراً آخر سوى مواصلة أهداف عمليتنا العسكرية الخاصة".

"لا اهتمام حقيقي"

وقصفت روسيا البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا في الآونة الأخيرة. وقال مارتن جريفيث، منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم المتحدة، لمجلس الأمن الثلاثاء، إن هذا أدّى إلى حرمان الملايين من التدفئة والكهرباء والمياه، مما فاقم الأزمة الإنسانية الناجمة عن الغزو الروسي.

وقالت ليزا كارتي، نائبة سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، أمام مجلس الأمن، إن "تصعيد الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين للهجمات على البنية التحتية لأوكرانيا دليل على أنه غير مهتم حقاً بالتفاوض أو الدبلوماسية الهادفة".

وأضافت: "بدلاً من ذلك، يحاول كسر إرادة أوكرانيا للقتال من خلال قصف المدنيين ودفعهم إلى التجمد لإخضاعهم".

واجتمع مجلس الأمن الدولي عشرات المرات بشأن أوكرانيا منذ فبراير، لكنه لم يتمكن من اتخاذ أي إجراء مهم لأن روسيا من الدول الخمس المتمتعة بحق النقض "الفيتو" إلى جانب بريطانيا والصين وفرنسا والولايات المتحدة.

وطلبت روسيا من مجلس الأمن الاجتماع مرة أخرى يوم الجمعة لمناقشة، أن أسلحة الصراع في أوكرانيا "تقع في أيدي عصابات وإرهابيين" في أماكن أخرى في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، على حد وصفها.

زيلينسكي يتفقد الجبهة الشرقية

وفي السياق، تفقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، القوات القريبة من الخطوط الأمامية في شرق أوكرانيا، الثلاثاء، وعبر عن شكره للمشاركين في المجهود الحربي بمناسبة الاحتفال بيوم القوات المسلحة في البلاد.

وقال زيلينسكي، مخاطباً الجنود في وقت لاحق في القصر الرئاسي بكييف، إنه أمضى اليوم مع القوات في دونباس، مسرح أعنف المعارك، وفي منطقة خاركوف، حيث استعاد الأوكرانيون مساحات من الأراضي من القوات الروسية.

وقدم الشكر للطاقم الطبي وأهالي الجنود ورحب بعودة 60 أسيراً بعد مبادلة مع روسيا.

وخلال زيارته بالقرب من الجبهة، وهي واحدة من عدة زيارات قام بها في الأشهر القليلة الماضية، كرم زيلينسكي عدداً من الجنود وقلدهم أوسمة. وكتب عبر "تليجرام": "شكراً لكم على هذه الصلابة والقوة. أنتم طليعة استقلالنا".

وقال: "أعتقد أننا سنلتقي في المرة المقبلة في دونيتسك ولوجانسك الأوكرانيتين"، في إشارة إلى منطقتين في شرق أوكرانيا، مضيفاً: "متأكد (أننا سنلتقي) في شبه جزيرة القرم أيضاً".

ولم يشر زيلينسكي على وجه التحديد إلى المكان الذي التقى فيه بالقوات.              

كما سجل مقطعاً مصوراً منفصلاً تحدث فيه أمام لافتة ضخمة عليها كلمة "سلوفيانسك"، وهي مدينة تسيطر عليها القوات الأوكرانية بالقرب من بلدة باخموت المحاصرة.

ويقول المسؤولون الأوكرانيون إن القتال مستعر حول باخموت، حيث تسعى القوات الروسية للسيطرة عليها لنيل موطئ قدم أكبر في دونباس بعد الانتكاسات في ساحة المعركة في أماكن أخرى.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات